hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ابتسام شديد

فائض قوة لرياض سلامة في مواجهة العاصفة المالية

الجمعة ٢٦ حزيران ٢٠٢٠ - 06:36

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عند كل ارتفاع في سعر الدولار، تتجه الأنظار الى المصرف المركزي في شارع الحمراء، ويعود الحديث عن إقالة الحاكم رياض سلامة بموازاة جولة جديدة من التظاهرات. فتظاهرة الحادي عشر من الشهر الحالي كادت تطيح بسلامة لولا حسابات سياسية واتصالات أفضت الى بقائه في منصبه، مقابل التزام بخفض سعر الدولار واجبار الحاكم على ضخ ٣٠ مليون دولار في السوق من اجل تبريد الاجواء. لكن عملية المركزي لتطويق الازمة لم تمنع تفلت السعر مجدداً وعاد الحديث عن موجة ثانية من الفوضى والاضطرابات، ليدخل اسم رياض سلامة من جديد في البازار ودائرة الخطر.
إلاّ ان إقالة سلامة لا تزال تدور في الحلقة الممنوعة ذاتها، وظروف اخراجه من شارع الحمراء غير متوافرة بعد لعدة عوامل. فهو مُحَاط بالدعم الأميركي، وعدم الاتفاق على بديل عنه بعد بين رئيس الحكومة حسان دياب ورئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر. كما يرفض الرئيس نبيه بري المس بالحاكم وسط مخاوف من الدخول في مرحلة فوضى سياسية ومالية وامنية يصل فيها الدولار الى سقوف مرتفعة اكثر.
تتوحد نظرة غالبية السياسيين على ان وضع الحاكم ليس سليماً، ومع ذلك فإنه باقٍ في موقعه حتى اشعار آخر. فرياض سلامة ليس هدفا سهلا يمكن شطبه من المعادلة او إقالته كأي مدير عام او موظف فئة أولى، إذ إنه يحظى بمظلة حماية اعطته الحصانة السياسية ليستمر في حاكمية مصرف لبنان من العام ١٩٩٣، بعد ان نسبت الطبقة السياسية له حقبة الازدهار المصرفي والحفاظ على استقرار الليرة لسنوات طويلة. وعليه لاحظت الاوساط خروج حاكم مصرف لبنان من الحصار والأزمة برغم تجاوز سعر صرف الدولار عتبة السبعة الاف، بسبب إتصالاته وعلاقته الثابتة بالأفرقاء، برغم الأصوات التي تصدح في الشارع مطالبة بهندسة مصرفية جديدة وتحرير الودائع ومحاسبة المسؤولين عن الانهيار المالي.
وما يبرر ارتياح سلامة لوضعه زيارته السفير وليد البخاري المكشوفة اعلامياً برفقة نائبه السابق محمد بعاصيري في زيارة أعطيت تفسيرات كثيرة ودلالات، خصوصاً ان بعاصيري الذي يَعتَبره البعض الرجل الثاني للولايات المتحدة الأميركية بعد الحاكم، إستُبْعِد عن التعيينات المالية، وبالتالي فإن زيارة سلامة وبعاصيري الى السفير السعودي لها أبعاد سياسية ومالية، قد يكون من ضمنها ان القضايا المالية بين الرياض وبيروت لا تمر عبر السرايا الحكومية. وكان لافتاً للانتباه ايضاً في هذا السياق ما تَسَرّبَ عن اقتراح لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تعيين بعاصيري موفداً من قبل الحكومة للتفاوض مع وزارة الخزانة الأميركية حول اعفاءات معينة للبنان في أحكام "قانون قيصر".
لهذه المعطيات وغيرها، تم رفد حاكم مصرف لبنان بجرعات مقوية أعطته فائضاً من القوة للصمود في وجه العاصفة او الزلزال المالي المقبل. فليس عادياً ان يصل سعر صرف الدولار الى هذا المستوى وهو مرشح لأن يرتفع أكثر، وفي شارع الحمراء تبدو الدنيا بألف خير والحاكم لا يهتز، إلاّ اذا كان الفيتو الأميركي لعدم الاقتراب من سلامة لازال سارياً وبرغم كل الظروف، او لأن الطبقة السياسية المنغمسة بالفساد، لا تجرؤ على التعرض له، خصوصا اذا كان الحاكم كما يقول العارفون بما يجري في المركزي، لديه داتا مالية لحسابات السياسيين وصفقاتهم.

  • شارك الخبر