hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني

الفاتيكان وديمومة لبنان: اللامركزية هي المدخل؟

الجمعة ١٤ كانون الثاني ٢٠٢٢ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


ليست الفاتيكان بعيدة عن الأزمة اللبنانية. فالبابا فرنسيس الذي نظّم في الأوّل من تموز 2021 يوماً للصلاة من أجل لبنان، وتقصّد إبراز مدى اهتمامه بمتابعة الأوضاع المتدهورة إثر الأزمة الاقتصادية والمالية والإجتماعية، يوفد وزير الخارجية بياترو كالاغار إلى بيروت أواخر الشهر الجاري، للمشاركة في مؤتمر يُعقد في جامعة الروح القدس في الكسليك، لمناسبة الذكرى الـ 25 على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى لبنان، في ربيع العام 1997.
اهتمام الفاتيكان بالشأن اللبناني ليس جديداً، إذ يعود ذلك لأسباب تاريخية أبرزها العلاقة المتينة بين روما والبطاركة الموارنة منذ قرون، والصيغة اللبنانية القائمة على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، ما تعدّه الكنيسة "نموذجاً للتنوّع الديني في الشرق".
وبحسب مطلعين على المشاورات داخل الخلية التي تشكّلت في الحاضرة لمتابعة الأزمة اللبنانية، فالفاتيكان على يقين بأن هذا النموذج مُهدّد بالإنحلال جراء الأزمة التي تأخذ منحى إنحدارياً من دون أي أفق للحلّ. وفي هذا الإطار، تندرج زيارة وزير الخارجية إلى بيروت، التي وبحسب المطلعين أنفسهم، تأتي لتُترجم إهتمام دوائر الفاتيكان، بتوجيه من البابا فرنسيس، بمعاينة الاوضاع المأساوية التي يمرّ بها لبنان وما تؤدّي إليه من هجرة غير مسبوقة ستكون كفيلة، إذا ما استمرّت بالوتيرة عينها، بإفراغ لبنان من اللبنانيين وليس حصراً من المسيحيين، ليتحوّل الى بلد يقطنه لاجئون من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية.
ويشير المطلعون على المناقشات البابوية الى أن مقاربة الفاتيكان للأزمة اللبنانية من باب الخوف على الهوية، ستكون حاضرة في لقاءات الزائر الفاتيكاني مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وباقي المسؤولين للبحث في كيفية الحفاظ على ما تبقّى من النسيج اللبناني بمسيحييه ومسلميه، ولكن من ضمن إطار مُستحدَث يحمي الحقوق ويحفظ التعددية.
في هذا السياق، تقول مصادر سياسية مُتابعة إن هذه الدينامية ليست منفصلة عن الواقع اللبناني الذي بدأ يشهد مناقشات جدية لتحديث النظام وبلورة أسس جديدة وحداثية، تؤمّن استمرارية الدولة الموحّدة بآليات جديدة. وتشير المصادر الى أنّ جوهر هذه الدينامية هو طرح اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة التي يجب أن يُنظر إليها بجدية من اجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من البنيان اللبناني المتهالك.
وتلفت المصادر الى أنّ السجال الداخلي المُفتعل حول اللامركزية، هو مجتزأ ومنقوص ومحوَّر، أُريد منه الإطباق على الفكرة في مهدها. ورغم ذلك، أخذت اللامركزية حيزاً واسعاً في العواصم المعنية، وعلى وجه الخصوص في الفاتيكان الذي يبحث عن سبيل للحفاظ على دور المسيحيين في لبنان من ضمن الصيغة الرسالة التي تحدّث عنها البابا القديس يوحنا بولس الثاني.
وإذ تذكّر المصادر بأنّ البابا الراحل زار لبنان في العام 1997 في عزّ زمن الوصاية السورية وأصدر الإرشاد الرسولي عن التفاعل بين مسيحيي لبنان ومسلميه، تقول إنّ القيادات المسيحية التي كانت في ذلك الوقت مسجونة ومنفيّة، مُطالبة اليوم بالتعاون لبلورة موقف موحّد ينقل طرح اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة من الإطار الفكري - التساجلي الى البحث الفعلي في الآليات التنفيذية بغضّ النظر عن الحسابات السياسية والإنتخابية والفئوية الضيقة.

  • شارك الخبر