hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

فضل الله للمسؤولين: كفى عبثا بمصير الوطن وبمتطلبات إنسانه

الجمعة ١٧ كانون الأول ٢٠٢١ - 11:46

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وحشد من المؤمنين. ومما جاء في خطبته السياسية:

"عباد الله أوصيكم وأوصي نفسي بوصية الزهراء لابنها الحسن، في ما نقله عنها عندما قال: "رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعة ساجدة حتى انفجر عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات، وتسميهم وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: "يا أماه، لما لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك، قالت يا بني الجار ثم الدار"..هذه هي الزهراء حب دافق لله لا ينضب، وحب للناس لا يقف عند حدود، وقد وصل بها إلى أن تهتم بشؤونهم وحاجاتهم والدعاء لهم قبل أن تهتم بشؤونها وحاجاتها والدعاء لعائلتها، هذه الروح لا بد من أن نغرسها فينا، وبها نعبر عن حبنا وولائنا لها، بأن يكون عندنا الجار قبل الدار، والآخر قبل الأنا.وبهذه الروح تبنى المجتمعات وتقوى، وبها نواجه التحديات".

اضاف: "البداية من لبنان الذي يستمر فيه الانهيار على صعيد صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي، والذي بات يترك آثارا كارثية على لقمة عيش اللبنانيين ودوائهم واستشفائهم وتأمين الكهرباء والنقل وسبل التدفئة في هذا البرد القارس، وعلى الخدمات التي يحتاجون إليها ووصلت تداعياتها إلى تهديد الاستقرار والأمن. يجري كل ذلك من دون أن تستنفر الدولة أجهزتها لمعالجة الأسباب التي أدت وتؤدي إلى هذا الانهيار حيث تقتصر المعالجات على قرارات هي على طريقة المسكنات والمهدئات. وقد أصبح واضحا أن معالجة هذا الانهيار تبدأ من العمل على إزالة أسبابه والتي هي بالدرجة الأولى تعود إلى سوء إدارة المال العام وللقرارات التي تصدر عن مصرف لبنان وإلى المضاربات التي تحدث من أفراد وجهات ومصارف لمزيد من الكسب المادي، وإلى وجود منصات خفية أو ظاهرة، تتولى إدارة السوق والتأثير النفسي عليه".

وتابع: "ولا يخفى مدى تأثير الخلافات والتوترات التي تحدث على الصعيد السياسي على هذا الانهيار بعدما أصبح أداة من أدوات الصراع في ما بينها ووسيلة من وسائل الضغط التي تمارس على هذا الوطن من الداخل أو الخارج. ورغم كل هذا الواقع المأساوي الذي يعاني منه اللبنانيون، وباتوا غير قادرين على تحمل تداعياته، يستمر التأزم على المستوى السياسي الدائر بين أركان الدولة أو بين القوى السياسية فيه، الذي انعكس تعطيلا لعمل الحكومة، وعدم أدائها الدور المطلوب منها في هذه المرحلة العصيبة، ويخشى أن يصل هذا التعطيل للمواقع الأخرى أو ترك البلد في الفراغ".

وقال:"من الطبيعي أن ينعكس ما يجري على هذا الصعيد على الشارع وعلى علاقة اللبنانيين بعضهم ببعض، في وقت هم أحوج ما يكونون إلى الوحدة والتعاون والتكافل، ويؤدي إلى فقدان ثقة اللبنانيين بوطنهم وثقة الخارج به. لذلك نقولها لكل من يديرون البلد، أن كفى عبثا بمصير الوطن وبمتطلبات إنسانه، عودوا إلى ضمائركم وإلى إنسانيتكم وإلى القيام بمسؤولياتكم التي أودعتموها، فلن يغفر الناس لكم هذا التهاون في حمل المسؤولية وإدارة الظهر لهم إن استمررتم على هذا المنوال".

اضاف: "ومن هنا، نجدد دعوتنا للقوى السياسية إلى الإسراع بالعمل لإزالة كل العوامل التي تقف عائقا أمام انعقاد الحكومة حرصا على استقرار العمل الحكومي وعلى بلد لا تحل مشاكله إلا بالحوار والتوافق لما فيه مصلحته، في الوقت الذي ندعو القيادات السياسية والدينية إلى التواصل، بدلا من التراشق بالكلمات الجارحة والمتوترة التي تنعكس سلبا على الشارع وتزيد من احتقانه ومن يأس اللبنانيين ببلدهم، في وقت أحوج فيه هذا الوطن إلى الوحدة والتفاؤل".

وعلى الصعيد الأمني، قال فضل الله: "نحذر من الخطورة في زيادة نسبة السرقات والاعتداء على الممتلكات، كما حصل لبعض المصارف والمؤسسات، والذي يخشى من تفاقمه.. وهنا نقدر للأجهزة الأمنية دورها وسهرها من أجل ملاحقة الفاعلين وبالسرعة المطلوبة رغم كل الظروف التي تعاني منها هذه الأجهزة ويعاني منها أفرادها بسبب الوضع الاقتصادي".

وتابع: "ونتوقف عند الاعتداءات المستمرة على سوريا من قبل العدو الصهيوني والتي تأتي ضمن أهداف العدو لإضعاف موقع سوريا وأداء دورها ومنع عودة الاستقرار إلى هذا البلد، والذي يترافق مع الأسف مع صمت عربي وإسلامي ودولي مطبق..إننا نرى في ذلك تشجيعا للعدو الصهيوني على التمادي في اعتداءاته والذي يسمح لهذا الكيان أن يهدد أي بلد عربي عندما يرى أن مصالحه تقتضي ذلك".

وختم: "وأخيرا، وفي ظل استمرار تفشي وباء كورونا ندعو إلى الالتزام بكل إجراءات الوقاية الذي يخشى إن لم تتم مراعاتها أن يؤدي ذلك إلى فقدان أخوة وأبناء وأعزاء، في الوقت الذي لا تملك المستشفيات القدرة على الاستيعاب، وفي ظل الارتفاع الهائل في أسعار الدواء والاستشفاء".

  • شارك الخبر