hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني

جنبلاط يستدرك... فأين المسيحيون؟!

الإثنين ٢١ حزيران ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تراجعت الوساطات في الأيام الأخيرة تحت وطأة التراشق السياسي الحاصل، نتيجة انكشاف مواقف كل القوى وخروج الإصطفاف السياسي الى مساحة جديدة. وبات واضحاً أن ثمة إصطفافين أساسيين تدور باقي القوى السياسية في مدارهما أو تحت تأثيرهما: رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر من جهة، ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة المكلف من جهة ثانية، فيما حزب الله يلتزم موقفا حيادياً، ممسكاً العصا من وسطها، نتيجة حراجة موقفه، وهو ما أشّر إليه بوضوح أمس النائب جبران باسيل.
وتلاحظ أوساط سياسية رفيعة طلائع تغييرات جذرية في مواقف القوى السياسية، وخصوصاً الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يضع نفسه راهناً على الحياد، رافضاً أن يكون جزءاً من الإصطفاف الحاصل. وربما هي المرة الأولى منذ أعوام يضع رئيس الحزب النائب السابق وليد جنبلاط نفسه في موقع المتمايز عن حليفه السرمدي رئيس البرلمان نبيه بري. إذ ان ما تسرّب من حصيلة لقائهما الأخير مؤشر على هذا التمايز الجنبلاطي، بعدما وصل الى جهات نافذة أن زعيم المختارة نصح صديقه بتغيير بوصلة معركته الحالية ضد العهد، وتالياً التخلّي تدريجياً عن الموقف المتبنّي للحريري، وهو فعلياً موقف رأس الحربة، "إنطلاقا من خطورة المعركة في مواجهة رئيس الجمهورية"، على ما يقول مطلعون على مداولات اللقاء في عين التينة.
وتلفت الأوسط السياسية الرفيعة، كذلك، الى الموقف الجنبلاطي المهادن للنظام السوري، من باب العودة الى تذكير الكوادر الاشتراكية بدور الجيش السوري في اسقاط ما سماها المؤامرة الإسرائيلية وكذلك حماية الجبل، مشيرة الى أن جنبلاط غالباً ما يعود الى الذاكرة حين يكون في صدد التمهيد لإنعطافة سياسية حادة في مواقفه، وهو على الأرجح ما يحصل راهناً نتيجة ما تراكم لدى المختارة من معطيات عن توازنات جديدة في المنطقة ستواكب حكماً الاتفاق الأميركي – الايراني المرتقب الاعلان عنه في الاسابيع القليلة المقبلة.
ويأتي في هذا السياق اللقاء المزمع عقده هذا الاسبوع في دارة خلدة، بين جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان ورئيس حزب التوحيد وئام وهاب، فيما يتردد عن خطوة جنبلاطية كبيرة تجاه القيادة السورية (بعض المصادر يؤكد أنها تمت).
وتنظر الأوساط بقلق الى إحتمال عدم تلقّف، أو في الحد الأدنى تأخُّر القوى المسيحية عن تلقّف، المتغيرات الكبيرة المتوقعة، وهو ما قد ينعكس سلباً على المسيحيين خصوصاً، وقد تنتج منه إستعادة غير محمودة لملابسات بداية التسعينيات، فيدفع هؤلاء مجدداً ثمن الأخطاء الجسيمة والتعثر في قراءة المستجدات والاستدراك بما يؤدي الى حمايتهم بدل تشريدهم سياسياً وربما جسدياً.

  • شارك الخبر