hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - حسن سعد

عالجوا الهواجس... وخذوا ما يدهش العالم

الأربعاء ٣ آذار ٢٠٢١ - 00:12

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لو أن في لبنان قيادات ومرجعيات، زمنية وروحية، لديها النية الصادقة والإرادة الحاسمة والقدرة الفاعلة لحل الأزمات اللبنانية، لكانت حصرت، بكل وعي وإدراك وحس وطني، جهودها في حل الأزمة "الأم"، بلا مكابرة وبلا عبثية وبلا تكرار لتجارب دولية.

الأزمة "الأم"، هي: الهواجس الوجودية المتجذرة في عقول، والمغروسة في نفوس مرجعيات وقادة وأبناء كل مكوِّن من مكوِّنات التركيبة اللبنانية، والتي منعت قيام ونجاح أي حلّ دائم لأي أزمة، إذ لطالما تمتع كل فريق "مهجوس" بحرية وإمكانية افتعال التعطيل حيث أمكن سعياً لانتزاع مكاسب خاصة، ولو على حساب بناء دولة وإنقاذ شعب.

المكابرة، التي تضمر سوء نية على ما يبدو حتى الآن، هي إنكار أن الهواجس المتجذرة والمغروسة هي منشأ كل الأزمات التي عاشها وما يزال يعيشها لبنان واللبنانيون وسر تكاثرها وتحوّرها وديمومتها.

العبثية، المشهودة والملموسة على مدى عشرات العقود، هي إصرار القيادات والمرجعيات الزمنية والروحية، أي أعضاء وغطاء المنظومة الحاكمة والمتحكّمة، على إضاعة وقتها ووقت اللبنانيين في تكرار إجراء معالجات ظرفية وعقد تسويات مؤقتة ثبُتَ عدم جدواها وانتظار كلمات سر دولية.

التجربة الدولية، المطروح تكرارها تحت عنوان مختلف رغم ثبوت فشلها، هي طلب تدخل دولي أقصى ما أمكنه فعله كان طرح المبادرة الفرنسية في الإطار السياسي، وفي إطار تقديم المساعدات بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت بلغ حدّ الفصل بين المنظومة الحاكمة وبين الشعب المنكوب، ورغم ذلك فشل في تطويع أعضاء المنظومة وعجز عن إنقاذ الشعب.

تاريخياً، الكل لديه هواجس وجودية "سياسية وطائفية"، حيث لا فرق بين هاجس وآخر، ولا بين مهجوس كبير وآخر صغير، ما يعني أن معالجة الهواجس "حق مشترك" لا تمييز فيه.

اليوم، في الشكل: البلد أسير شخصيتين سياسيتين، أما في المضمون: البلد أسير هواجس مدمرة.

مستقبلياً، كما الطبع يغلب التطبّع، كذلك الهواجس ستغلب الحلول وفي مقدمها الحياد والتدويل والإصلاح.

على مر العقود والمراحل والأحداث، كل الوقائع أكّدت أن المجتمع الدولي "طبيب فاشل"، ولهذا السبب لا حل للأزمة اللبنانية من خلال حل الأزمة "الأُم"، أي الهواجس، وعلى قاعدة "ما بيحك جلدك إلا ظفرك".

في الخلاصة، إلى كل من يعنيه أمر لبنان: "عالجوا الهواجس وخذوا ما يدهش العالم".

 

         

  • شارك الخبر