hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة - نبيه البرجي - الديار

ماذا يستطيع رئيس الجمهورية؟

الخميس ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 07:20

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في بدايات السياق، توقعت أن تنتهي كلمة الرئيس ميشال عون بمفاجأة مدوية ...والآن بعدما تبين لي أن الرهان على الاصلاح والتغيير أكثر من أن يكون مستحيلاً، ببقاء المنظومة السياسية الراهنة، أعلن استقالتي لتكون صرختي الى جانب الصرخة التي يطلقها كل لبناني يشعر بأنه بات في... جمهورية جهنم!
لعل هذا الخيار جال في رأس الرئيس الذي قد يكون سأل نفسه، وهو «رئيس الدولة، ورمز وحدة الوطن (الذي) يسهر على احترام الدستور، والمحافظة على استقلال لبنان، ووحدة وسلامة أراضيه...»، عن التداعيات السياسية والدستورية والأمنية والمالية، في حال خلو منصب رئاســة الجمهورية، ودون أن تكون هناك حكومة تــناط بها، مؤقتاً، الصلاحيات الرئاسية، في ظروف داخلية أقل ما يقال فيها انها ظروف أبوكاليبتية...

لكن لبنان كان بحاجة الى صدمة كبرى بعدما ذهبت الطبقة السياسية بعيداً في اللامبالاة، لتوحي بأنها فقدت أي حس بالمسؤولية حيال بلد هو في اللحظة الأخيرة من الموت بعدما تحولت كل شيء الى هباء.

خلاف ذلك، قال الرئيس انه باق. نفهم من كلامه أنه لن يكتفي، هذه المرة، برفع الصوت، بل انه قد ينزل، شخصياً، الى الشارع اذا لم يحدث تبدل ثوري في أداء الحكومة المقبلة التي يبدو أنه لن يتمثل بها قطعاً. أكثر من مثال حدث في فرنسا حول معارضة الاليزيه لحكومة تتشكل من قوى سياسية مناوئة له.

علامات استفهام لا تحصى حول كلمة الرئيس، ليس من الموقع المضاد، وانما كمراقب يتابع المشهد اللبناني حيث الهوة الضوئية بين أنين الناس وتماثيل الشمع التي في أعالي السلطة.

المشكلة أن رئيس الدولة في الجمهورية الثانية لا يمتلك صلاحية حمل العصا في وجه الحكومة ان كررت التجارب السابقة في التعاطي مع آلام الناس، وآلام البلاد، وعادت الى منطق المغارة (مغارة علي بابا)، دون أي اعتبار للمقتضيات الدستورية، والأخلاقية، للدولة.

ماذا يمكن للرئيس أن يفعل في هذه الحال ؟ الكثيرون يتمنون اســتقالته ما دام البازار الاقليمي قد يكون مفتوحاً على مصراعــيه في المرحــلة المقبلة، ودون امكانية الرهان على تظاهرات السنة الأخيرة، وقد أثبتت أن لبنان في أقصى حالات التصدع السياسي والتصدع الطائفي.

بالأذن المجردة تتناهى الينا قهقهات السياسيين الذي ما برحوا يشيعون بأن العهد مسؤول عن كل المصائب التي ضربت البلاد. هؤلاء انقضّوا، للتو، على رئيس الجمهورية باعتبار أنه لا يمتلك سوى صلاحيات الكلام في دولة باتت أشبه ما تكون بالطنجرة الفارغة.

الرئيس هو من تحدث عن الزلزال الذي يضرب المنطقة. لبنان، وقد تحول الى حطام سياسي، والى حطام اقتصادي، ما عليه الا أن يمشي على رؤوس أصابعه لتخطي المرحلة. الكل داخل الاحتمالات. ايمانويل ماكرون قال لهم «لا أحد فوق الاحتمالات»!

البعض من مناوئي الرئيس وصف الكلمة بالقنبلة الصوتية. البعض الآخر رأى فيها محاولة لغسل الأيدي من المسؤولية عن المشاركة في صناعة الركام. واقعاً، كل القيادات اللبنانية التي عجزت عن اجتراح حلول لأزمات قاتلة لا تملك سوى أن تسند ظهرها الى المبادرة الفرنسية على أنها خشبة الخلاص لجمهورية هي في طور الموت السريري..

أصوات علت. تساؤل ليس فقط عن الجدوى من كلمة الرئيس التي قد تزيد البانوراما اللبنانية تعقيداً، وانما أيضاً عن الأسباب التي تجعل صاحب الفخامة واثقاً من أن كل من حوله يمتلكون أخلاقية القديس فرنسوا الأسيزي. قالوا... كورونا الفساد ضربت الجميع يا صاحب الفخامة.

لا ريب أن الأزمات الراهنة نتاج سنوات طويلة من التعفن السياسي، والتعفن الأخلاقي. الناس تسأل عن حصيلة 4 سنوات من الوجود على رأس الدولة. هذه الكلمة كان ينبغي أن تقال في بداية السنة الثانية من العهد لا عشية السنة الخامسة. فات الأوان…

  • شارك الخبر