إستمع للخبر

مع بدء بلورة الصورة السياسية الجديدة بعد عاصفة 15 أيار، وقبل الدخول في صراع الكتل الوازنة والأحجام بين الأكثرية والأقلية وما قد يرتّبه ذلك من خلط أوراق بين القوى السياسية التي من المرجّح أن تعيد صَوغ تحالفاتها وفق مصالحها لتتكيّف مع واقع فُرض عليها، وهي التي سعت بشتّى الطرق الى تعطيل حركة التغيير، بل جهدت الى محاولة تعطيل الاستحقاق الانتخابي برمّته حفاظا على مكتسباتها، في المقابل يفرض المشهد المعيشي نفسه كحلقة جديدة في مسلسل الانهيار، فلم يعد ما بعد الانتخابات وفق ترتيب السلطة "يوما آخر" بل هو امتداد لازمات وملفات عالقة أثبتت عجزها عن إدارتها وبفعالية عالية.

وكما كان متوقعا لم يخيّب الدولار آمال اللبنانيين وعاد نجم صعوده الى الواجهة، ليسجل ارتفاعا ملحوظا بفارق تخطّى الـ 30 الف ليرة، وهذا الامر بحسب مصادر اقتصادية، يعكس حجم الاضطراب السياسي والتخبّط قبيل اكتمال الصورة السياسية في الوقت الضائع على ابواب استحقاقَي الحكومة الجديدة ورئاسة الجمهورية.

ورجّحت المصادر عينها ان ينعكس هذا الارتفاع بسعر الصرف الى سقوف غير منضبطة انكماشاً في السوق، بالرغم من استمرار الاجراءات والتعاميم التي يعمد الى تمديدها مصرف لبنان ومنها التعميمين 158 و161 لإبقاء الدولار الاسود تحت السيطرة والحدّ من عمليات المضاربة في السوق الموازية.

كما ان الحديث المستمر عن تحليق سعر صرف الدولار بعد الانتهاء من الانتخابات النيابية، لجَم حركة البيع والشراء ودفع الى التوقف عن التداول

بالدولار تحسبا لهذا الارتفاع وطمعا في تحقيق أرباح كبيرة، ما رتّب شللا كبيرا في الاسواق وعلى صعيد المستوردات، وربطت المصادر بين اختفاء دولار الانتخابات الذي وزّع بسخاء من قبل بعض المرشحين واشاعة حال من البلبة في سوق النقد الذي يتأرجح.

وبحسب المصدر فإنه لا عجب من انقطاع او فقدان بعض السلع نتيجة توقف التجار عن عرض بضائعهم على الرفوف وتخزينها في المستودعات للإفادة من فارق الاسعار في ظل مواصلة الدولار ارتفاعه، وهناك تخوف من ان بعض المواد التي تحتاج الى شروط تخزين وتبريد معيّنة وخاصة خلال موسم الصيف ستشهد ارتفاعا كبيرا بأسعارها نتيجة التكاليف المرتفعة التي سوف يتكبدها التجار من جراء استمرار ارتفاع اسعار المحروقات.