hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

ما هي الخروقات الثلاثة التي حققها بري قبل تصعيد بعبدا وبيت الوسط ؟

الأحد ٦ حزيران ٢٠٢١ - 08:09

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تعتبر مبادرة الرئيس نبيه بري لتشكيل الحكومة هي المبادرة الوحيدة المطروحة، باعتبار ان الدور الذي يلعبه البطريرك الراعي هو دور محفز لطرفي النزاع الرئيسين عون والحريري من اجل الاتفاق على التشكيلة الحكومية، من دون ان يطرح مقترحات تفصيلية او صيغة ناجزة للحل.

اما اقتراحه الذي اعلنه من بعبدا بعد لقاء عون الاخير بتشكيل حكومة اقطاب فهو مجرد صيغة غير قابلة للتحقق في هذه المرحلة لاسباب عديدة منها الرغبة الدولية في ان تكون الحكومة حكومة اختصاصيين غير حزبيين كما عبرت المبادرة الفرنسية ، لذلك حرص في تصريحه على القول انه لم يبحثها مع رئيس الجمهورية لكنه ربما اراد من طرحها عبر صيغة التساؤل ان يحفز رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف على الاسراع بالاتفاق على اي صيغة ممكنة بدلا من الدوران في دائرة توزيع الحقائب والحصص على الشكل الحاصل، دون ان ينسى التذكير بنجاح مثل هذا النموذج في عهد الرئيس الراحل فؤاد شهاب.

ويحرص الرئيس بري، رغم تعثر اندفاعة مبادرته، على التأكيد بأن هذه المبادرة لم تتوقف باعتبار ان ما جرى في الايام القليلة الماضية رغم التوتر الشديد الذي سجل بين بعبدا وبيت الوسط احدث خرقا يعول عليه لتحقيق التفاهم على التشكيلة الحكومية.

ووفقا للمعلومات المؤكدة ،التي حجبتها الاجواء الملبدة لحرب البيانات بين طرفي النزاع، فان مبادرة بري في جولتها الجديدة احرزت تقدما ملحوظا يعوّل على استكماله اذا قدم الطرفان تنازلات متبادلة حول عقدة الوزيرين المسيحيين.

ويتلخص التقدم بما يلي :

- التأكيد على استبعاد اي اسم نافر يشك اي طرف من الطرفين بانه لا تنطبق عليه صفة غير الحزبي.

- حسم الرئيس الحريري في لقائه الايجابي مع الرئيس بري موافقته النهائية والحاسمة على تشكيلة الـ ٢٤ وزيرا بعد ان كان يربطها بالاتفاق على كامل الصيغة اسماء وحقائب، وهذا ما كان يعتبره الطرف الاخر عون وباسيل حجة للمماطلة والتعطيل.

- التوافق على توزيع الحقائب، ومعالجة عقدتي وزارتي الداخلية والعدل من دون حسم تسمية اختيار الاسمين.

ووفقا للمعلومات فان الاقتراحات التي طرحها بري لحل عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين بدعم من حزب الله لم تواجه اعتراضا او فيتو من الرئيس الحريري الذي ابدى موقفا مرنا منها شرط عدم التخلي عن المشاركة الجدية والمباشرة في تسمية الاثنين. أما النائب باسيل فلم يعط جوابا ايجابيا حتى الآن، ورمى حسم هذا الموضوع إلى رئيس الجمهورية الذي بدوره لم يبد رأيه النهائي به مبررا ذلك بانه لم يطلع على تفاصيل الاقتراحات المطروحة.

وتضيف المعلومات انه في الوقت الذي كان بري يسعى الى حسم هذه العقدة جاء التصعيد والتراشق بين بعبدا وبيت الوسط ليفرمل العملية ويعيق اندفاعتها.

وتكشف مصادر مطلعة ان الرئيس بري ابلغ كل من يهمه الامر ان هذا التوتير للاجواء يتناقض ويجهض ما تم تحقيقه في المساعي التي بذلها بدعم وتعاون من قيادة حزب الله، وان المطلوب اولا تبديد هذه الاجواء قبل استكمال البحث في معالجة عقدة الوزيرين المسيحيين.

وتنقل المصادر عنه انه حرص على التاكيد بانه مستمر بمسعاه ولن ينعي المبادرة، مجددا التاكيد على اهمية عامل الوقت وعدم التاخر في حسم هذه العقدة.

وتضيف المصادر ان التصعيد الذي حصل يفترض ان لا يحجب حقيقة التقدم الذي حققته جولة بري الجديدة، وانه حريص على هذه النقطة التي دفعته وتدفعه الى الاستمرار بمسعاه الذي يجمع الداخل والخارج على انها الممر الوحيد والمتاح اليوم للعبور الى حل الازمة الحكومية.

ووفقا للمعلومات فان الاستراحة القصيرة التي فرضت نفسها بعد اندلاع حرب البيانات بين بعبدا وبيت الوسط، لن تتجاوز عطلة نهاية الاسبوع على امل استئناف ادارة التفاوض على التشكيلة الحكومية مع مطلع الاسبوع بعد تبريد اجواء الساحة السياسية وامتصاص مفاعيل التصعيد الاخير.

والسؤال المطروح هل تنجح محاولة حل عقدة الوزيرين المسيحيين لبلورة التشكيلة الكاملة ام ان التعطيل سيبقى سيد الموقف؟

المؤشرات التي ظهرت خلال رصد مسار التفاوض حتى الآن ترجح الاعتقاد بان ليس هناك رغبة ونية حقيقية لدى كل من طرفي النزاع عون وباسيل من جهة والحريري من جهة ثانية في تقديم تنازلات متبادلة، خصوصا بعد الجهود المضاعفة التي بذلها بري مؤخرا بدعم داخلي وفرنسي ومصري، وبمؤازرة مباشرة وقوية من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

ويكتسب مسعى بري الحالي في اطار مبادرته التي لم تتوقف ايضا اهمية خاصة لانه يعتبر المسعى العملي الوحيد للخروج من الازمة، خصوصا بعد ان قررت باريس بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي الاخيرة الى بيروت ان تعدل من طريقة ترجمة مبادرتها، وتوقف مداخلاتها المباشرة في تفاصيل عملية تشكيل الحكومة تاركة هذا الامر في خانة المسؤولين اللبنانيين الذين حملتهم وتحملهم اصلا مسؤولية استمرار الازمة الحكومية حتى الآن.

ويقول مصدر مطلع في هذا المجال ان باريس تنأى في الوقت الحالي بنفسها عن تفاصيل موضع تشكيل الحكومة لكن ذلك لا يعني انها تخلت عن مبادرتها تجاه لبنان، ملاحظا انها تترجم استمراريتها من خلال تنفيذ الالتزامات التي اكدت عليها في اطار مبادرة الرئيس ماكرون بعد انفجار ٤ آب، اكان على صعيد استعدادها للقيام بوعودها وتعهداتها تجاه لبنان ومساعدته لتجاوز ازمته بعد تشكيل الحكومة، او من خلال المساعدات المباشرة التي قدمتها وتقدمها للمجتمع المدني والهيئات الاهلية والمؤسسات التربوية والصحية في لبنان، اضافة للمساعدات المباشرة للجيش اللبناني من خلال التواصل المباشر مع قيادته، وآخرها خلال زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون لباريس والاجتماعات التي عقدها مع قيادة اركان الجيش الفرنسي ولقائه اللافت مع الرئيس ماكرون، الذي اعتبر بانه رسالة بالغة الدلالات.

محمد بلوط - الديار

  • شارك الخبر