hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

جودية: حزب الله بين الرئاسة لباسيل أو إسقاط المحرمات عليه وتحميله خراب البصرة

السبت ١١ تموز ٢٠٢٠ - 13:39

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتب عماد جودية المستشار الرئاسي والحكومي السابق:
ان وضع حزب الله مع حلفاءه وخصومه معا ينطبق عليه المثل العامي الذي يقول: لا مع ستي بخير ولا مع سيدي بخير. فمن يسمع كلمة السيد حسن نصرالله الاخيرة يحس بمرارة ما تشعر به قيادة حزبه من ذوي القربى من بعض الحلفاء اكثر من مرارة ذوي الفرقة من معظم الخصوم.
وكان واضحا السيد نصرالله في كلامه الاخير عندما دعا المعنيين الى مواجهة الازمة المالية والاقتصادية الوجودية التي يعيشها البلد بمسؤولية عالية عبر اتخاذ قرارات إنقاذية حاسمة لإخراج الشعب اللبناني من هذه الازمة. وهو بذلك كان يقصد:
اولا: العهد المتردد في حسم خياراته بالتوجه شرقا نحو إيران والصين وحتى روسيا لاعتبارات ضيقة تتعلق بحساباته الرئاسية الخاصة. هذا في حال حصلت الانتخابات الرئاسية المقبلة. لأننا لا نزال عند رأينا ان البلد في المرحلة المقبلة سيكون امام خيارين اما التمديد ثلاث سنوات لولاية عون او فراغ رئاسي حتى إقرار الاصلاحات الدستورية المطلوبة لتحديث النظام.
ثانيا: العهد المتردد ايضا منذ انتخابه حتى اليوم في اعادة الانفتاح على سوريا التي هي بوابة لبنان البرية لمنتوجاته الزراعية والصناعية الى العالم العربي لا سيما العراق والخليج. وايضا لاعتبارات ضيقة تتعلق بالمعركة الرئاسية المقبلة.
ثالثا: الحكومة المترددة بدورها في المبادرة إلى الانفتاح الرسمي على الحكومة السورية للطلب منها سحب قرار دفع الرسوم الباهظة على شاحنات الترانزيت اللبنانية التي كانت تنقل المنتوجات الزراعية والصناعات اللبنانية الى الدول العربية مما اضطر اصحابها الى وقف عملهم لعدم قدرتهم على دفعها. وترددها ايضا في الانفتاح الرسمي على سوريا للتعاون معها على كافة الصعد الاقتصادية لخير البلدين. كما وترددها في الدفاع عن حزب الله امام الهجمات الديبلوماسية الاجنبية عليه. كما والاسوأ ان الحكومة التي يتهمها بعض الداخل والخارج بأنها تابعة لحزب الله روجت لما اسماه رئيسها بـ "اقتصاد التهريب" خلال عراضته الاعلامية قبل شهرين. وحمّل بعض وزرائها وعدد من نواب التيار الوطني الحر حزب الله المسؤولية عن معابر التهريب واتهموه من دون ان يسمونه بتهريب الدولارات والبنزين والمازوت والادوية والمواد الغذائية المدعومة إلى الاسواق السورية. علما ان حزب الله يعلم ان الهدف الحقيقي من وراء هذه الحملة عليه من بعض الحلفاء قبل الخصوم هو قطع هذه المعابر واقفالها امام مقاتليه لمنعهم من الانتقال مع اسلحتهم بحرية بين البلدين خدمة للأجندة الرئاسية المقبلة، من دون ان ننسى ان لدى رئيس الحكومة مرشحه هو الوزير دميانوس قطار. لا بل أكثر من ذلك سارعت الحكومة التابعة لحزب الله كما يتهمونها الى التوزيع على وزرائها نسخاً من "قانون قيصر" المتعلق بالعقوبات على سوريا للبحث بمدى تأثيره على لبنان لتهديد أي جهة لبنانية بالعقوبات في حال حاولت التعامل مع سوريا في شتى المجالات.
رابعا: فشل الحكومة في الانقاذ المالي وفي استنباط الحلول وترددها في التوجه شرقا وتخاذلها امام الضغوطات والتهديدات الاميركية بالنسبة لهذا الموضوع.
لذلك كانت رسائل السيد نصرالله الاخيرة لبعض الحلفاء داخل الحكومة واضحة كعين الشمس. فهذه الحكومة التي تدار من حلفاء للحزب من دون وجود قوى معارضة له فيها خذلته وبيئته وخذلت البلد واهله حتى الان في اخفاقها بالعملية الانقاذية ووضعت الحزب في الواجهة ليتحمًل لوحده اتهامه وسلاحه بالتسبب بالأزمة الخانقة التي يعيشها البلد، فقط لأنه رفض ان يعطي اي ضمانة او كلمة تأييد لمرشح العهد باسيل بالرئاسة المقبلة.
من هنا يشعر السيد نصرالله، ولو لم يظهر ذلك في كلامه الاخير بشكل مباشر، بخيبة كبيرة من العهد والحكومة. فحزبه بات في حيرة من امره لا يستطيع ان يقلب الطاولة على حكومة دياب الذي قال عنها أحد كبار مسؤوليه عند تشكيلها بأنها إذا لم تكن اهم حكومة شهدها لبنان، فإنها حتما من بين الحكومات المهمة التي عرفها، لأنه لا بديل جاهز عنها الآن رغم عقمها وادائها الضعيف. وكان متسرعا في توصيفه لها وأخطأ بحكمه عليها قبل مباشرة عملها ومراقبة اداءها وانتاجيتها. فصار حزب الله كالمثل الشعبي "بالع الموسى وساكت" اسير كلامه، اي ويله مراعاة بعض الحلفاء داخل الحكومة وخارجها وهم يطعنونه في ظهره ومضطر للسكوت حتى تمرير المرحلة عليه وعلى البلد بأقل الخسائر الممكنة، وويله خصومه المستمرون في صراعهم السياسي الشرس معه وهم لا يرحمونه بشيء. وتلتقي مصالح الخصوم مع مصالح هؤلاء الحلفاء في التصويب عليه واستمرار رجمه حتى موعد الاستحقاق الرئاسي. لان التيار الوطني اظهر ان كل ما يهمه من هذه المشهدية السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية المضطربة في البلد اخذ وعد من حليفه "الصوري" حزب الله لمرشحه باسيل بالرئاسة المقبلة. وإذا لم يتم ذلك فلتسقط كل المحرمات على حزب الله وليتحمل لوحده مع سلاحه مسؤولية خراب البصرة.

  • شارك الخبر