hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

"واحدٌ" إذا مات خلال عام 2021 يتحرّر لبنان ومعه المنطقة والعالم!

الإثنين ٤ كانون الثاني ٢٠٢١ - 16:32

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تماماً كما أن لا مجال للصّلاة وسط الضجيج، فإنه لا يُمكن تلمُّس مفاعيل الأسرار الإلهية، بالضّوضاء.

وانطلاقاً من هذا الواقع، نجد أن فترة ما بعد انتزاع الورقة الأولى من روزنامة أي سنة ميلادية جديدة، يُمكنها أن تشكّل المدّة الزمنية الأفضل لإيجاد الوقت الكافي من أجل الجلوس مع الله، وإعادة ترتيب الذات، بعد الضجيج البشري في التعييد، وذلك للحصول على سنة خلاصية من سنوات تجسُّد السيّد المسيح على الأرض، والتي بلغت 2021 عاماً، هذه السنة.

ولكن بدلاً من انتظار انقضاء الضوضاء "التعييدي" الزمني بفارغ الصّبر من أجل التفرُّغ للعودة الى الله والذّات، نرى من قد ينصرفون أو يهتمّون (بحدّ أدنى) بالإصغاء الى العرّافين والمنجّمين والسَّحَرة. وهي ظاهرة عالمية تسلّلت الى حياة البشر تدريجياً، مع مرور السنوات، تحت ستار "عم نتسلى".

 

قبل حدوثها

الخطر الكامن في هذا السياق، هو أن من قد نقول لهم ماذا تستفيدون إذا عرفتُم أن خطراً معيّناً يُحيط بهذه الشخصية أو تلك، أو بهذا البلد أو ذاك، أو أن حرباً ستندلع، أو أن انهياراً سيحصل، قبل أوان حصوله، يجيبوننا "عم نتسلى"، و"كذب المنجّمون ولو صدقوا".

الجواب خطير، رغم اعترافه بغشّ السِّحْر وكذب السَّحَرَة. فإذا كان بعض هؤلاء الذين يقتحمون حياة البشر كالغربان عشيّة كل عام ميلادي جديد، يمتلكون معلومات إستخباراتية ربما، "يتَبَهْوَرُون" بما يُسمَح لهم البَوْح به منها، إلا أن الأخطر هو أن بعضهم الآخر يتمتّع بقدرات "سُفليّة" حقيقية، تحت ألف قناع وقناع، وهو ما يعني أن الإستماع إليهم يُعادل الجلوس مع الشيطان بذاته.

فالشيطان روح، ويُمكنه معرفة الكثير من الأمور في عوالِم البشر، قبل حدوثها، خصوصاً أنه يسكن في الكثير من إرادات ومشيئات (البشر) الأشرار. فيوحي للسَّحَرَة بما هو مُزمِع بتنفيذه عبر الإرادات والمشيئات البشرية الشريرة. وبالتالي، يظهر للناس صادقاً، مع أنه ليس كذلك، ويُبعد النّفوس عن الله والذّات، دون أن يشعر الإنسان بذلك.

المشكلة تكمُن في العيش على طريقة "شو بيأثّر"، و"بسيطو وْلُو"، و"ما تمسكو السلُّم بالعرض كتير".

الإنسان يتعايَش مع كلّ ما هو موجود على الأرض، وبلا تمييز. وهذا ما يفسّر سرعة تكيُّفه مع المصائب. فكثيرون مثلاً يتقبّلون المصيبة، ولكن ليس عن إيمان، بل عن قلّة إحساس. فيُكملون حياتهم وكأن شيئاً لم يحدث.

لنتذكّر

هنا نفهم الخلفيات الحقيقية التي مكّنت عدداً كبيراً من الناس، من التنعُّم بتعييد زمني خالٍ من أي اعتدال.

فرغم الضائقة المعيشية التي يُعاني منها كثيرون، و(رغم) كارثة انفجار مرفأ بيروت التي جعلت الكثير من الأولاد يتمنّون أن تكون هديّة "بابا نويل"، بابا أو ماما أو... الذين ماتوا في الانفجار، رأينا أيضاً إطلاق النّار ليلة رأس السنة، ومظاهر فرح خارجية كان لا بدّ من ضبطها ضمن اعتدال منطقي معيّن، حتى ولو كنّا نبحث عن الفرح بأي ثمن.

فلنتذكّر جيّداً أن قبوراً حُفِرَت في عام 2020، واحتضنت هذا أو ذاك، أو هذه أو تلك، كمجرمين، لأسباب وبائية منعت اقتراب أقرب الناس منهم.

ولنتذكّر أن كثيرين ماتوا في منازلهم خلال عام 2020، فجأة، ليس لأسباب وبائية، ولا بسبب انفجار، بل من جراء سوء تغذية، أو نقص في الاستشفاء، أو تقنين ذاتي في تناوُل الأدوية، رغبةً بتوفير بعض المال، وسط ضائقة معيشية صعبة على كثيرين، أكثر من سواهم.

بناء دولة

الفرح غير المعتدل، والإنغماس بسلوكيات تقليدية وخشبية بإسم التعييد، يفسّر عدم قدرة اللبنانيين على بناء دولة، وهو ما يفرّقنا عن شعوب أخرى على وجه الأرض، أخذت الواقع الوبائي والتحذيرات الرسمية في شأنه، في الاعتبار أكثر منّا، وذلك رغم الخروق التي سُجِّلَت في هذا البلد أو ذاك، والتي لا ننكرها. ولكن قد يكون أسوأ ما في الوجود، هو العيش وفق مبدأ أن "هيدا حال الدّني"، و"الحياة بدّا تكفّي".

أمرٌ واحدٌ إذا مات خلال عام 2021، يتحرّر لبنان والمنطقة والعالم، وهو التموضُع البشري في مقولة "هيدا حال الدّني"، و"الحياة بدّا تكفّي".

فـ "لأ، هيدا مش حال الدّني، والحياة ما بدّا تكفّي هيك"، ولا يجب أن تُكمِل "هيك".

"وكالة أخبار اليوم"

  • شارك الخبر