hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ابتسام شديد

بكركي لا تنتقم من أحد... لكن الهواجس كبيرة

الثلاثاء ١٤ تموز ٢٠٢٠ - 23:42

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بين "أحدين" اثنين تحدث البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في مسألتين، إعلان حياد لبنان وإطلاق سراح الشرعية الدولية. الكلام لم يكن في خانة العِظة الروحية فقط، بدليل انه سبّب هزّة سياسية داخلية، حيث لا يزال محور اهتمام في الصالونات السياسية لما تمثله بكركي من بُعدٍ كنسي وروحي، وربطاً بالأحداث والحركة الدولية التي نشطت مؤخرا باتجاه لبنان.

كلام سيد الصرح له ايضاً أصداء لدى الفاتيكان والدول العربية والخليج، من هنا فإن كلامه ليس عابراً خصوصاً في الشق المتعلق بالنداء السياسي والدعوة الى الحياد. لكن ما ساقه الراعي يخضع لتفسيرات متناقضة بين من وضعه في خانة التحضير ل "بريستول ثانية" او قرنة شهوان جديدة، وبين من تحدث عن جبهة معارضة جديدة بقيادة الراعي لتقويم المسار السياسي الحالي وأداء السلطة، وبين من أخذه بعيدا في اتجاه الحملة على العهد ورئاسة الجمهورية.

ترفض مصادر سياسية مسيحية ان يكون البطريرك الراعي تقصد التصويب على رئيس الجمهورية، فالراعي لا طالما تصدر مشهد المدافعين عن الرئاسة الأولى، على الرغم من الملاحظات السياسية الكثيرة التي يحتفظ بها سيد الصرح لنفسه من أداء الرئاسة الأولى في ملفات معينة وقضايا أساسية ساخنة.

وفق المصادر المسيحية فإن الراعي مستاء من مجمل الوضع المسيحي والوهن الذي أصاب الرئاسة الأولى، لكنه يرفض التهجم واضعاف الرئاسة، او ان يرشق رئيس الجمهورية بعبارات التخوين وتحميله وحده مسؤولية الانهيار.

دواعي استياء بكركي تعود الى سببين اساسيين: أولا علاقة القيادات المسيحية المتردية مع رئاسة الجمهورية، والمقصود انهيار العلاقة بين الرئيس ميشال عون وتيار المردة والقوات اللبنانية، اضافة الى علاقة رئيس الجمهورية بالمكونات الأخرى، خصوصا ان التفاهمات التي نسجها فريق العهد لم تؤمن الحماية السياسية اللازمة له، حيث ان رئاسة الجمهورية تُنتقد من قبل كل الأطراف والأفرقاء، فالعلاقة سيئة مع القيادات السنية التي تتكتل في كل مرحلة ضد بعبدا، فيما العلاقة مع عين التينة والحزب التقدمي الاشتراكي عرضة لهبات ساخنة وباردة. وعليه تؤكد المصادر المسيحية ان الراعي رفع الصوت ليس من أجل تفريق المسيحيين او استهداف الرئاسة، بل من اجل تصويب مسار سفينة العهد المهددة بالغرق، وبهدف لم الشمل وليس التفرقة، وبالتالي فإن الحديث عن جبهات سياسية ضد العهد في غير محله لأن بكركي لا تنتقم من أحد وليست في وارد صبّ الزيت على النار في هذا التوقيت.

لدى بكركي تحفظات كثيرة حول أداء السلطة والمحاصصة المستمرة، وسيد الصرح ليس مرتاحاً لما يصله من تقارير عن المخاطر التي تتهدد الوجود المسيحي، وكان آخرها ما نقل من سفارات غربية ان  طالبي الهجرة الى أوروبا بأغلبيتهم من المسيحيين.

يقرأ التيار الوطني الحر بكثير من الموضوعية كلام سيد الصرح، وفق مصادره، وثبت ان هناك من يسعى الى التشويش وضرب صورة العلاقة بين العهد وسيد بكركي، ومن الثابت لدى العونيين ان بكركي لا ترغب بفرض تأثيرات سلبية على رئاسة الجمهورية، بالعكس هناك حرص من قبل الصرح البطريركي على موقع ودور الرئاسة الأولى في المعادلة الوطنية.

لا يمكن ان يخوض العونيون تجربة الاصطدام مع بكركي مجدداً فالمرحلة التي أعقبت اغتيال الرئيس رفيق الحريري مختلفة بالكامل عن ما يحصل اليوم، الهواجس لدى سيد الصرح مفهومة وواضحة فما يصدر من مؤشرات وينقل عنه يعبر عن هواجس تغيير وجه لبنان بسبب الاختلال الديموغرافي إذا ما تقلص عدد المسيحيين. والموضوع ايضا يشكل هاجسا لدى الرئيس ميشال عون الذي يتطلع الى الوجه الوطني للبنان بكل الطوائف والمذاهب.

في تقدير الفريق العوني ان ما يُحكى عن جبهة معارضة  بقيادة رأس الكنيسة هو من أحلام فريق 14 آذار، الذي يحاول ان يستنهض صفوفه للعودة الى الواجهة في لحظة هي الأخطر والأدق في تاريخ لبنان.

 

 

 

 

  • شارك الخبر