hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - غاصب المختار

ضغوط الخارج وتشكيل الحكومة... لا رهان على بايدن

الثلاثاء ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٠ - 00:04

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ربط الكثيرون تشكيل الحكومة بإنتهاء الانتخابات الرئاسية والنيابية الاميركية التي تجري اليوم، وترقب نتائجها لمصلحة من ستكون، وكيف تؤثر على لبنان. كما ربط آخرون تسريع التشكيل بما يدور من متغيرات وتقاسم نفوذ بين الدول العظمى والدول الإقليمية المؤثرة، في سوريا والعراق واليمن وسواها. وهناك من ذهب الى ربطها بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، والضغوط التي يمكن ان تُمارس على لبنان للتنازل عن حقوقه في المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة.

لا شك ان العوامل الخارجية مؤثرة على أي استحقاق سياسي كبير في لبنان، فكيف بمثل استحقاق تشكيل حكومة، وضع لها الخارج برنامج عملها سلفاً وحدّد لها شروطاً سياسية واقتصادية ومالية، وشروطاً وخطوات إدارية إجرائية تحت عنوان إصلاح الادارة اللبنانية الفاسدة والمهترئة. ومن هذا المنطلق توقع المتابعون ان تتأخر ولادة الحكومة اسابيع، لحين تبيان ما ستسفر عنه هذه المعارك الخارجية وكيف سيكون تأثيرها على لبنان.

ظهر التدخل الخارجي والاقليمي واضحاً وبشكلٍ فجّ في كل تفاصيل الوضع اللبناني، بعد الانهيار الكارثي الذي نجم عن إنفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، وما تركه من خسائر كبيرة فاقمت الازمة المالية والاقتصادية والمعيشية التي يعانيها اللبنانيون، والتي أكدت صوابية مطالب الناس في الشارع بضرورة إحداث تغيير جذري إنقاذي في طبيعة السياسة والادارة اللبنانية، وفي التوجهات الاقتصادية والمالية المُتّبعة منذ عقود.

لكن التدخل الخارجي ظهر ايضاً في بعض التحركات الشعبية التي حصلت، واعترف مسؤولون اميركيون بحصول اتصالات بينهم وبين بعض مجموعات الحراك الشعبي، ما افقدها مصداقيتها وأجهض التعاطف الشعبي الواسع الذي حظي به الحراك في بدايته.

الشروط الخارجية الموضوعة على تشكيل الحكومة تقيّد الرئيس المكلف بلا ادنى شك، كما تُقيّدهُ مطالب وشروط القوى السياسية المحلية. ومن الصعب على سعد الحريري تجاهل هذه المطالب والشروط، لا سيما الاميركية منها التي تتشدد في تمثيل حزب الله في اي حكومة.

ومع ذلك، لا تقلل مصادر رسمية من حجم العقد الداخلية المتحكمة بتشكيل الحكومات في لبنان، بسبب طبيعة النظام السياسي والتوازنات التي تدير اللعبة الداخلية، خاصة ان بعض الخارج يؤثر او "يمون" على بعض الداخل.

ولكن يرى متابعون من لبنان للانتخابات الاميركية عبر اتصالاتهم بشخصيات لبنانية، انه ليس بالضرورة ان يأتي فوز جو بايدن بالمَنّ والسلوى والاستقرار للبنان، فالمعلومات تفيد انه يُحضّر فريق عمل من المتشددين، لا سيما في منصبي وزارة الخارجية المرشحة لها المندوبة السابقة في الامم المتحدة سوزان رايس، ومستشار الامن القومي. عدا عن شخصيات اخرى بينها سفيرة اميركية سابقة في لبنان. ما يعني ان الضغوط الاميركية ستتواصل على لبنان، خاصة ان السياسة الخارجية الاميركية نادراً ما تتبدل جذرياً أياً كان الرئيس.

لهذا، يتداخل العامل الخارجي بالعامل الداخلي في كل استحقاق لبناني مهم، ولكن المسؤولية الاساسية تقع على اللبنانيين في تحقيق فصلٍ ولو بسيط بين ازمات الخارج المعقدة والصعبة، وبين ازمات الداخل المبنية على الحسابات الشخصية لا الوطنية الشاملة.

  • شارك الخبر