hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني

بين برّي ورئاسة المجلس: ميثاقية مفقودة وأكثرية هزيلة!

الخميس ١٩ أيار ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


يقف المجلس النيابي المُنتخب أمام محطّات مفصلية في السياسة كما في مسار الإصلاح المالي والإقتصادي المُرتجى. ويتقدّم قائمة الاستحقاقات، إنتخاب رئيس جديد للبرلمان يليه تسمية رئيس جديد لتشكيل الحكومة، مع ما يرافق هذا المسار من جوّ سياسي أفرزته الإنتخابات يوحي بمرحلة جديدة يُراد منها طيّ صفحة الدوران في الأزمات التي لم تستكن وهي تخرّب في النظام اللبناني على إمتداد العقود التي تلت إتفاق الطائف.
كثر من المراقبين في الداخل كما في الخارج يصبّون إهتمامهم على تركيبة المجلس النيابي الجديد وكيفية تفاعله مع الاستحقاقات القادمة على البلد، وسط جوّ ضبابي لا يقودهم حتّى الساعة إلى خلاصة واحدة. فالأكيد أنّ ما أفرزته الإنتخابات لا يزال غير واضح، خصوصا من ناحية الإصطفافات السياسية وفي ظلّ فقدان أي طرف أو معسكر الاكثرية النيابية بمفرده.
ما يعزّز هذا الإنطباع، تراكم الخلافات السياسية قبيل الإنتخابات ووصولها إلى حدّ باتت معه العودة الى الوراء بعد إتمام الإستحقاق الإنتخابي، خطوة مُستبعدة إن لم تكن مستحيلة. ومن هذه التراكمات ما وصلت إليه العلاقة بين التيار الوطني الحرّ وحركة أمل بشخص رئيسها ورئيس البرلمان نبيه بري، وإن عمل حزب الله على لملمة الخلاف وتحييده موقتا لإمرار الإنتخابات بأقلّ الأضرار الممكنة.
وسط هذه الأجواء، من المُرتقب أن ينطلق في الأيام المقبلة النقاش حول مسألة رئاسة المجلس، وسط يقين الرئيس بري أنّ الخلاف بينه وبين القوى السياسية المسيحية وعلى رأسها التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية من جهة ليس بقليل، وبينه وبين الكتلة التغييرية المُنبثقة عن ثورة 17 تشرين أساسي لا بل جوهري، وهؤلاء كما الرأي العام اللبناني، لم ينسوا بعد ما ارتكبته شرطة مجلس النواب او حرس عين التينة بحقّهم.
هذه الخصومة السياسية غير المرشّحة للحلحلة تشكّل التحدّي الأكبر أمام بري. فإذا بقيت الكتل المسيحية الاساسية على قرارها بعدم إنتخابه على رأس المجلس، ستبرز المشكلة الميثاقية بحصول بري على أصوات نواب مسيحيين قد لا يتعدّون أصابع اليد الواحدة، وهو ما لا يقبله رئيس البرلمان. وبالإضافة إلى رفض غالبية المسيحيين له، فهو إن ترشّح لن يحصل إلا على أكثرية هزيلة لن تتعدّى بحدّها الأقصى الـ50 نائبا، وهو ما سيشكّل ضربة قاسية لبري وهو على عتبة الولاية البرلمانية الأخيرة في حياته السياسية.
انطلاقا من هذا الواقع، فإنّ قنوات الحوار السياسي ستُفتح في الآتي من الأيام. وترتقب الاوساط السياسية أن يرسل بري رسائل سياسية ايجابية باتجاه القوى التي أفصحت عن معارضتها لانتخابه، مُعوّلا على علاقته مع النائب المُنتخب ملحم خلف على خطّ المجتمع المدني من جهة وعلى فتح قنوات سياسية مع التيار الوطني الحر والقوات من جهة ثانية. غير أنّ ثبات الفريقين المسيحيين الأكبر على رفضهما سيتسبّب باشكالية كبيرة لبري، وسيشرّع إستحقاق رئاسة مجلس على إحتمالات متعدّدة بعد ان كان هذا المنصب في العقود الماضية من المسلّمات.

  • شارك الخبر