hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ابتسام شديد

حريق طرابلس بعد انفجار المرفأ... هل ينتقل لمناطق اخرى؟

الإثنين ١ شباط ٢٠٢١ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ما جرى في طرابلس في الأيام الأخيرة يصلح لأن يكون أحد النماذج التي حُكِيَ عنها في سيناريو النزول الى جهنم، بسبب جولات العنف ومشاهد التخريب والحرق والإعتداءات التي بلغت ذرروتها بحرق مبنى البلدية ومحاولة إحراق المحكمة الشرعية، ومع ذلك فإن المشهد الصادم لم يكن مُفاجئاً فالأجهزة الأمنية كما المسؤولين تحدثوا عن معطيات لتوتير الوضع في طرابلس وإدخالها في الفوضى وإمكان تحريك او إستفاقة الخلايا النائمة.

فمنذ ليلة الخميس تدور تساؤلات حول ملابسات ما جرى وما سبق ورافق عملية حرق المدينة، من ترك مبنى البلدية من دون حماية او عدم تدخل الأجهزة الأمنية لوقف التخريب والحرق، حيث لم يتم تفسير السلوك الأمني في التعاطي مع التحرك العنفي، فهو كان متوقعاً ومنتظراً، كما أن القوى الأمنية كانت تقوم بقمع متظاهرين سلميين في التظاهرات الماضية فيما كان التعاطي مع أحداث طرابلس أكثر ليونة، ولا يعني ذلك كما تقول مصادر طرابلسية ان الأجهزة مقصّرة، حيث تؤكد المصادر ان من خطط لأعمال الشغب كان ينتظر القوى الأمنية "على غلطة"، وتَقَصّدَ إحداث إصطدام بين المتظاهرين والأجهزة الأمنية ومواجهة الجيش اذا تم التعامل بقوة وحزم مع الوضع.

صحيح ان في طرابلس جوعاً وفقراً وبطالة مخيفة وغياب لأدنى مقومات الحياة الكريمة، لكن ما حدث مُخطّطٌ له منذ وقت طويل، ويستدل على ذلك من غياب المجموعات التي شاركت في انتفاضة ١٧ تشرين ومن المجموعات التي اندست بين جموع المتظاهرين. وما جرى في شوارع طرابلس يمكن ان ينتقل الى مناطق سنيّة أخرى في البقاع او عكار، فالمسؤولية الأخرى تقع على قيادات المدينة وأثريائها المنشغلين بتكديس الثروات وتصفية حساباتهم الخاصة، من دون القيام بخطوات تُخرِج الناس من أحوالهم المتردية، فأي تحركات في مناطق خارج البيئة السنية لا يمكن ان تصل الى المستوى الذي وصلت اليه احتجاجات طرابلس. فمناطق حزب الله محصّنة حزبياً ويدير الحزب الوضع صحيّاً ومالياً من خلال امتلاكه الدولار و"القرض الحسن". أما المتظاهرون في المناطق المسيحية فمنقسمون بين القوات والكتائب والجمهور المسيحي المدافع عن العهد.

حتى الساعة لا أحد يملك أجوبة واضحة كيف تحوّلت التحركات من سلمية الى عنفية، ولن يظهر الفاعلون والمخرّبون والمساهمون في حرق طرابلس، تماماً مثلما يحصل في كل الاغتيالات والجرائم التي حصلت في لبنان، حال جريمة دمرت مدينة بيروت ومرفأها. لا أحد يملك جواباً على الرغم من عِلْمِ قوى أمنية وسياسية وتوقعها سيناريو الحريق الطرابلسي وامتلاكها صوراً وأفلاماً تُوَثّق ما حصل لحظة بلحظة ليلة الخميس. الخوف ان تكون احداث طرابلس التي هدأت ثورتها بعد حرق معالم تاريخية للمدينة، شرارة لأحداث لاحقة في مناطق أخرى مع فشل السلطة في التعاطي مع الوضع واستمرار الأزمات السياسية والاقتصادية والصحية باستنزاف الناس.

  • شارك الخبر