قدر محافظة عكار أن تبقى « رهينة المحبسين» ...محبس الحرمان ، ومحبس التهميش والاهمال ، وكأنه لا يكفي هذه المحافظة ما تعانيه من قهر الكهرباء الدائمة الغياب،او قهر الفقر والجوع ،وخطر الكورونا الذي عاد الى التفشي بفعل الاستهتار والتفلت ، الى ان زاد الطين بلة عزل مناطق عكارية عن العالم الخارجي بغياب الاتصالات الهاتفية الخليوية وصمت «الانترنت» المطبق ..

فمنطقة عكار العتيقة والدورة ومحيطها امتدادا الى قرى منطقة الجومة وجانب من اطراف منطقة الشفت في محافظة عكار، في حالة عزلة تامة خليويا منذ اكثرمن شهر، بشكل يشمل الاتصالات و»الانترنت»،مما ادى الى بلبلة في اوساط المواطنين العكاريين، لا سيما الهيئات التعليمية والطلاب بكل مراحلهم الذين يعتمدون على «الانترنت» في التعلم عن بُعد..

ويستغرب ابناء هذه المناطق عدم تجاوب شركة «ألفا» مع نداءات المواطنين الملحة،واغفال وزارة الاتصالات لهذه المشكلة المستمرة رغم اهمية الاتصالات في القطاع التربوي وانعكاسات هذا الانقطاع والعزلة على الطلاب،وعلى مصالح المواطنين المنقطعين عن العالم الخارجي.

واللافت ان الاتصالات الخليوية عموما في كل انحاء عكار تعاني من رداءة التواصل،وان خطوط «الانترنت» باتت في مستوى سيىء،دون اي مبادرة لتحسينها ،بحجة انقطاع المازوت وارتفاع اسعاره وصعوبة تأمينه الى محطات الارسال في كل انحاء عكار.

ويوضح الناشط وليد منذر الزعبي( احد نشطاء عكار العتيقةومحافظة عكار)، انه جرى الاتصال بشركة «ألفا» وبالوزارة المعنية مرات عديدة،لكن دون تجاوب من قبلهم،الامر الذي فاقم من ازمة التواصل وعرقلة التعليم عن بُعد،وأعاد المنطقة سنوات الى الوراء ،وترك الوضع انعكاسات سلبية على الاوضاع التربوية والاجتماعية في المنطقة.

ويدرك الناشط مخاطر الازمات التي تعيشها البلاد عامة،لكن عكار اكثر المناطق اهمالا وتهميشا وتجاهلا حتى من الشركات المعنية بالخدمات العامة كشركة «ألفا» التي لم تبادر الى تحسين اتصالاتها وادائها منذ وقت طويل وصولا الى الانقطاع الكلي ،ولعلها تتلكأ عن اعادة الاتصالات بسبب ارتفاع الدولار والمواطن دائما هو الضحية..

ويتطرق الناشط الزعبي الى جملة ازمات تعاني منها عكار العتيقة في ظل الاوضاع المعيشية الضاغطة ،كونها منطقة تقع في اعالي محافظة عكار وتبعد حوالي ٣٠ كلم عن مركز المحافظة حلبا،وهي من اكبر البلدات العكارية بمساحة تقع على تخوم الهرمل والقبيات والقموعة والسن والسنديانة،مما يجعل التنقل منها واليها، بعد ارتفاع صفيحة البنزين، مكلفا للغاية..

فعكار العتيقة تعاني من رداءة الطرقات،ومن كساد المواسم الزراعية ، وفي طليعتها زراعة التفاح ، ومعاناة الاهالي تتجدد سنويا مع خسائر المواسم .. غير ان انقطاع الخليوي الكلي الشامل «للانترنت» شكل الطامة الكبرى في المنطقة، واكثر ما يثير التساؤل هو تجاهل المراجع المختصة وصم الآذان عن سماع النداءات، لا سيما وان المنطقة مقبلة على فصل شتاء قارس لن تجد فيه بسهولة صفيحة مازوت للتدفئة، وكأن المطلوب تركيع وتجويع واذلال العكاريين عامة واهل عكار العتيقة والدورة ومحيطهما خاصة في اعالي محافظة عكار ..

جهاد نافع - الديار