إستمع للخبر

يتأكد يوماً بعد يوم مدى ارتباط الأزمة اللبنانية بالتعقيدات المحيطة إقليميا. فالسقطة المنسوبة الى وزير الإعلام جورج قرداحي لا تبرّر وحدها، القساوة التي أظهرتها المملكة العربية السعودية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي تجاه لبنان، حصاراً جزئياً مصحوباً بالتهديد بحصار مطبق. لذا صار واضحاً أن لبنان عاد مساحة تجاذب عربي - إيراني، ربطاً بالتأزم الإقليمي، وخصوصاً حرب اليمن التي ترخي بوطأة ثقيلة على المملكة. ولا يخفى أن الرياض تتهم حزب الله بتصدّر الدور الأساس في تدريب الحوثيين وتسليحهم، وفي ما آلت إليه معركة مأرب.

وكانت معطيات قد سرت عن أن الرياض راجعت طهران في مسألة حرب اليمن، فجاء الجواب الايراني بأن القرار عند حزب الله، وهو الجهة الواجب مراجعتها.

يقول مرجع سياسي رفيع إن الانتخابات التشريعية في العراق شكّلت مفترقاً حاسماً على مستوى العلاقات الايرانية - السعودية، خصوصاً في ضوء إعتبارها انتصاراً عربياً - أميركياً على الخيار الإيراني في العراق. لذا عمدت طهران الى تعليق سياستها في المنطقة، في إنتظار جلاء الشكل الذي ستأتي عليه الحكومة العراقية الجديدة، رئاسة وأعضاء، وما إذا كانت ستكرّس انتصار الخيار الصدري في الانتخابات النيابية أم أنها ستذهب في الإتجاه الإئتلافي مع بقاء مصطفى الكاظمي على رأسها، وهو بات شخصية مفتاحية في حاضر العراق ومستقبله.

ويكشف المرجع ان قرار تعليق الحوار الإيراني - السعودي، الذي سبق أن بدأ في بغداد في اوائل ربيع 2021، مرتبط حكماً برغبة الطرفين مجتمعين بتبيان الصورة التي ستكون عليها الحكومة العراقية. ويلفت الى أن مجمل هذا الوضع إنسحب بدوره على لبنان. من هنا يُفهم التأزم الحاصل محلياً، وتحديداً بين حزب الله من جهة والمملكة وحلفائها من اللبنانيين من جهة ثانية، والذي انعكس من جهة تجميداً لعمل الحكومة على خلفيتي الاعتراض على أداء المحقق العدلي القاضي طارق البيطار ومن ثم أزمة قرداحي، ومن جهة أخرى اشتداداً للحصار الخليجي على لبنان في انتظار استئناف الحوار الإيراني - السعودي ومآل الحرب في اليمن بعد سقوط مأرب.