hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني

انتخابات المحامين تسقط الأوهام

الإثنين ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

صبّت انتخابات نقابة المحامين في بيروت الكثير من الماء في الخمر السياسي. فالنقابة التي أنتجت في العام ٢٠١٩، عقب أسابيع من ١٧ تشرين، نقيباً عُدّ في حينه أول إنجازات الثورة وإرهاصاتها، عادت اليوم الى الخيار الكلاسيكي، في حين لم توفّق قوى المجتمع المدني في ترك بصماتها لهذه الدورة.

يرى مراقبون سياسيون أن فوز النقيب ناضر كسبار خلط الكثير من الأوراق، والأهم أنه فرض على مختلف القوى المعنية بانتخابات نقابة المحامين، من أحزاب ومدنيين، أن تتسم بالواقعية والتواضع:

أ - فلا الأحزاب وحدها قادرة على فرض رأيها أو إدارة العملية السياسية عبر تجاهل شريحة واسعة ممن خرجت عن طاعتها أو إختطّت لها مساراً لا حزبياً مستقلاً، حتى لو ما زال أصحاب هذا المسار بعيدين عن تكوين جسم موحّد أوحد يشكّل بديلاً ناجعاً عن التجربة الحزبية، ويقود الرأي العام الى تغيير جذري في البنيان السياسي للنظام.

ب - ولا قوى المجتمع المدني يجوز لها الانتشاء وترك الأوهام تتحكم بأدائها وتُظهر لها ما ليس واقعاً، فيختلط الواقع بالأنا المضخّمة، وتندثر الشعارات الملونة.

ج - والأهم، وهنا بيت القصيد، أن القوى الحزبية التي امتطت جواد المجتمع المدني وصهوة المعارضة، أو تلك التي تقول انها متمايزة عن غيرها من الأحزاب التقليدية، انكشف أداؤها على ما لم تكن ترغب به أو تريده. والا فكيف يمكن تفسير اعلان حزب الكتائب اللبنانية وليد النظام منذ ٧ عقود

وأكثر، دعمه النقيب كسبار، الخيار الكلاسيكي، قبل ١٠ دقائق من اقفال صناديق الاقتراع، رغم انه خاض انتخابات نقابة المحامين باسم المعارضة وبمرشح معلن هو المحامي ألكسندر نجار. كذلك كيف يمكن تفسير الموقف نفسه الذي اتخذته حركة أمل وتيار المستقبل، ركنيّ المنظومة التي انتفض عليها اللبنانيون والمتسببة على مدى ٣٠ عاماً من الحكم غير المتقطّع للبنان، بتأييدهما النقيب كسبار، سوى أن في مواقف الأحزاب الثلاثة الكثير من الخبث، بحثاً عن فوز لا يد لها فيه.

ويعتبر المراقبون أن انتخابات المحامين بما تتّسم به من قدر عالٍ من الرمزية على مستوى العمل السياسي والحزبي اللبناني، بالنظر الى انها انعكاس لشريحة مهنية لبنانية شديدة التسييس، تفترض بكل من خاضها أو شارك فيها ترشيحاً واقتراعاً، التدقيق في النتائج والاصطفافات، واعتبارها محطة وازنة على طريق خوض الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، ومناسبة لمقاربة موضوعية غير متطرفة لما يصبو اليه اللبنانيون بعيداً عن الغوغاء والضجيج الذي لا يقود سوى الى مزيد من التفسخ في البنيان المُجتمعي ولا يطعم اللبنانيين الخبز الذي يجهدون إليه بصعوبة.

  • شارك الخبر