إستمع للخبر

الهزة التي أحدثها الاتفاق السعودي الايراني الصيني على معاودة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية، جاءت، حتى الآن، ارتداداتها على الاراضي اللبنانية، خفيفة، ومن دون ان تكسر الحاجز أمام مدخل المسار نحو تحديد موعد الجلسة (ذات الرقم ١٢) لانتخاب رئيس للجمهورية، وإن كانت هذه الارتدادات أضيفت الى مفاعيل التحريك الناتجة من دعم مكوّن الثنائي حزب الله- أمل، ترشيح رئيس "المردة" سليمان فرنجية للرئاسة... انما لا شك، في ان التطور المتمثل باتفاق بكين، أرسى وضعية جديدة، وترقب أمامي لمروحة متجددة للحراكات الدبلوماسية العربية والأجنبية، في لبنان، في وقت نُقل عن مصدر نيابي، ان الحراك الاضافي لكل من السفير السعودي وليد البخاري والسفيرة الاميركية دوروثي شيا، وموفدين اوروبيين، وعرب، تندرج في اطار استطلاع متقدم لفرصة انتخاب رئيس للجمهورية، يقدر لها ان تسابق اي تطور دولي سلبي، في اوكرانيا او في بحر الصين.
ولقد أفيد امس، ان مساعدة وزير الخارجية الاميركية باربارا ليف ستزور لبنان في الاسبوع الأخير من شهر اذار الحالي، وستلتقي رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وعددا من الشخصيات والقيادات اللبنانية، مع الاشارة الى ان اجتماع بكين سرّع في زيارة ليف للبنان.
واذ يواصل السفير البخاري والسفير المصري ياسر بن علوي ودبلوماسيون آخرون تحركهم، وضمنه لقاء السفير علوي رئيس المردة سليمان فرنجية أمس، حط الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط في بيروت امس، للمشاركة بمؤتمر تنموي، على الهامش التقى الرئيس بري ثم الرئيس ميقاتي، واشار الى ان نتائج تفاهم بكين وانعكاساته لا تزال حتى الآن غير واضحة، وحض على الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، محذرا من خطورة الاوضاع.
بالتوازي، وفي خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، وفي خضم هذه الحركة الدبلوماسية العربية والاجنبية، صدرت سلسة مواقف محلية، اذا تطلعّنا نحو كل منها في شكل إفرادي، يتبين أن مسار الانتخاب الرئاسي، لا يزال مكبلا بسلاسل وأغلال، لم تتأمن مفاتيحها الخارجية والداخلية حتى هذه اللحظة..
نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، قال : نحن طرحنا مرشحنا الذي نؤمن بأنه صالح للقيادة فتفضلوا انتم واطرحوا ما لديكم.... واذا اعتقدتم اننا طرحنا سليمان فرنجية لنحرقه، فنؤكد لكم انها فكرة مستحيلة لدينا، إن كلمتنا كلمة، ومرشحنا فرنجية ونقطة عالسطر...
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، من جهته، أكد معارضة رئيس التحدي، وكرر الذهاب الى رئيس توافقي وكرر طرح الاسماء الثلاثة التي يؤيدها وزاد عليها اسم مي ريحاني.
الرئيس نبيه بري، بقي على موقفه الذي اعلنه امام الوفد المشترك من نقابتي الصحافة والمحررين، وهو دعم فرنجية مع الدعوة للأفرقاء الى الحوار.
أما أقطاب الفريق المقابل، فقد لوحظ أنهم حذرون في مواقفهم حتى الآن، وتكتفي اوساطهم، على سبيل المثال بالتذكير بموقف الرياض المعترض على اي مرشح من حزب الله...
في اي حال، يُترقب ان يشهد الموضوع الرئاسي تطورات ما بعد زيارة باربارا ليف، اللهم اذا حصلت تطورات في الملفات العالمية قد تؤثر سلبا في ساحات المنطقة ولبنان ضمنها.