hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - حسن سعد

خياران أمام البرلمان... الحياد النيابي أو الانحياز الإنساني

الجمعة ٢١ أيار ٢٠٢١ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

منذ النشأة، الأسباب الموجبة لوجود أزمة حكم في لبنان متوافرة، والبيئات الطائفية الحاضنة لصُنّاعها متأهبة، والنكايات الشخصية المعطلة للمعالجات متمادية، والتفسيرات الخاصة لمواد الدستور متفشية، والطموحات الرئاسية لبعض الشخصيات مستفحلة، والأعراف الكاسرة للأحكام الدستورية طاغية، والثقة بين رؤساء المؤسسات منعدمة.

ولم يكن ينقص أزمة الحكم، المتوافرة كل ظروف وعوامل استدامتها، لتكون "لعنة"، بكل ما للكلمة من معنى وتجسيد، سوى أن يكون لكل فريق سياسي أو شخصية طامحة، أخصام في الداخل وأعداء في الخارج وشعب يُستغَل في الصراع.

في ظل انقسام الكتل النيابية، وتجاوز الخلاف بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلَّف سعد الحريري خطوط الرجعة، فإن احتكام عون إلى مجلس النواب عبر رسالته حول التأخير في تشكيل الحكومة، الذي قابله توعُّد الحريري بالرد في المكان نفسه، لا يبشّر بأن المناقشات، إن حصلت، ستنتج ما فيه شفاء من الخلاف الشخصي و/أو علاج لأزمة الحكم الوطنية.

جلسة التلاوة والمناقشة أكثر من ضرورية، ولكن ليس من أجل انتاج خيبة جديدة، اعتاد اللبنانيون، حسب التجارب السابقة، حصد الكثير مثلها بعد كل جلسات تلاوة رسائل الرؤساء، وذلك نتيجة ما اتخذه مجلس النواب من قرارات أو توصيات لم تقدم أي حلّ منتج أو إيجابية ملموسة.

الجلسة على درجة كبيرة من الأهمية، ولكن ليس من أجل تكرار انتاج "شي فاشل" كالمعتاد، لأن مجلس النواب أمام أحد خيارين:

الأول: خيار "الحياد النيابي" عن خلاف الرئيسين عون والحريري، بذريعة اِلتزام مجلس النواب مبدأ الفصل بين السلطات، رغم أن البرلمان هو من انتخب رئيس الجمهورية وهو من سمَّى الرئيس المكلَّف، فتزداد الخيبات وتدوم الأزمات.

الثاني: خيار "الانحياز الإنساني" إلى جانب لبنان المتردية حالته وشعبه المأساوية أحواله، عبر التصويت على تفعيل حكومة الرئيس حسان دياب المستقيلة، وذلك بعد إصدار قرار يقول لشريكي التأليف والتوقيع "إن لم تتفقوا فإن مصالح ومصير الشعب أولى".

عندما ينزل مجلس النواب من عليائه ويعترف أنه "سيّد نفسه" على السلطات لا على مصدره، ويرتقي إنسانياً إلى مرتبة "خادم شعبه" وبكل تواضع. عندها فقط يمكن القول: "لم يفت الأوان على الإنقاذ".

  • شارك الخبر