أعاد المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين بعضا من الحيوية إلى الحركة السياسية، ولو كانت الحرب في غزة، واستطرادا الوضع عند الحدود مع إسرائيل، البند الوحيد في قائمة لقاءاته، مع غياب أي بوادر للخروج من الحلقة الرئاسية المفرغة. ذلك أن زيارة هوكستين الآتي مباشرة من واشنطن عُدّت الاختراق الخارجي الأبرز للحصار الذي وجد لبنان نفسه فيه نتيجة إحكام التطورات العسكرية على أي ملف آخر، بما فيه خصوصا الفراغ الرئاسي الذي بات واضحا أنه يقضم الدولة، وأن ثمة مستفيدين من السياسيين رفيعي مستوى من الحال الهشّة التي تحكم عنق العمل المؤسسي الرسمي، يتعمّدون إما عرقلة انتخاب الرئيس العتيد، وإما في الحد الأدنى التلكؤ المقصود عن موجب الانتخاب.
وضع هوكستين المعنيين في صورة المسعى الأميركي لوقف النار في غزة، لافتا إلى أن اجتماعات الدوحة التي من المفترض أن تنطلق اليوم ستركز على الخطة التطبيقية. وأكد أن واشنطن تسعى إلى تفادي مزيد من التصعيد في لبنان، مكررا خلاصة أن تهدئة الأوضاع مرتبطة بوقف الحرب في غزة.
وأبرز هوكستين الجدية الأميركية في وقف الحرب وفق صيغة الرئيس جو بايدن الذي قبل بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لو على مضض، وهو من تعرّض إلى ضغط أميركي شديد لكي يفرج عن وفده المفاوض ويسمح له بالمغادرة إلى قطر. وأفصح، في المقابل، عن أن الإدارة الأميركية تعوّل على ضغط مصري - قطري على حركة حماس من أجل اقناعها بالانضمام إلى اجتماع الدوحة والقبول بالصيغة التسووية المطروحة أميركيا، وهي قد تكون الفرصة الأخيرة المتاحة مع تكاثر الاستحقاقات التي تشغل واشنطن، وليس أقلّها الانتخابات الرئاسية.
واليوم يحل أيضا وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه في بيروت للغاية التهدوية نفسها، حاملا مجموعة من الأفكار لمناقشتها مع المسؤولين، هي على ما يظهر خلاصة الاتصالات التي أجراها على مدى الأيام الفائتة الرئيس إيمانويل ماكرون. وسيحذر سيجورنيه من مغبة انفلات الوضع جنوبا والتداعيات الخطرة على المنطقة وليس على لبنان فحسب.