hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

ميشال حلو: من الضروري أن تكون السياسة "شغلة كل لبناني"

الثلاثاء ١٤ شباط ٢٠٢٣ - 06:38

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

خرج حزب الكتلة الوطنية من الاختبار السياسي الاول له بعد ورشته الداخلية التي رفدته بدم جديد «بنتيجة لا بأس بها». الحديث هنا عن نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة مع الامين العام الجديد للكتلة ميشال حلو، الشاب الآتي من عالم الاعلام الفرنكوفوني الى السياسة من باب عريض على رأس حزب عريق لعب دورا سياسيا كبيرا في تاريخ لبنان منذ اربعينات القرن الماضي، ثم تراجع حد التلاشي والضمور، ثم عاد في ورشة تجديد سبقت «ثورة 17 تشرين» بأشهر قليلة. النتيجة الانتخابية التي يتحدث عنها حلو هي «11 ألف صوت تفضيلي للمرشحين الخمسة على صعيد البلد، علما ان اثنين (انا وكميل موراني) كانا قريبين من تحقيق الفوز».

«الأنباء» التقت حلو في بيت الكتلة التراثي في شارع غورو في الجميزة. للبيت القديم المرمم دلالة رمزية لا يستطيع الزائر ان يتجاهلها: العراقة المتجددة تماما كالحزب الذي استفاق من استراحة طويلة او حتى غيبوبة طارحا نفسه «بديلا مختلفا عن بقية الاحزاب». وليس تفصيلا ان يكون حزب الكتلة قد سبق «الثوار» بثورة داخلية في العام 2018.

يتحدث حلو بشغف عن مبادئ الحزب والجيل الجديد الذي يدور في فلكه، ولا يخفي في الوقت عينه تمسك الحزب بالعائلات الكتلوية وضرورة لم الشمل. وتعود كلمة «سيادة» مرارا في حديثه لتصبح كاللازمة لخطابه السياسي. لكنه يؤكد ان السيادة لا تقتصر على «موضوع سلاح حزب الله».

انت أمين عام لحزب عمره أكثر من 80 سنة او حزب شبابي جديد؟

٭ هو حزب عريق ذو تاريخ مهم وغني وفي الوقت عينه شبابي بروحه. الناس عندما تتحدث عن حزب الكتلة ينظرون اليه كحزب بمبادئ ثابتة وواضحة وتاريخ نظيف ومصداقية منبثقة من هذا التاريخ وفي الوقت ذاته كحزب شبابي قادر ان يجذب الشباب ويربح في الانتخابات الجامعية. استراتيجيتنا تهدف الى تطبيق المبادئ التاريخية لحزب ريمون اده وفي نفس الوقت استقطاب الجيل الجديد، علما ان قطاع الشباب من اولوياتنا.

هل لديكم مناصرون؟

٭ طبعا. أطلقنا بعد الانتخابات برنامج بطاقة المنتسبين والعدد يزيد بسرعة. تخطينا الـ500 منتسب وهدفنا الوصول الى الألف في السنة المقبلة. ولكن الاهم من ذلك هو عدد المؤيدين الذين انتخبونا وهم بالآلاف.

هل هو حزب نخبوي؟ ام بإمكاننا ان نجد مثلا سائق تاكسي كتلوي؟

٭ لدينا مناصرون ومؤيدون متعلمون ومثقفون وحائزون على دكتوراه ولدينا حضور في النقابات المهنية... ونفتخر بكل هؤلاء. ولكننا في نفس الوقت نمثل المجتمع اللبناني بكل اطيافه وطبقاته الاجتماعية. هذا ما لمسته شخصيا في الانتخابات وفي الاصوات الـ 5500 التي حزتها في بعبدا. مبادئنا لا تطبق على شريحة معينة من المجتمع، بل هي عابرة للطوائف والمناطق والطبقات الاجتماعية. اهمية الحرية والعدالة والسيادة وبناء الدولة وترسيخ المواطنة...كلها مبادئ تهم الجميع.

ما الذي يميز حزب الكتلة عن الاحزاب التقليدية او حتى عن المجموعات الجديدة التي ولدت بعد 17 تشرين؟

٭ اولا هو حزب وليس ميليشيا ولا مافيا (ما من أحد في تاريخ الكتلة قد حمل السلاح او مس المال العام) ولا جمعية خيرية (توزيع خدمات) والأهم انه ليس حزبا طائفيا. وبالمقارنة مع مجموعات الثورة، نحن حزب وطني منظم ولسنا مجموعة، لدينا «علم وخبر» ورخصة. ولدينا ايضا كافة الهيئات والانظمة التي تجعلنا منظمين كحزب لديه قاعدة شعبية تنتخب مجلسا يلعب دور البرلمان التشريعي في الحزب. وهذا المجلس ينتخب اللجنة التنفيذية. ولدينا ايضا مجالس في المناطق والقطاعات المهنية وفي الاغتراب ولدى الشباب. نحن حزب منظم ديموقراطي وطني لا طائفي. نعمل على المدى البعيد مع رؤيا واضحة وهي استرجاع دولتنا والوصول لموقع القرار بالطرق الديموقراطية.

ما هي المعارك التي تخوضونها حاليا؟

٭ معركتان: معركة الافكار ومعركة الافعال. وفي كل معركة معارك متجزئة لابد من خوضها لاسترجاع بلدنا وبناء دولة فعلية.

في معركة الافكار، أصبح من الملح ان نعيد انتاج سردية تخبر كيف هو لبنان الذي نطمح اليه. وهذا أمر اساسي في مواجهة الارادات التقسيمية والتطرف أكان من طرف حزب الله او اولئك الذين يريدون اقتسام البلد والتقوقع في طوائفهم، وايضا لمواجهة الاستهتار والاحباط. لا نريد ان نتخلى عن لبنان. من الضروري ان تكون السياسة «شغلة كل لبناني». وفي إطار معركة الافكار، صورة لبنان الذي نطمح اليه كدولة علمانية مدنية وسيدة، في مواجهة سلاح حزب الله خصوصا والقرارات الديبلوماسية الخطيرة التي يفرضها حزب الله والمحور الايراني. من الضروري المحافظة على ديبلوماسية سيادية وان يكون قرار السلم والحرب حصريا في يد الدولة. وأيضا هناك ضمن معارك الافكار اهمية القضاء الذي نريده مستقلا وفعالا وقادرا ان يطبق قراراته، وليس كما يحصل حاليا في قضية انفجار المرفأ. واخيرا في معركة الافكار، يشغلنا الهم الاقتصادي والاجتماعي. نطمح الى اقتصاد حر يؤمن ما يكفي من العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين المواطنين.

اما في معركة الافعال، فنعمل في موضوع انفجار المرفأ على مسار قضائي ثان يتضمن انشاء لجنة تقصي حقائق من الامم المتحدة بغية الوصول الى العدالة، لأن القضاء اللبناني مشلول اليوم للأسف. ونعمل ايضا على موضوع الاصلاح الاقتصادي والمالي الذي يجب ان يوصلنا الى حل عادل لتوزيع الخسائر واعادة هيكلة الدين العام للوصول الى مشروع برنامج صندوق النقد الدولي، ما يتطلب حتما المرور بمحطة المحاسبة. ننسق في هذا الموضوع مع مجموعات اخرى متخصصة في هذا الشأن بمساعدة خبراء واختصاصيين.

وعلى المدى الابعد، هناك معركة الانتخابات للوصول الى السلطة كي نستطيع تطبيق مبادئنا وافكارنا. نريد ان نخوض كافة المعارك الانتخابية من البلدية الى الجامعية مرورا بالنقابية وصولا الى النيابية في 2026.

ممن أنتم قريبون؟ وهل ممكن التعاون مع خصم سياسي؟

٭ التعاون مع حزب الله ليس واردا ولا مع الاحزاب الاساسية التي دمرت البلد. ولكن يهمنا التعاون مع كل الناس والاحزاب والنواب الذين لديهم الحد الادنى من القواسم المشتركة معنا وخاصة في موضوع الاصلاح الاقتصادي. نتفق مع نواب التغيير وبعض احزاب المعارضة. ضروري ان نكون ناضجين وغير متقوقعين وبراغماتيين ولكن ضمن إطار مبادئنا. نحن مع الانفتاح للوصول الى اكثرية لاقرار القوانين الاصلاحية... كان هناك زمن ثورة وشارع وشعارات، الآن جاء وقت العمل السياسي والتشريعي وهذا يتطلب مرونة وواقعية.

هناك زعل او عتب عند بعض الكتلويين القدامى. هل أنتم قادرون على استعادتهم من الاحزاب التي لجأوا اليها وخصوصا من التيار الوطني الحر؟

٭ نعمل كثيرا على هذا الموضوع ونتواصل مع قدامى الكتلة ونستلهم افكارهم. ولاحظنا ان العديد منهم لم يجدوا في المشهد السياسي ما يشبههم وكثيرون منهم اعتنقوا مبادئ الثورة وقدموا لنا الدعم في الانتخابات.

لماذا لم تترشحوا في جبيل عرين الكتلة الوطنية؟

٭ لجبيل رمزيتها الخاصة، لذلك لم نشأ المخاطرة بما اننا لم نجد المرشح ذا الوزن الكافي.

بالعودة الى الانتخابات كيف تقيمون تجربتكم الأخيرة؟

٭ النتيجة التي تحققت لا بأس بها: 11 ألف صوت تفضيلي على صعيد البلد، مع اقترابنا كميل موراني (في الشمال) وأنا (في بعبدا) من الفوز. بنينا قاعدة بجهد مشترك وعملنا كثيرا مع الاغتراب حيث حققنا نتائج جيدة. وبهذا نكون قد أسسنا للمدى البعيد.

هل لديكم تصور لرئيس الجمهورية المثالي في هذه الظروف؟

٭ يجب ان يكون جديا في رغبة الإصلاح المالي والاقتصادي وليس لديه تضارب مصالح مع المصارف والسلطات المالية، وان يكون سياديا، موقفه واضح من سلاح حزب الله.

دعمنا مبادرة النواب التغييريين في هذا الشأن، ولكننا نعترف انه حصل تقصير في الاتفاق على اسم. وهنا تبرز اهمية التنظيم في العمل السياسي بهدف تشكيل كتلة نيابية متجانسة قادرة على اتخاذ القرارات. الانضباط ضروري في اي عمل او مؤسسة وهذا ما ينقص مجلس النواب والمعارضة اليوم.

جويل رياشي - الانباء

  • شارك الخبر