ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني
الحرب تسابق التسوية .. ولا ضمانات!
الثلاثاء ٦ آب ٢٠٢٤ - 00:00
لم يحجب نفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني زيارة وفد أمني أميركي إلى طهران، حقيقة تشابك الاتصالات والمساعي الدولية من أجل تطويق اتجاهات التصعيد الإقليمي مع إصرار إيران وحزب الله، والمحور عموما، على الرد على اغتيال كل من رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية والقائد العسكري في الحزب فؤاد شكر.
ولئن سقط موعد الاثنين الذي حددته دوائر أميركية على أنه التوقيت الذي ستوجه فيه طهران والحزب الضربة على إسرائيل، فإن الثابت حتى الآن على أن الاتصالات الدولية والعربية والتدخلات الديبلوماسية لم تنجح حتى الآن في انتزاع ضمانات من كلا طرفيّ الصراع بحصر التصعيد العسكري المتوقع بحيث لا يتوسع إلى حرب إقليمية.
وتُرتقب اليوم إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى أسبوع شكر، بالنظر إلى أنها ستحمل خلاصة ما راكمه الحزب من خلاصات عن الاغتيال وملابساته وما تقرّر على مستوى المحور من رد على ما فعلته إسرائيل في كل من طهران والضاحية الجنوبية. ولا ريب أن الساعات الفاصلة عن الكلمة ستمرّ ثقيلة مع الغموض الذي لا يزال يشوب اتجاه المحور ورده سواء كان مشتركا أو منفصلا ومنسقّا.
وكانت واشنطن وباريس والقاهرة وعمّان وجنيف الأكثر نشاطا بين العواصم العاملة على خط تطويق الأزمة، مع دور غير معلن لمسقط التي اعتادت أن تشكل قناة اتصال جانبي فاعلة في العلاقة الأميركية - الإيرانية. وتؤشّر هذه الدينامية وهذا التشابك الوسيطيّ إلى الخشية التي تنتاب تلك العواصم من احتمالات التدهور في المنطقة، مما يدفعها إلى تكثيف اتصالاتها ووساطاتها، وبعضها يشمل مباشرة حزب الله الذي يرفض حتى الآن الخوض في أي ضمانات أو التراجع عن تنفيذ رده المتوقع على إسرائيل.
وتبدو واشنطن الأكثر نشاطا في الوساطات الحاصلة، وهي تسعى إلى الخروج من الأزمة المستجدة بأقل الأضرار من أجل إعادة تنشيط جهدها التسووي في غزة الذي كان بلغ مرحلة متقدمة قبل أن يقوّضه جزئيا اغتيال إسرائيل كل من هنية وشكر.
ولا تزال الإدارة الأميركية تعوّل على اختراق جدي يؤدي إلى إنجاح التسوية التي اقترحها قبل نحو شهر ونيف الرئيس جو بايدن، وتقود إلى إطفاء الحرب في غزة، واستطرادا تضميد الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية وخفض مستوى التوتر مقدمة لتسهيل التسوية الحدودية البرية. وتتمسّك الإدارة بجهدها هذا على أمل أن يؤدي نجاحه إلى رفدها بنقاط توظفها في الحملة الرئاسية للحزب الديموقراطي.