hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - سليم البيطار غانم

الصراعات ومفوض سامٍ بلقب "رئيس"... هكذا يُنتخب! (3)

الأربعاء ٣ آب ٢٠٢٢ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

فرض الواقع السوري نفسه على انتخابات رئاسة الجمهورية بعد فوز حزب الله ومحور الممانعة في الحرب السورية، مما أعطاه قوة فرض الرئيس الذي يريد، وتالياً استطاع تعطيل انتخاب رئيس جديد ما لم ينتخب ميشال عون الموعود من السيد حسن نصرالله بذلك. دام التعطيل سنتين ونصف السنة ولم يكن هناك سوى خيارين لا ثالث لهما إما ميشال عون رئيساً أو لا رئيس للجمهورية، الى ان رضخت القوى الرافضة لعون لتعود وتتبنّى انتخابه في 31 تشرين الأول من العام 2016.

فرض حزب الله عون رئيساً على لبنان ليقع البلد تحت شكل من السيطرة الكاملة للحزب، وذلك على جميع مؤسساته التشريعية والتنفيذية والرئاسية، ويصبح لبنان من المنظار الدولي دولة خاضعة لإيران، وقد فرضت تلك السياسات مقاطعة عربية ودولية لم يعرفها لبنان سابقاً، أوصلته الى انتفاضة 17 تشرين والى خط الفقر المدقع بحسب تقرير الأمم المتحدة، حيث بلغ الحد الأدنى للأجور للفرد معدل دولار واحد في اليوم، اضافة الى انهيار كامل للعملة والإقتصاد استتبع توقف كامل في المؤسسات الضامنة والإستشفائية والتربوبية والاقتصادية والأمنية والخدماتية، وشلل كامل للدولة مع هجرة شبابية بعشرات الالاف، وزاد الطين بلة انفجار المرفأ في 4 آب 2020 .

مع اقتراب نهاية العهد ومعه الاستحقاق الانتخابي، ما الصورة التي ستكون عليها صفة الرئيس؟ فهل سيكون رئيس يمثل الفريق السيادي ام رئيس تسوية ام مفوض سام برتبة رئيس؟

شهد لبنان منذ الاستقلال حتى اليوم على ثلاثة عشر رئيساً للجمهورية، ثلاثة رؤساء انتُخبوا لبنانياً وبإرادة شعبية ورئيسَين بحكم الأمر الواقع وخمسة رؤساء تسوية وثلاثة رؤساء كمفوضين ساميين.

ومع الوجود الدائم للبنانيين يشكلون امتدادا للسياسات الاقليمية في الداخل اللبناني، لعب ولم يزل الوضع الإقليمي الدور الأكبر في الإنتخابات الرئاسية والتي كان أولها بعد الإستقلال التدخل المصري زمن عبد الناصر (1958-1970) الى التدخل الفلسطيني (1973-1982) الى الإسرائيلي (1982-1983) الى السوري (1990-2005) الى الإيراني (2005 حتى اليوم)، لذلك فإن امكانية انتخاب رئيس سيادي يعد أمراً مستحيلاً في الظرف الإقليمي الحالي. أما الأقرب الى الواقع اليوم فهو ما سينتج عن مفاوضات فيينا دون نسيان الحرب الروسية - الاوكرانية التي لها التأثير المباشر على المفاوضات والمحادثات التي لا ترغب روسيا بنجاحها، فالإتفاق مع إيران يعني إراحة الدول الأوروبية من أزمة النفط وهذا ما لا تريده.

ففي حال حدوث تطور ايجابي أدّى الى توافق بين إيران والولايات المتحدة الاميركية، ممكن ان نشهد انتخاب رئيس توافقي، وفي حال فشل الإتفاق سيدفع ذلك ايران الى شدّ قبضتها اكثر على الدول التي تستعملها كورقة ضغط ومنها لبنان، سنشهد حينها على انتخاب مفوض سامٍ آخر برتبة رئيس، ليغرق لبنان في عزلة دولية أكبر وتدهور اقتصادي ربما لم يشهده العالم من قبل، وحتّى ذلك الحين سيكون الفراغ هو الرئيس ويمكن ان يكون الفراغ هو أفضل رئيس.

للإطلاع على المقال الاول هنا

للإطلاع على المقال الثاني هنا

 

  • شارك الخبر