أشار الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، خلال كلمته باحتفال ذكرى "القادة الشهداء"، إلى "أننا نتخذ من سيرة حياة القادة وجهادهم منطلقًا للتعامل مع أحداث اليوم، ولنحدد كيفية التعاطي مع الأحداث القائمة".

ولفت إلى أنّ "من صفات ومميزات المقاومة أن علماؤها وقادتها تقدموا ليكونوا شهداء وأحيانًا مع عائلاتهم، وميزتها أن كل من ينتمي إليها مستعد للتضحية".

وأشار نصرالله، إلى أنّه "التضحيات مهما كبرت، فالصفة الأهم هي الثبات، وعدم الضعف مع كل هذه الدماء"، مؤكدًا أنّ "حركات المقاومة انطلقت من موقع الفهم والبصيرة للأهداف والتهديدات والفرص وسلامة وصحة الخيارات، وانتلاقًا من الإيمان بالله والجهاد بسبيله".

وذكر أنّ "العدو الذي يظن أنه بقتله لقادتنا ومجاهدينا وعائلاتنا وللنساء يمكن أن يدفعنا للتراجع أو يجعلنا نضعف أو نتخلى عن المسؤولية، أبدًا".

وتعليقًا على مجزرتي النبطية والصوانة، لفت السيد نصرالله إلى أنّ "العدوان هذا تطوّر يجب التوقف عنده لأنه استهدف المدنيين ونعتقد أن ما حصل أمر متعمّد، ولو كان يريد استهداف المقاومين كان باستطاعته تجنب قتل المدنيين".

وأكّد أنّ في "معركة المقاتلين والجنود، نقاتلهم ويقاتلونا ومن الطبيعي سقوط شهداء. نحن في قلب معركة"، مشيرًا إلى أنّ "في المعركة ينال منّا حيث نستطيع"، و"المقاومة تقوم بهدف واضح ومحدد".

ولفت نصرالله، إلى أنّه "حين يصل الأمر إلى المدنيين، بالنسبة لنا هذا الأمر له حساسية خاصة"، موضحًا "أننا قلنا دائمًا بأننا لا نتحمّل المسّ بالمدنيين، رغم أن ذلك من التضحيات، ويجب أن يفهم العدو أنّه ذهب بهذا الأمر بعيدًا، والأمر لا علاقة له بالمسافة، وأمام استهداف المدنيين، أريد أن أقول إن هدف العدو من خلال قتل المدنيين هو الضغط على المقاومة لتتوقف، لأنّه منذ 7 تشرين الأول، كل الضغوط في العالم وكل الاتصالات مع الدولة أو معنا، كانت تهدف إلى عدم فتح الجبهة، وحين فُتحت كان هدف الضغوط أن تقف".

وذكر أنّ "هذه الجبهة متواصلة والصراخ في الشمال يرتفع كل يوم"، معلنًا أنّ "الجواب على المجزرة مواصلة العمل في الجبهة وتصعيد العمل المقاوم، وهذا الأمر يزيدنا فعالية وتوسعًا وعليه أن يتوقع ذلك وينتظر ذلك"، مؤكدًا أنّ "هذا الأمر لا يمكن أن يترك"، مشددًا على أنّ "نسائننا واطفالنا الذين قتلوا سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم دماءً"، موضحًا أنّ "ثمن دماء المدنيين سيكون دماءً لا مواقع واجهزة تجسس وآليات".

وأكّد أنّه "للتذكير هذه المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة التي يجعلها تمتد يدها من كريات شمونة إلى إيلات".

وأضاف نصرالله: "نصر الله: كلفة الاستسلام كبيرة وخطيرة وباهظة ومصيرية جداً, والاستسلام يعني خضوعاً وذلاً وعبوديةً واستهانةً بكبارنا وصغارنا وأعراضنا وأموالنا".

وأردف: " المقاومة جعلت العدو يعيش في أزمة وجود ذروتها في طوفان الأقصى, ومن جملة المسؤوليات الملقاة على عاتقنا وعلى عاتق الشعوب الإسلامية وأحرار العالم هو تبيان الحقائق".

وتابع: "أليس من الذل والهوان والضعف والوهن أن دولاً تدير ملياري مسلم لا تستطيع إدخال الدواء والغذاء إلى أهل غزة؟"

وشدد نصرالله على أن: "إذا أوقفت الولايات المتحدة تسليح ودعم "إسرائيل" الآن يتوقف العدوان مباشرةً شاء نتنياهو أم أبى".

ولفت الى أن: "ما كشفته "طوفان الأقصى" أن الهدف الإسرائيلي الذي كان يعمل عليه هو تهجير الفلسطينيين وإقامة دولة يهودية خالصة, والهدف الإسرائيلي هو تهجير أهل الضفة إلى الأردن وأهل غزة إلى مصر وأهل الـ48 إلى لبنان, والمسؤولية تقتضي منع تهجير الفلسطينيين وهذا يتطلب مواجهة كبرى, أميركا هي من تمنع أن يكون لدى الجيش اللبناني أسلحة وصواريخ توفر له ميزان ردع لحماية لبنان".

وأشار نصرالله: "لا حزب الله ولا حركة أمل ولا أي فصيل مشارك اليوم على الجبهة تحدث عن فرض رئيس جمهورية أو تعديل بالحصص أو النظام السياسي على ضوء الجبهة".

وشدد على أن: "سلاح المقاومة ليس لتغيير النظام السياسي والدستور ونظام الحكم وفرض حصص طائفية جديدة في لبنان, والحدود البرية مرسّمة وأي مفاوضات ستكون على قاعدة "إخرجوا من أرضنا اللبنانية, وثقافة مقاومتنا ثقافة حياة وكرامة وليست ثقافة ذل وهوان واستسلام".