hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ابتسام شديد

بين عوكر والسراي: مَرَّ القطوع الأول... ولكن!

الأربعاء ١ تموز ٢٠٢٠ - 00:08

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

طويت صفحة القرار القضائي لمنع السفيرة الأميركية دوروثي شيا من التصريح، لكن لم تُغلَقْ مفاعيل القرار وتداعياته تماماً على الساحة وما سببه من انقسام عامودي بين محورين، واحد ضد حملة استهداف السفيرة، وفريق آخر يتهمها بالتحريض والفتنة. وبرغم ان زيارة شيا الى وزارة الخارجية اتخذت طابعاً ودياً ودبلوماسياً، فإن قنبلة القاضي محمد مازح بقيت تتفاعل، حيث اعتبرت مصادر سياسية القرار بمثابة رسالة سياسية من حزب الله تعبيراً عن انزعاجه من مواقف السفيرة وقرارات واشنطن في ما يخصّه والنظام السوري.

يُدرك الجميع ان قراراً من قاضٍ في الجنوب بدفع من سيدة شيعية (فاتن قصير) لها تاريخ في المقاومة ليس مصادفة. كما يعرف الجميع انها ليست المرة الاولى التي يصدر موقف عن شخصية اميركية ضد محور حزب الله، اذ سبق لوزير الخارجية مايك بومبيو ان تحدث بلهجة قاسية ضد حزب الله من منبر وزارة الخارجية اللبنانية. كما ان نظراء شيا الأسبقين لهم صولات وجولات في هذا الصدد، وقد لعب السفير الأميركي جيفري فيلتمان أدواراً سياسية كبرى الى جانب فريق ١٤ اذار، لكنها المرة الاولى التي تأخذ فيها الأمور هذا المنحى من التشنج بين عوكر وحارة حريك والمحور السياسي الذي يدور في فلك حزب الله عبر المنابر الداخلية والقنوات الرسمية. ووفق المصادر، فإن ما حصل أربك الحكومة ورئاسة الجمهورية، وظهرت محاولة الطرفين واضحة في التنصل من القرار القضائي، لسببين أولا بسبب حساسية الوضع الداخلي وثانياً بسبب مشاكل الانهيار المالي.

قرار القاضي مازح أدى الى دخول البلاد في سجالات سياسية وإعلامية حول تسخير القضاء لإصدار قرارات تمنع السفراء الغربيين من التصريح، واعتبار لبنان على أبواب الدخول في مرحلة مخاطبة الغرب من وراء "حجاب" التكنوقراط. ويعتبر المنتقدون للقرار انه جرى التعامل بخفة مع قضية حساسة من قبل وزراء الحكومة، وتم تعريض علاقة لبنان لمشاكل بغنى عنها حالياً، فيما كان الأجدى ان تسلك الأمور من بدايتها طريق المعالجة بين وزارة الخارجية وعوكر وضمن الأطر الدبلوماسية.

المقاربة تبدو مختلفة لدى فريق الثامن من اذار، على اعتبار ان موقف السفيرة شيا يهدد السلم الأهلي ويحرض اللبنانيين ضد بعض، وحيث يتم تحويل لبنان مع اقتراب المواجهة الأميركية الايرانية الى منصة لإطلاق مواقف تخص السياسة الخارجية. وتسأل مصادر الفريق عن الهدف من تحويل ما حصل الى معركة حريات، وماذا لو خرج سفراء سوريا وايران وفنزويلا بمواقف وحملات مشابهة؟

لن يكون ما جرى بين عوكر والسلطة المشهد الأخير، فهو سيتكرر بأشكال أخرى على ضوء التصعيد الاقليمي الحاصل. فبيان السفيرة الأميركية طوى صفحة واحدة لكن لا شيىء سيتغير في الموقف الأميركي من حزب الله وسلاحه وضلوعه في القرار القضائي، وليس سراً ما يقال ان الجانب الأميركي ليس في وارد تبرئة أحد، وهو غَضّ النظر مرحلياً عن فكرة صدور قرار بهذا المستوى في يوم عطلة رسمية من دون معرفة مرجعيات حزبية وسياسية به.

من وجهة نظر عدد من السياسيين، فإن ما حصل يكشف هشاشة التنسيق ببن وزراء الحكومة، وكشف مشكلة لدى الحكومة في ادارة العلاقة مع الدبلوماسية الأميركية، بالسقطة المريعة للحكومة في افتعال توتر مجاني مع الولايات المتحدة الأميركية، في وقت يحاول لبنان ان يلملم انهياره المالي والاقتصادي.

  • شارك الخبر