hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني

المناطق المسيحية: أكثر المساحات الإنتخابية إشتعالاً

السبت ٢ تشرين الأول ٢٠٢١ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يشدّ التيار الوطني الحرّ الأحزمة تحضيراً للإنتخابات النيابية المقبلة، وهو من أكثر الاطراف السياسيين الذين أصابتهم تطوّرات السنتين الماضيتين، لا سيما بعد ثورة 17 تشرين، حينما صدحت الهتافات والشتائم مُستهدفة بشكل أساسي رئيس التيار النائب جبران باسيل وثانوياً باقي الشخصيات السياسية التي شكّلت على مدى عقود أساس منظومة الفساد وعمقها.
حُكي كثيراً عن تراجع شعبية التيار وخسارته كتلة وازنة كانت تؤيّده، نزحت نحو المجتمع المدني ومجموعات الثورة، بعد أن أخفق بنظرها في تحقيق الوعود التي لطالما أطلقها بعد عودة العماد ميشال عون من المنفى الباريسي وقبل تولّيه مقاليد الرئاسة في 31 تشرين الاول 2016، وأساسها مكافحة الفساد.
يقول مراقبون إن التيار تعثّر في إمتحان السلطة بعدما كان رائداً في خوضه غمار المعارضة، ذلك أن تولي السلطة أو الإنخراط فيها يعني حكماً أنه كان على التيار التعاطي في غمار الطبقة السياسية التقليدية التي طالما إنتقدها، وكانت في أساس أزمات لبنان وإنهياراته. لذا هو وجد نفسه من جهة مُجبراً على التعاطي مع تلك الطبقة بزواريبها وتفرّعاتها وفسادها، وهو من جهة أخرى ظلّ يسعى الى تقديم نموذج مغاير كلياً عن الممارسات السلطوية، فكان أن وجد نفسه في إزدواجية سياسية بين التقليد والتغيير: تارة عليه التعاطي مع الطبقة السياسية كجزء من تركيبة الحكم والسلطة، وطوراً وجد نفسه غريباً عنها متى إرتدّت على نفسها حماية لمكتسباتها. وهذا تحديداً ما جعل الصدام حتمياً بين التيار من جهة ومجمل الطبقة التقليدية من جهة أخرى، في ضوء إفشالها كلّ المحاولات الرامية الى تحقيق خرق في جدار منظومة الفساد.
ويلفت المراقبون الى أن خلاصة مجمل تلك المشهدية السياسية تقضي بأن يذهب التيار الوطني الحر نحو إستعادة المبادرة من خلال تحديد عناوين المرحلة المقبلة من ضمن استراتيجية تُخاض الانتخابات النيابية المقبلة على أساسها، في موازاة وضع الخطوط العريضة التي سيُعمل عليها في وقت بدأ بعض الأحزاب تركيب لوائحه. ولا يخفى على أحد أنّ قوى المعارضة من مجموعات ثورة 17 تشرين وغيرها من الأحزاب تضع اللمسات الأخيرة على تحالفاتها الإنتخابية مُعزّزة بتمويل لافت.
ويرى هؤلاء أن الإنتخابات النيابية تشكل محطة مفصلية ليس فقط في مسيرة التيار، بل في مجمل أداء الأحزاب المسيحية ومجموعاتها المستقلة والمنسوبة الى الثورة. لذلك يتهيّب الجميع هذا الإستحقاق، ويستعدون لمقاربته متسلّحين بأدوات كثيرة سياسية ومالية ودعائية وإعلامية، مما سيجعل المناطق المسيحية على وجه التحديد إحدى أكثر المساحات الإنتخابية إشتعالاً.

  • شارك الخبر