إستمع للخبر

تقصّدت دوائر عين التينة تسريب "الدردشة" التي جرت بين الرئيسَين نبيه بري ونجيب ميقاتي في لقائهما الاخير وتمحورت حول التوقيت الصيفي الذي كان من المفترض أن يبدأ منتصف هذه الليلة قبل أن يُبادر الرئيس نبيه بري الى "إقناع" الرئيس نجيب ميقاتي كما ظهر بالفيديو المُسرب، بتعديل التوقيت وتأخيره الى الويك أند الاخير من شهر نيسان، وذلك افساحا في المجال أمام الصائمين في الشهر المبارك.

في البروتوكول، يتولى تلفزيون لبنان تصوير مقتطفات لقاءات رئيس الجمهورية والتي تخضع للمونتاج واخفاء الصوت أثناء التصوير وذلك مراعاة لما يُسمى "المجالس بالامانات"، ويُوزع المكتب الاعلامي في قصر بعبدا شريط اللقاءات بعد ان يُشرف عليه المكتب الاعلامي في القصر ويخضع لرقابة صارمة. رغم ذلك حصلت "هفوة" مع الرئيس ميشال عون حين كان رئيسا للجمهورية وتم تكليف الرئيس سعد الحريري بتأليف الحكومة بعد استقالة حكومة الرئيس حسان دياب، يومها سأل دياب عون عن "وضع التأليف"، فرد الأخير قائلا: "ما في تأليف.. بيقول عطاني ورقة .. بيكذّب"..عمل تصاريح كذب، وهلق ليك قديش غاب. وتابع: "ليك حظهن اللبنانيين، وهلق راح ع تركيا.. ما بعرف شو بأثر". هذا الحوار الذي تم تسريبه أثار موجة ردود و "ولَّع" الاجواء بين الرئيسين عون والحريري انتهت يومها المشاورات الى اعتذار الحريري، ليتبين لاحقا أن التسريب كان مقصودا ولم يكن هفوة وهدفه ايصال رسالة الى الحريري و "فضحه" أمام الرأي العام برأي التيار الوطني الحر.

في مقرَّي الرئاستَين الثانية والثالثة يحق للتلفزيونات تصوير "الكادرات" وتكون في الدقائق الخمس الاولى من اللقاء، وهنا يمكن لرئيس مجلس النواب أو الحكومة أن يفاتح ضيفه بحديث مهم أو يختار أحاديث عامة قبل الدخول في صلب الموضوع محور اللقاء، وذلك إفساحا في المجال أمام المصورين لينهوا عملهم. ما حصل في عين التينة هو مبادرة الرئيس نبيه بري الى طرح مسألة التوقيت الصيفي في بداية اللقاء وعلى مسمع الحاضرين من المُصورين، وفتح باب النقاش مع الرئيس نجيب ميقاتي وجرى الحديث الذي تم تداوله عبر الاعلام وكان مقصودا من قبل الرئيس نبيه بري الذي أراد أن يظهر للرأي العام أنه لم يُعرقل مسألة تعديل الساعة كما قال الرئيس نجيب ميقاتي، بل هو الذي أصر على تأخير موعد التعديل كما قال في الفيديو.

ولكن ما هو أبعد من تداعيات تعديل الساعة، ردة فعل الشارع السُني على ميقاتي الذي بدا كمن يتلقى الاوامر ويُنفذ من دون أي اعتراض، وقد أثارت طريقة إدارة الحوار من قبل الرئيس نبيه بري حفيظة الشارع السُني لاسيما المعارض للثنائي، اذ أن بري حسم مسألة التعديل من دون أخذ رأي ميقاتي الذي اكتفى بالقول "الامور ما بتظبط.." ولكنه عاد ورضخ لقرار الرئيس بري.

أسهم ميقاتي في هذه المرحلة هي في أدنى مستوياتها لاسيما بعد سلسلة "فضائح" الملفات التي تم الكشف عنها في أكثر من وزارة، وهو الذي يُراهن على الفرنسيين علَّه يعود الى رئاسة الحكومة مع الرئيس الجديد، ولكن تتقاطع المعلومات على رفض أكثر من دولة اقليمية ودولية رئيس تيار العزم، خصوصا وأن الشارع السُني لا زال مُصرا على سعد الحريري.