hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ندى اندراوس عزيز

بالتفاصيل والمعطيات: هذا ما وراء خطاب الحريري المتفجّر

الإثنين ١٥ شباط ٢٠٢١ - 13:45

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتبت ندى اندراوس عزيز لموقع ليبانون فايلز: مما لا شك فيه ان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بدا مأزوما في خطاب ذكرى استشهاد والده ال١٦، لدرجة انه نسي تركيز خطابه على الشهيد وعلى استذكار شهداء ثورة الارز.
الحريري الابن اعتلى منبر الذكرى مصوبا هجومه على رئيس الجمهورية دون سواه في ملف تشكيل الحكومة.

مع العلم ان الرئيس المكلف يعلم جيدا انه لا يمكن التعمية عن ان الخلاف مع الرئيس ليس السبب الوحيد الذي يحول دون تشكيل الحكومة.
حزب الله المتفرج اليوم على ما يجري يدرك تماما ان مشاركته في الحكومة هي واحدة من العقبات الرئيسية بسبب الفيتو الاميركي. كما انه يعلم ان مصارحة الحريري له بهذا الامر لن يحصل والدليل على ذلك ان الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله ونائبه الشيخ نعيم قاسم كررا اكثر من مرة انهما لم يتبلغا من الحريري وجود فيتو اميركي على توزير الحزب. هذه الاشارة لم تأت من عدم.
صحيح ان حياد الحزب الظاهر والعلني في الملف الحكومي وانه على مسافة واحدة من الرئيس عون والحريري، احد اسبابه تخوفه المستمر من التوتر المذهبي، لكنه حياد يعود بشكل جوهري الى معرفته ان الحريري لم يحصل يوما على ضوء اخضر اميركي بتوزيره او تمثيله بشخصيات مقربة منه.
لا بل ان الحريري هُدّد أميركيا بالعقوبات في حال فعل. وهو صارح الرئيس عون بذلك في اول ايام التكليف قبل اسبوع من الانتخابات الاميركية، وبأن العقوبات ستلحق به في حال فعل امرين: تلكأ عن التشكيل او وزّر الحزب. لذلك كان الحريري مستعجلا التشكيل، على ان تكون الزيارة الرسمية الاولى له الى واشنطن.
كما ان وزير الخارجية مايك بومبيو أبلغ وقتها المسؤولين الفرنسيين في زيارته الى باربس مباشرة بعد الانتخابات (منتصف تشرين الثاني) انه ممنوع أن تضم الحكومة العتيدة وزراء من حزب الله. وتأكدت هذه المعطيات بنتيجة تقرير وصل الى بيروت محوره رسالة طلبت السفيرة الأميركية في باريس جيمي ماكورت نقلها الى المسؤولين اللبنانيين، وخلصت فيها الى أن لا حكومة في لبنان تضم حزب الله، وهذا قرار أميركي حاسم.

اليوم بعد دخول جو بايدن البيت الابيض لم يتبين بعد الخيط الابيض من الاسود. فالادارة الجديدة لم تنقض بعد هذا التوجّه الأميركي. ويبدو انها تتريث في الوقت الحالي وتفضل عدم الدمج بين مفاوضاتها وايران، وبين مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية.
مساحة التريث هذه تسعى باريس الى توظيفها بانتظار ان تجهز الادارة الاميركية كل ملفاتها من جهة ومن خلال تعويل الرئيس ماكرون على احداث خرق سعودي ما، وخصوصا في علاقة الحريري بالرياض من جهة اخرى.
فالحريري العائد من جولة خارجية لم تقبل الرياض اعادة فتح ابوابها له واستقباله حتى انه اضطر الى لقاء عائلته في الامارات العربية المتحدة. وهو في هذا الوقت الضائع يعول على زيارة ماكرون للرياض لعله ينجح في رفع الحظر عنه في المملكة للمرة الثانية.

في ظل كل هذه الضبابية وفي حال فشل ماكرون مع المملكة وفي حال استمر الحظر الاميركي على مشاركة الحزب في الحكومة، وبالتالي استمر الحريري في الامساك بورقة التأليف بشروطه، هل سيبقى حزب الله على حياده معولا بدوره على تطورات التفاوض الاميركي الايراني اذا ما حصل؟

  • شارك الخبر