hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة - ماريو ملكون

لو نطقت الذمّيّة في لبنان!

الإثنين ١٣ شباط ٢٠٢٣ - 14:39

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

رداً على ما كتبه الزميل علاء الخوري عن "هل تحوّل المسيحيون إلى أهل ذمّة؟"، جاءنا من السيد ماريو مالكون ما يلي:

"هل تحوّل المسيحيون إلى أهل ذمّة؟" عنوان اعتمده الصحافي علاء الخوري في مقاله ضمن موقع ليبانون فايلز، كان مؤشّرًا كافيًا إلى مضمونٍ خلا من المقاربة الموضوعية والوقائع التاريخية التي تدحض ما خَلُصَ إليه الكاتب.

إنّ جمع المسيحيين اللبنانيين في قالب واحد وقنصهم بتهمة الذمّيّة بناءً على ممارسة مجموعات اختارت تسليم ذاتها بعد اتفاق الطائف إلى المحتلّ السوري لقاء حفنة من المواقع السلطوية وأخرى استبدلت قرارها وقرار الدولة بتفاهم اذعان مع فريق مسلّح بغية مكاسب وغنائم ونفوذ، هو ذروة في التجنّي.

فقد فاتكَ أستاذ علاء، أنّ المجتمع المسيحي المؤمن بدوره، قد قاوم وناضل ومازال، مُقدّمًا التضحيات الكبرى في سبيل الوجود الحرّ والعيش الكريم، فكانَ الأولى بكَ أن تُشير إلى الذمّي الحقيقي الذي تلبّس ثوب المسيحية بالاسم ونفضه عنه بالممارسة.

إنّ طريقة تعاطي التيار الوطني الحرّ مع حزب الله في تفاهم مار مخايل، حيث هرول إلى حارة حريك متخلّيًا عن كلّ المبادىء النضالية وعن كلّ مقوّمات الدولة، ليسترضي حزبًا لاشرعيًا خارجًا عن إطار الدولة لتعزيز أطماعه الفئوية، هو وجه من أوجه الذمّيّة.

الذمّيّة هي في تسليم "الوطني الحر" قراره ومصيره وتاليًا قرار الدولة ومصير اللبنانيين إلى حزب الله.

الذمّيّة هي في رضوخ "الوطني الحرّ" إلى كلّ خطوط حزب الله السياسية، فامتنع عن إصدار ولو بيان تضامني مع المملكة العربية السعودية إزاء الاعتداءات الحوثيّة، لا بل استنكر العدوان على اليمن، كما أمره الحزب الايراني.

الذمّيّة هي في نسف "الوطني الحر" للخط التاريخي المسيحي، حيث بات ناطقًا ومدافعًا عن حروب حزب الله ومشاريعه التوسّعيّة في المنطقة، حتّى أنّه جعل مواقع الدولة ستارة تُغطّي كلّ موبقات التّهريب والتّهرّب والتّصدير المشبوه والانقلاب على القضاء ومهاجمة المؤسسة العسكرية وتحقير قدراتها، كلّ ذلك لإرضاء الحاكم المسلّح.

الذمّيّة هي مجاهرة "الوطني الحر" بأنّه لولا حزب الله لدخلت داعش إلى البلاد ولانتهى الوجود المسيحي، وأنّ "الحزب بيخوّف" كما أعلن أحد نوّاب "التيار"؛ الذمّيّة هي في تسويق "التيار" لغة غير مألوفة لدى المسيحيين وهي لغة الانبطاح والرضوخ والخوف أمام حزبٍ حاول مصادرة الله في تسميته، فأسقط دعوة السيد المسيح للبشرية جمعاء "لا تخافوا".

أين أنتَ أستاذ علاء من هذه القراءة البديهيّة لذمّيّة بعض المسيحيين؟ وأين قرأت في مسيرة "القوّات" ولو موقفًا واحدًا شُبّه لكَ أنّه يحمل نوعًا من أنواع الذمّيّة؟

كلا يا محترم، "القوّات اللبنانيّة" هي ابنة مسيرة القيامة التي لا تخشى الموت، هي مَن وليدة هذه الأرض التي لم تقدر عليها التجارب، هي من هذا المجتمع الجبّار الذي واجه غزوات الاشرار من الاشرفية وزحلة في الماضي إلى عين الرمانة اليوم، هي مَن رفض قائدها أن يتحوّل "زعيمًا" تُحرّكه عنجر أو "هاربًا" ينتظر صفقة عودة مع المحتلّ السوري في قصره البرجوازي، فوقف "مسيحيًّا" بكلّ ما للكلمة من معنى متسلّحًا بإيمانه بالله رافضًا التخلّي عن نعمة الوجود الحرّ ولو خلف القضبان ولو تحت الارض.

هل فعلًا أنت مقتنع أستاذ علاء بما كتبت؟ كيف تُقارِن بين تيّار ذمّي تحالف مع الثنائي الشيعي ومازال وبين "القوّات" التي تقف رأس حربة في مواجهة كلّ هذا التعدّي على الدولة؟ وهل أنتَ مقتنع أنّ "التيار" الذي يدّعي الخلاف مع "الثنائي" اليوم يفعل ذلك بناءً على قناعة ومبادىء أو أنّ تبنّي حزب الله حركة أمل للوزير السابق سليمان فرنجية دفعه لذلك، وبالتالي تراجعهما عن هذه الخطوة، سيُعيد باسيل عاشق السلطة إلى أحضانهما، راكعًا طائعًا؟ وبالتالي كيف تنتظر من الذي يؤمن بالذمّيّة وسيلةً للبقاء أن يقوم بالعكس؟

إنّ ما ذكرته عن الانقسام المسيحي في غير مكانه، لأنّ الانقسام هو بين مَن يعبد السلطة ولو متخلّيًا عن ذاته، وبين مَن يركل السلطة دون أن يقبل التخلّي ولو عن ذرّة حرّية في مجتمعه؛ فلو نطقت الذمّيّة في لبنان لصرخت: "سمير جعجع عصيّ عليّ".

  • شارك الخبر