hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - حسن سعد

القوات... خسر السلطة والثورة معاً

الخميس ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 23:42

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ما أن اندلعت انتفاضة "ثورة" 17 تشرين الأول 2019، حتى سجَّل حزب "القوات اللبنانية" أسرع ردة فعل سياسية فكان أول من تجاوب مع مطلب الشارع بإسقاط الحكومة، إذ أعلن رئيس الحزب سمير جعجع بعد اجتماع تكتل "الجمهورية القوية" يوم السبت 19 من الشهر نفسه، عن قرار: "الطلب من وزرائه التقدم باستقالتهم من الحكومة".

منذ ما قبل الاستقالة وحتى الآن، يعتمد رئيس وقيادات "القوات" أسلوب "رفع المسؤولية"، تارة عبر الإشادة بأداء وجهود وممارسات وزرائه "النموذجية"، وتارة عبر التذكير بالمواقف التي اتخذوها رفضاً للواقع الاقتصادي والمالي والمعيشي الكارثي والمتفاقم، وصولاً إلى اعتبار أن "المخاطرة الأكبر هي البقاء في حكومة عاجزة".

في المقابل، ورغم اعتبار "القوات" أن قرار الاستقالة اتخذ إلى جانب الناس من دون تفكير بالمكاسب والخسائر، فإن كثيرين، كانوا وما يزالون، يعتبرون أن استقالة وزراء "القوات"، قبل 10 أيام من إعلان الرئيس سعد الحريري استقالة حكومته في 29 منه، كانت بمثابة "قفزة مبكرة" من مركب السلطة التنفيذية المؤكد غرقه، وسعي للحصول على "صك براءة" من تهم الفشل والفساد المرفوعة في وجه الحكومة بكل مكوناتها، ومقدمة للتماهي مع "الثورة" الذي إذا ما وصل إلى درجة دمج أهدافه بمطالبها فإنه سيشكل أفضل "حصان طروادة".

على مستوى السلطة التنفيذية، وبحكم مواقفه منها وما سجّل بسببها من تداعيات، وبعد أن أدى خروج "القوات" من حكومة الحريري 2019 إلى إرباك محدود انتهت مفاعيله فور استقالة رئيسها، وبعد أن مرَّ عدم مشاركة "القوات" في حكومة الرئيس حسان دياب مرور الكرام، فإن رفض "القوات" المشاركة في الحكومة المقبلة لن يخلط أي نوع من الأوراق أو يبدل في المسار المرسوم، بل سيؤدي إلى خسارته السلطة وبلا تعويض.

على مستوى "الثورة"، وبعد ما أصابها من تشرذم مجموعاتها وتعدد قياداتها وفوضى أهدافها وعقم وسائلها، فإن بلوغ "القوات" حدّ التعويل على تراكم الأمل وتوفر الإرادة بالتغيير، كما قال جعجع في حديثه الإذاعي الأخير، وهو العاجز مع "كل الثوار" عن تحويل "فعل الثورة" الشعبي إلى "فاعل سياسي" محلي إنقاذي لا خارجي استهدافي قبل استثماره كـ "سلاح انتخابي"، سيجعله يخسر "الثورة" والأحلام.

اليوم، الحكومة التي استقال منها رافضاً أداءها عادت سالمة، و"الثورة" التي راهن عليها باتت على شفير الانقراض، فهل يعني هذا أن "القوات" خسرت، أو قاب قوسين أو أدنى من خسارة، السلطة والثورة معاً؟

المفارقة، أن التقدير والثناء الذي يتغنى به وزراء "القوات" على الأداء المنفرد لكل منهم على رأس وزارته، لطالما قابله امتعاض معظم مكونات الحكومة من الأداء الجماعي لوزراء "القوات" على طاولة مجلس الوزراء.

هل من تفسير لهذه المفارقة أم ليس لدى "القوات" جواب؟

 

         

  • شارك الخبر