لم يعد بالإمكان فصل ملف نيترات البقاع عن الملفات الأساسية التي تهمّ الرأي العام اللبناني، الذي يحق له معرفة الحقيقة كاملة، فهل المواد المضبوطة في البقاع تشبه تلك المنفجرة في المرفأ؟ وماذا حول ما يُحكى عن مؤامرات كانت تستهدف أمن البلد من بوابة البقاع، ودور لسفارات وشخصيات معروفة في هذا المخطط؟
لا تزال المعلومات حول شحنة نيترات البقاع غير واضحة، إذ لم تصدر نتائج الفحوصات الرسمية حول نسبة الآزوت في هذه المواد، الامر الذي أدى الى تضارب بالمعطيات بين من يقول أن المواد تشبه تلك التي انفجرت في المرفأ من ناحية نسبة الآزوت، وبين من يقول أنها لا تشبه نيترات مرفأ بيروت، ولكن تتوقف مصادر سياسية متابعة عند «الطريقة» التي يُدار بها العمل على هذه القضية، كاشفة أن التوقيفات التي ترافقت مع الكشف عن الشاحنة لم تكن مفهومة، مثلها مثل عمليات الإفراج عن الموقوفين التي حصلت في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، كاشفة أن القضاء أفرج عن 4 او 5 موقوفين يعملون في مؤسسة الصلح التجارية.

يصرّ وكلاء الصلح القانونيين على كون النيترات مخصصة للإستعمال الزراعي حصراً، ولكن لمدير المشتريات في شركة الصلح أحمد الزين رواية مختلفة، فالرجل يتحدث عن مخطط ومؤامرة لاستهداف فريق سياسي معين عبر اتهامه بملكية النيترات، وتواطؤ بين مارون الصقر، والصلح لأجل هذه الغاية، الأمر الذي يفتح الباب أمام روايات وقصص عديدة.

وفي سياق الحديث عن روايات، انتشرت منذ أيام رواية حول وجود مخطط لتفجير النيترات عندما دخل المازوت الإيراني الى لبنان قادماً من سوريا، متحدثة عن أن حزب الله ألغى التجمعات الشعبية بسبب هذا المخطط.

لا تنفي المصادر الروايات المتناقلة حول نيترات البقاع ولا تؤكدها، كون المعني الاول بهذا الأمر هي الجهات القضائية والاجهزة الأمنية، مشيرة الى أن الأكيد في كل هذا هو ضرورة مصارحة الرأي العام اللبناني بالحقائق، وعدم تمييع نتائج التحقيق والتغطية على أصحاب الشحنة، ومصدر الحصول عليها، وطريقة شرائها، ووجهة استعمالها، مشددة على أن التعاطي بخفة مع القضية لن يؤدي لنسيانها لان هناك من سيتابع بها حتى النهاية.

بالطبع يشعر حزب الله بنوايا لإخفاء الوقائع، فالحزب الذي يعتبر أن هناك من يُخفي وقائع أساسية في ملف انفجار مرفأ بيروت، يشعر اليوم بشعور مماثل حول قضية نيترات البقاع، ولعلّ تطرق عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» حسن فضل الله لهذه المسألة يؤكد هذا الكلام، وتؤكد المصادر أن معلومات وصلت الى حزب الله جعلته يتوجه علانية الى اللبنانيين للتحذير من تضييع التحقيقات وعدم وضع الإصبع على الجهات المتورطة بنيترات البقاع، مشيرة الى أن الحزب الذي قرأ بتطورات قضية مرفأ بيروت محاولة لمد أصابع الإتهام باتجاهه، يعتبر أن ضياع الحقيقة في البقاع يهدف أيضاً لنفس النتيجة، خاصة بعد أن باشرت وسائل الاعلام العمل على هذا الإتجاه، وبالتالي هو مصمم على عدم السكوت هذه المرة.

محمد علوش - الديار