ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني
باسيل في اليوم السعودي.. أكثر من تواصل!
الإثنين ٢٥ أيلول ٢٠٢٣ - 00:00
إستمع للخبر
سرت كالنار في الهشيم الصورة التي وثّقت مشاركة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في احتفال العيد الوطني السعودي بدعوة من السفير وليد البخاري، بالنظر إلى المغزى الذي أتت عليه هذه المشاركة في هذا التوقيت السياسي اللافت والدقيق محليا وعربيا وإقليميا، وفيما المنطقة مشرّعة على تحركات وتبدلات جيوستراتيجية غير مسبوقة.
لا ريب أن حضور باسيل الاحتفال الوطني السعودي الذي أقيم في وسط بيروت، يأتي في سياق المقاربة التي يعتمدها التيار مشرقيا وعربيا والتي تقوم على انفتاح بسقف عالٍ مقرون بصدق في التعاطي مع العواصم العربية، مع الوقوف بتمعّن أمام التحولات العميقة الحاصلة هيكليا.
تعتبر مصادر سياسية رفيعة أن مقاربة التيار هذه التي تمتاز ببعدِها عن أي ممالأة أو مصلحة ظرفية خلافا للنظرة النمطية لكثر من القوى السياسية، تنطلق من قناعة راسخة لدى التيار بأهمية ملاقاة التغيّرات الكبيرة الحاصلة مع القيادة السعودية الشابة، والتي تشبه كثيرا ما يطمح إليه التيار من تغيير على مستوى لبنان لا يزال يراه بمتناول اليد على الرغم من كل التعطيل الذي حصل في السنوات الستة الفائتة، وأصله رفض المنظومة أي إصلاح يمسّ مكتسباتها ويهدّد موقعها في النظام الذي جعلت منه مغلقا على نفسه ومعطَّلا، خدمة لمصالحها.
وتكشف المصادر أن المقاربة التيارية الانفتاحية تأتي في سياقها الطبيعي وضمن مسار أكثر من إيجابي على مستوى التواصل والإلتقاء شهدته الأشهر القليلة الفائتة. وهو إن بقي بعيدا من الإعلام، يتميّز بالصدق، وفق التعريف الذي صاغه علي بن أبي طالب قبل مئات السنين: "صديقُك من صدَقَك لا من صدّقك".
وتقول المصادر إن هذا المسار الإيجابي يُبنى عليه، ربطا بالثبات الذي يتميّز به، إلى جانب المصارحة القائمة ووضوح الرؤية، وتحديدا موقف التيار من مجموعة الثوابت في مقدمها اتفاق الطائف، حتى بات التيار في مقدمة حُماته في ظل ما يشهده من تنكيل على يد من يدّعي زورا صونه من المسؤولين اللبنانيين.
وتلفت إلى أن الممارسة المشوّهة للطائف غير مسبوقة، ترمي إلى الالتحاف بهذا الاتفاق لتغطية التخريب الوطني الحاصل وتدمير الميثاق والشراكة ومحاصرة المكوّن المسيحي وإحراجه لإخراجه عنوة من النطام.
وتخلص المصادر إلى هذا الواقع أكثر من ثابت في ما تفعله المنظومة، ولا سيما منذ بدء الفراغ الرئاسي في بداية تشرين الثاني ٢٠٢٢، وهو ما يسعى التيار إلى تصويبه في ما يؤسس له راهنا من تواصل، بعضه استثنائي على شاكلة ما هو قائم مع المملكة.