hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - حسن سعد

العونية السياسية لا تتقدم إنما الحريرية السياسية تتراجع

الجمعة ٥ آذار ٢٠٢١ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عندما تكون الإجابة بـ "نعم" على السؤال: " بعد كل المحاولات الفاشلة والتجارب المدمرة، هل ما يزال في لبنان فريق يعتقد أنه قادر على فرض أي أمر على الشركاء؟"، يكون ما يعيشه لبنان واللبنانيون اليوم أقل الشرور والمآسي التي تنتظرهم في قادم الأيام.

عندما يمارس الأفرقاء السياسيون الديمقراطية بطريقة "وجه وقفا"، كأن يمتنع فريق عن تسمية الرئيس المكلَّف ومن ثم يضع له شروطاً تقيّد وتعطّل عملية تشكيل الحكومة، وفوق ذلك يهدده، بل يبتزه، بحجب الثقة عن تشكيلته الحكومية في جلسة طلب الثقة النيابية، رغم علم الفريق الممتنع أن "سلّته فاضية"، خصوصاً أن عدد من سمَّى الحريري أكثر من كافٍ لضمان منح الحكومة الجديدة ثقة الأغلبية المطلقة في المجلس النيابي، يكون نظام الحكم الديمقراطي البرلماني مجرَّد كذبة مقرفة و"طالعة ريحتها".

ما كان الرئيس سعد الحريري ليكون مضطراً إلى فرض نفسه مرشحاً "طبيعياً" لتكليفه تشكيل وترؤس حكومة "المهمة الإنقاذية" الموعودة، لو لم يكن هناك يأس شديد سيطر عليه، بعد أن أوقف الضوء الأحمر مسيرة التسوية الرئاسية ودفعه بخلاف ما أعلن في حينه إلى الاستقالة عقب اندلاع انتفاضة 17 تشرين، وما زاد اليأس شدّة هو أن كل مصادر الضوء الأخضر، الذي يأمل الحريري أن ينير له درب العودة إلى السراي الكبير، إما معطَّلة عجزاً أو مقفلة عمداً.

ما عمَّق مشكلة الحريري، إن لم يكن الفيتو السعودي على شخصه، حسبما يقول، فهو بالمشهود والملموس انحسار تأثير المملكة العربية السعودية على الساحة اللبنانية بشكل إرادي وكبير، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى هو أن وقائع ونتائج صراع الحريري "كاسر التسوية" مع الفريق الرئاسي "رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل" تدل على أن: "العونية السياسية لا تتقدم فعلياً، إنما الحريرية السياسية هي التي تتراجع عملياً".

ما زاد الطين بِلَّة، هو أن يأس الحريري رافقه قلق أكثر شدّة، فدعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى عقد مؤتمر دولي لحل الأزمة اللبنانية، التي ومنذ بدايات طرحها، رفعت منسوب القلق لدى "بيّ السنّة في لبنان" على مكتسبات الطائف وهو العارف بأنها لن تسلم من "القصقصة"، خصوصاً إذا كان النجاح مخططاً ومرسوماً للمؤتمر الدولي، أو حتى للمؤتمر التأسيسي الداخلي.

مع صفر تضحيات، يبدو أن قرار الحريري محاولة العودة "غير الطبيعية" إلى رئاسة الحكومة من بوابة اليأس الشخصي المُدعَّم بالقلق الطائفي قد جاء في الوقت الغلط، والأرجح أن الحريري لن يصيب بحجر التكليف أي عصفور، لا عوني ولا غيره.

 

                  

  • شارك الخبر