hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - حسن سعد

بحياد وبلا حياد... صفر مساعدات ونيَّال الفساد

الثلاثاء ٢٨ تموز ٢٠٢٠ - 23:49

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حصراً، وعلى مستوى القوى السياسية السلطوية المتحكمة بالبلد، يبدو أن طرح أو رفض "حياد لبنان"، على حد سواء، في هذه المرحلة الدقيقة، قائم على مبدأ "يا رب نفسي" مهما كلف الأمر سيادياً وشعبياً... إلخ، لا على مبدأ "حماية البلد وتثبيت الكيان والسيادة والاستقلال وخلاص الشعب"، المفترض أنه، وفق ما يتم التنظير له إعلامياً، مسؤولية مشتركة وهدف جامع للقوى الطائفية والمكونات السياسية كافة.

عموماً، وعلى مستوى الشعب المتضرر كيفما اتفق، يبدو أن اللبنانيين سيخرجون بـ "خفي حنين"، سواء تحقق الحياد أم بقيت الأمور على حالها.

بدليل أن:

- ما يعيشه اللبنانيون "حالياً"، في ظل بقاء الأمور على حالها وبحكم استحالة التوافق على الحياد، أكثر من كافٍ لإثبات وتوكيد أن الشعب المخدوع والمنكوب بزعمائه وأحزابه، إنما هو خارج نطاق حسابات ودائرة ائتمان الطبقة السياسية "الأنانية"، التي تعتاش على الفساد وتتموَّل عبر الإفساد لخدمة المصالح والأزلام ولتلبية الطموحات والأطماع الشخصية لقادتها.

- ما سيعيشه اللبنانيون "لاحقاً"، في حال حصلت معجزة وتحقق الحياد، لن يكون مختلفاً عن الواقع المعاش اليوم، فالقرار الدولي هو عدم مساعدة لبنان حتى الآن، والسبب المباشر، هو امتناع زعماء الطوائف بإرادتهم والأحزاب السياسية بسطوتها على مفاصل السلطة والإدارة والمرجعيات الروحية بغطائها الطائفي عن إقرار وتطبيق الإصلاحات المقررة والمطلوبة دولياً. خصوصاً أن هؤلاء "المعرقلين المعطلين، لن يتغيّروا، وليس بمقدور الشعب أن يغيّرهم، سواء تحقق الحياد أم لم يتحقق.

عدا أن "حياد لبنان" بلا مقومات تجعله منطقياً وممكناً ومحصناً، لا يمكن أن يكون خشبة الخلاص للبلد، وبالتالي ما من سبب يبرر التنازع بين اللبنانيين بشأن حياد لا يقدّم ولا يؤخّر في عملية الإنقاذ المنشود على كل المستويات المأزومة.

إذا، عربياً ودولياً، بحياد وبلا حياد، القرار المتخذ هو "من دون إصلاحات صفر مساعدات". أما داخلياً، وطالما أن للفساد التاريخي من يرعاه وللإصلاح الموعود من يقتله، فإن آخر الكلام سيكون: "نيَّال الفساد والمفسدين والفاسدين" و"قوموا تا نهنّي".

لو لم يكن الحياد أمراً مستعصياً منذ نشأة لبنان لما كان مطلباً مزمناً إلى اليوم، وهذه حقيقة تستحق الأخذ في الاعتبار، وبناءً عليها، على أنصار وأخصام الحياد، التوقف عن العبث بوقت ومصير الشعب والتوجه إلى مكافحة الفساد.

  • شارك الخبر