hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار اقتصادية ومالية أخبار اقتصادية ومالية

مزارعو البقاع والشمال يعانون.. وما من مُعيل

الخميس ٨ حزيران ٢٠٢٣ - 07:18

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

انتاج الكرز والمشمش في البقاع، والبطاطا في عكار، ترهق المزارع بالمديونية والخسائر، والدولة غائبة. المزارعون يقتلعون أشجار المشمش بعد قطافها، وذلك بعد اقتلاع أشجار التفاح للحطب.

مع كل موسم زراعي جديد، تتكشف معاناة المزارعين، وتبدأ عمليات رهن وبيع الأراضي لسد عجز في خسائر تتسبب بها زراعة الخضار والأشجار المثمرة، أو لحاجة المرض في ظل غياب التأمين الصحي للمزارع.

علت هذا العام صرخة أصحاب بساتين الاشجار المثمرة ومزارعو الخضار، بسبب تدني الأسعار وانعدام أسواق تصريف الإنتاج، وارتفاع كلفة النقل وضرائب خطوط الترانزيت الى الدول العربية.

الانتاج الوفير هذا العام وفائض انتاج حاجات السوق، أرهقت المزارع بالمديونية عن كل طن مشمش او بطاطا او كرز. كما ان فائض الإنتاج المحلي ادى الى تراجع وكساد في الاسواق، بالأخص مع توقف التصدير الى الدول العربية وأسواق الخليج، واذا حصل بكميات بسيطة فضرائب الشحن والترانزيت التي تعالج من قبل حكومة تصريف الاعمال كافية لان تراوح البضاعة مكانها.

ضاقت سبل عيش المزارعين هذا العام في سهل الخير في معظم مناطق البقاع والبقاع الشمالي، كالنبي عثمان واللبوة والعين وصولا إلى الناصرية وزحلة وعميق في البقاع الغربي، وفي ظل غياب التصدير، ومع تدني الأسعار الى ما دون الكلفة، تراجعت اسعار المشمش والكرز الى ما دون الـ ١٣ الف ليرة للمشمش في أسواق الجملة و٣٠ الف ليرة للكرز.

اقتلاع الأشجار المثمرة

عمد عدد كبير من مزارعي البساتين في قرى البقاع الشمالي في النبي عثمان واللبوة والعين في البقاع الشمالي، باقتلاع الاشجار وبيعها للاستفادة منها حطباً ووقودا للشتاء المقبل.

وشكا المزارعون من كلفة الإنتاج والنقل والري والقطاف، وارتفاع أجرة العامل تماشيا مع اسعار الإنتاج، إذ وصلت أجرة العامل يوميا الى حدود الـ ٥٠٠ الف ليرة، وهي لا تكفي ما يقوم «بتحويشه» من ثمار المشمش والكرز او من جمعه للبطاطا في آخر اليوم بعد خمس ساعات من العمل، ناهيك عن كلفة النقل المرتفعة تماشيا مع ارتفاع أسعار المحروقات ونقلها من أسواق البقاع إلى أسواق الجملة في بيروت وصيدا وطرابلس والجبل، ليباع كيلو المشمش في أسواق الجملة ما بـين ١٣ الى ١٤ الف ليرة و٣٠ الى ٣٥ الف ليرة للكرز.

وفي ظل هذه الأوضاع، تتراجع حالة المزارع عاما بعد عام، في ظل الاقتصاد الريعي وغياب الاهتمام الرسمي، وغياب كفالات والقروض وفوائد التسليف الزراعي، وارتفاع كلفة الطاقة والري ،وغياب تسلم المواسم المدعومة للمزارع، لا سيما مادة القمح التي تسلمها المزارعون، في وقت متأخر ولم يعرف مصيرها بين وزارتي الزراعة والاقتصاد، مع غياب الملف عن جلسات مجلس الوزراء.

اما البطاطا، حدث ولا حرج، أسعارها بتراجع يومي بسبب اغراق السوق بالبطاطا المصرية، تزامنا مع انتاج البطاطا العكارية، بعدما سجلت ما نسبته ٤٠ بالمئة خسارة عن كل دونم، علما ان كيلو البطاطا يباع في أسواق المفرق ما بين ١٦ الى ١٧ الف ليرة.

شهادة المزارعين

في نقل وبيع المشمش

قال المزارع حسين الحويجي أن كلفة ري بستان المشمش تتراوح ما بين ٥٠٠ الى ١٠٠٠ دولار حسب مساحته، والبستنان الذي نقوم بقطفة اليوم عندما ننتهي من قطافة سنعمل على نشر واقتلاع أشجاره لان كلفة ريّه تتجاوز الـ ٥٠٠ دولار أميركي، ومن حسن حظي اني ضمنت البستان على اللبناني وابيعه على سعر الدولار، وهذا يخفف من عبء خسائري فاسواق المشمش والخضار خراب.

أما المزارع مصطفى نجم فقال: ان منتوج منطقة البقاع الشمالي ما بين ٦ الى ٧ آلاف طن من المشمش، اما انتاجي يتراوح ما بين ٢٠ الى ٢٣ طن في بستان عمره ٢٧ عام في ظل تقاعس ولا مبالاة الدولة اللبنانية، وعدم اهتمامها ما ادى بي الى قطع الاشجار وبيعها للتدفئة.

وشكا عدم تصريف الإنتاج وكلفة النقل والري والقطاف، وقال: نبيع المشمش في اسواق الجملة بـ ٢٢ الف ليرة ليرة، ليباع بالمفرق بـ ٢٥ الف ليرة. العام الماضي اقتلعنا أشجار التفاح وهذا العام دارت الدائرة على أشجار المشمش، مع حيرة وسؤال ماذ نزرع بساتيننا وارضنا، هذا العام نقتلع أشجار المشمش بعد قطافها كي نعوض بعض خسائرنا، على امل ان تسد المواسم أجرة العمال المرتفعة، التي وصلت إلى ٥٠٠ الف ليرة من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، ليعمل بعدها العامل بدوام بعد الظهر.

أما المزارع عبده بكر، وهو أصغر مزارعي بلدة العين في البقاع الشمالي، يتراوح إنتاجه من المشمش العشرة اطنان، لا تكفيه أجرة طبابة. العام الماضي باع دونمين(٢٠٠٠) متر من بستانه من أجل تأمين كلفة علاجه كونه مريض سكري وقلب، ويقول ساقتلع ما تبقى من بستاني، فكل الرزق لا يكفيني بدل علاج، واتعابي تذهب أجرة قطاف ونقل ومحروقات. العام الماضي اقتلعت أشجار التفاح، وهذا العام ساقتلع أشجار المشمش بعد قطافها، وهذا ما اوصلتنا اليه حكومتنا بسبب عدم اهتمامها ولا مبالاتها.

  • شارك الخبر