hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - علاء الخوري

الولايات المتحدة لحزب الله: خذ السيادة واعطنا النفط

الأربعاء ١٢ آب ٢٠٢٠ - 00:08

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يقول الفيلسوف والكاتب الفرنسي Ernest Renan ان "السياسة حرب باردة والحرب سياسة ساخنة". ينطبق هذا القول على المخاض الذي تعيشه المنطقة اليوم في ظل الخرائط السياسية التي ترسمها التحالفات بين القوى العالمية، ويعيش لبنان تقلبات السيناريوهات الموضوعة مع دخول أكثر من عامل يؤجج الصراع بين الاقطاب ولاسيما دول الشرق الاوسط.

لم تكن تداعيات تفجير المرفأ محسوبة. وان دخل عامل الحادث الامني عليه فان ما خلفه من دمار شكل صدمة للجميع حتى للذين افترضنا انهم خططوا ونفذوا، وربما نترك التحقيق للتاريخ لكشف ملابسات ما جرى ذات آب من العام 2020، ولكن ما يعني اللبنانيين اليوم هو تلك المفاعيل والتأثيرات التي أنتجها اليوم المشؤوم والاسباب كما المصالح السياسية التي دفعت بالدول الى فك الحصار عن لبنان بعيدا عن المبادئ الانسانية وحقوقها التي تبشرنا بها الدول.

بحسب المعطيات فان انفجار المرفأ حرك ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل بل ان الرئيس نبيه بري كشف في مقابلة صحافية مع جريدة النهار نشرت يوم الخميس الماضي عن خواتيم سعيدة لهذا الملف وأن الامور تجري بشكل يبشر بالخير، في حين تحرك الراعي الاميركي مع الجانب الفرنسي للوقوف الى جانب اللبنانيين في مصابهم الاليم وتدفقت المساعدات وعقد مؤتمر الدول المانحة برئاسة فرنسا ومشاركة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لجمع الهبات للبنان المنكوب.

كل ذلك يحصل والعين الاميركية ترصد البلوك التاسع المتنازع عليه مع اسرائيل وتطالب ادارة ترامب وتلح على رسم الحدود البحرية وتحديد المنطقة الاقتصادية للبدء بعملية الحفر وتلزيم الشركات ومنها الاميركية لهذا الغرض. ولكن ثمة الكثير من الشروط الواجب التقيد بها وتذليل العقبات أمامها، ومن هنا كان تحديد موعد لوكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل والمسؤول عن ملف ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل في زيارة سريعة وقصيرة يلتقي في خلالها المعنيين للبحث في تداعيات الانفجار والازمة السياسية بعد استقالة الحكومة على أن يكون ملف الترسيم الطبق الرئيس والبعيد من الاعلام.

بين هيل وحزب الله يقف الرئيس نبيه بري متوسطا، والشروط كثيرة من الجهتين. الاميركيون يسعون الى كسب نقطة لصالح اسرائيل في عملية التفاوض وهم شددوا على ضرورة أن يعي الحزب دقة المرحلة وأن يسارع الى تقديم التنازلات، ووفق المعلومات فان الولايات المتحدة ومن ورائها اسرائيل يريدان ترسيم الحدود وفق ما هو موضوع واذا تنازل الجانب اللبناني وتحديدا حزب الله فلا مانع من توسيع صلاحيات الحزب داخل مؤسسات الدولة، وتكشف مصادر مطلعة أن الجانب الاميركي الاسرائيلي وعلى عكس ما يُشاع أو يقال في الاعلام يضبط حركة الحزب عبر طائرات الاستطلاع الاسرائيلية والتي تستهدف بشكل دوري شُحنات الاسلحة القادمة من سورية الى لبنان، كما أن التطورات الامنية الاخيرة جففت كثيرا من مصادر السلاح الى الحزب، مشيرة الى أن الايام أو السنوات المقبلة قد تكشف الكثير من عمليات الرصد وتضيء على جوانب هامة منها، وهو الامر الذي يعرفه حزب الله جيدا ودفعه أيضا الى تقديم بعض التنازلات.

من جهة ثانية فان الولايات المتحدة تضغط على لبنان عبر اليونيفيل وهي مصرة على سحب هذه القوات وعدم التجديد لها في حال تعثرت المفاوضات لترسيم الحدود، وفي الاطار ثمة من يتحدث في الدوائر الاميركية عن اصرار لدى ادارة الرئيس الاميركي بضرورة سحب اليونيفيل في حال أصر الجانب اللبناني على شروطه التفاوضية بشأن ترسيم الحدود، وهذه الرسالة تم ابلاغها للجهات الدبلوماسية اللبنانية هناك والتي نقلتها الى الدوائر الرسمية الحكومية.

حزب الله الذي نأى بنفسه عن انفجار المرفأ رغم كل ما حُكي عن عمل أمني تزامن مع تحليق للطيران الاسرائيلي، يسعى الى لفلفة الموضوع، وعكس ذلك كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي تجاهل الفرضية الاسرائيلية في الانفجار وتحدث بشكل مسهب عن دور الاجهزة الامنية وضرورة تبيان الحقيقة كما نفى نفيا قاطعا وجازما وجود اسلحة للحزب في المرفأ، علما بأن تغريدة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي كشف فيها عن اتصال مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كانت واضحة بأنه من أجل تفادي وقوع مآسي مماثلة لانفجار مرفأ بيروت يجب ابعاد المتفجرات والصواريخ التي قام بها حزب الله بتخزينها عن جميع المناطق المأهولة في لبنان.

الا ان الحزب تفادى الدخول في الرواية الاسرائيلية واسبابه كثيرة منها ما يتعلق بجوانب أمنية يحرص على اخفائها، وبعضها يتعلق بالظرف والتوقيت الذي وقع فيه الانفجار، وهو برسم المرحلة المقبلة التي قد تكشف بعض التفاصيل، ولكن ما يأمله الحزب اليوم تقوية نفوذه الداخلي رغم الحملة الكبيرة عليه والتي وصلت الى حدود تعليق مشنقة لمجسم يحمل صورة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وبالتالي فان "قدسية" الرجل كسرت في الشارع. ورغم ذلك تعج مواقع التواصل الاجتماعي بتغريدات ومدونات لجيوش الحزب الالكترونية يتوعدون فيها بالثأر وبالفوز بالمعركة.

الولايات المتحدة تدخل اليوم في محادثات جانبية مع حزب الله في اطار المفاوضات العامة الجارية تحت الطاولة مع ايران، وهي تحاول استيعاب حركة الحزب واغرائه بعروض كثيرة تعومه داخليا، وان اقتضى الامر ميثاقا جديدا يكون للطائفة الشيعية الدور الكبير فيه، ولكن تحت سقف المصالح الاميركية في المنطقة، فهل سيرضخ الحزب في اطار ال "deal" الايراني الاميركي أم أن طبول الحرب ستقرع من البوابة اللبنانية؟

  • شارك الخبر