"بدأت مبادرة... وتبين انها مؤامرة!" هكذا اختصر مصدر في الثنائي الشيعي المسار منذ استقالة حكومة الرئيس حسان دياب.

وقال: من الواضح ان الفرنسي، بعنوان الديبلوماسية اراد ان يأخذ بصفته اللصيقة بالاميركي، ما لم تستطع واشنطن ان تأخذه من خلال الضغط والحصار والعقوبات. واضاف: الهدف واحد والاطار الذي عمل عليه الرئيس ايمانويل ماكرون على اساس انه استقرار في لبنان، اعادنا الى خانة الصفر، لان ما حصل هو انقلاب على الاعراف والتقاليد المرعية الاجراء في تشكيل الحكومة وعلى روحية الدستور، وبالتالي انقلاب على نتائج الانتخابات النيابية في العام 2018، ومعلوم ان الحكومة بحسب الدستور هي مجلس تمثيلي عن النواب، اي يراعي التمثيل من خلال ما يعكسه مجلس النواب من تمثيل للناس.

القبض على الوزارات

واستغرب المصدر عبر وكالة "أخبار اليوم" الا يجري رئيس الحكومة المكلف مشاورات مع الجهات التي سمته لتولي هذا المنصب، قائلا: في وقت يفترض فيه مراعاة التوازن الموجود نجد ان هناك محاولة للقبض على وزارات خارج السياق التوافقي القائم منذ سنوات.

وسئل: الا يفترض ان يتمتع الرئيس المكلف باستقلالية في اعداد التشكيلة الحكومية، وعلى القوى السياسية إن كانت تريد مصلحة البلد ان تقبل بها؟ اعتبر المصدر ان هذا ما يفهم  بشكل او بآخر تحت حجة المبادرة الفرنسية، ولكن في الواقع الدستور لا ينص على ذلك، وحين يعدّل لجهة وضع مادة جديدة ترعى وجهة النظر هذه، وقتذاك لكل حادث حديث.

مخالفة الدستور

وكرر المصدر الدستور يتكلم عن استشارات نيابية ملزمة التي بموجبها يسمى رئيس الحكومة  المكلف، يفهم من ذلك ان مجلس النواب يوافق على الوزراء من خلال منحهم الثقة، بمعنى ان الكتل التي تسمي الرئيس المكلف تصبح شريكة من خلال الأخذ برأيها على هذه التشكلية، مشددا على ان مجلس الوزراء لا يختصر برئيس الحكومة، موضحا ان  الدستور يتحدث على آليات ومرتكزات يجب الركون اليها في التأليف، محذرا من ان الالتفاف الحاصل اليوم هو مخالف للدستور .

وهل يرفض الثنائي الشيعي مبدأ المداورة؟ اجاب المصدر: لطالما مارسناها وكانت آخر هم عندنا، لكن المطروح اليوم هو المس بحقيبة اساسية وحساسة وكان حولها اشتباك دائم بين الفرقاء اللبنانيين، متحدثا عن خصوصية وزارة المال لجهة التوقيع الثالث على المراسيم الصادرة عن مجلس الوزراء.

وهل هذا رد على العقوبات الاميركية؟ جزم المصدر قائلا: "نعم" هذا هو موقفنا في جزء اساسي منه، فلا يمكن لاحد ان يملي علينا، وهذا ما يعرفه الاميركيون، مضيفا: "المالية" لنا ونحن نسمي ولا احد يفرض علينا ولا نرضى ان يسمي لنا احد ايا يكن ! مشددا على ان ربط وزارة المال باستقرار لبنان ينم عن سوء نية.

واذ اشار الى ان مطالب رئيس مجلس النواب نبيه بري في الملف الحكومي هي ذات مطالب حزب الله، قال المصدر: انهما  يعبّران عن موقف واحد واضح مفاده  "وزارة المال تعنينا كثنائي" .

عزل فريق!

واعتبر المصدر ان ما حاول الاميركي الحصول عليه لجهة اخراجنا من السلطة في الكثير من المحطات منذ العام 2006 حتى اليوم لن يحصلوا عليه اليوم تحت عنوان تأليف حكومة انقاذ، مذكرا ان الثنائي الشيعي كان قد اعتبر المبادرة الفرنسية "ذهبية"، تعاون معها وتعامل معها بانفتاح على كل المستويات، لكن تبين انها محاولة من المحاولات الدائمة والحثيثة لعزل فريق في لبنان والالتفاف على نتائج الانتخابات.

وخلص المصدر: هناك اطراف لبنانية مستفيدة من هذا الطرح، لكن نعلم انه حتى الفرنسي كان قد همشهم، لذا ما يحصل هو دور اميركي بارز!

وختم: كان الرئيس بري قد دعاهم الى تأليف حكومة دون هذا الثنائي... فلينجحوا!

"وكالة أخبار اليوم"