hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

بين ميس الجبل وحولا.. مسلسل تاريخي مع العدوان واعتداءات يومية!

الخميس ١٨ نيسان ٢٠٢٤ - 06:41

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تعيش القرى والبلدات اللبنانية على الخط الحدودي في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون وصولا إلى قضاء حاصبيا وأعالي مزارع شبعا وجوارها، مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية اليومية.

وتستمر آلة الحرب الإسرائيلية بعدوانها السافر في تدمير القرى والبلدات الحدودية المتاخمة لفلسطين المحتلة، ليلا نهارا ومن دون انقطاع.

من هذه البلدات ميس الجبل (قضاء مرجعيون) الشاهدة يوميا على الإجرام الإسرائيلي على البلدة وجوارها.

يبلغ عدد سكان ميس الجبل المتواجدين فيها بشكل دائم 7000 نسمة، ويرتفع العدد في فصل الصيف إلى حدود 15000 نسمة، بعد مجيء المغتربين لتمضية إجازاتهم في ربوع بلدتهم. إلا أنه وبسبب العدوان المتواصل، فإن غالبية الأهالي نزحوا عن البلدة إلى القرى المجاورة والعاصمة والضاحية، ولم يبق فيها سوى 100 شخص، لم تسمح لهم ظروفهم بمغادرة البلدة. أصروا على البقاء، كما أكد رئيس بلديتها عبدالمنعم شقير الذي شدد على «أن ثقافة التمسك بالأرض هي من سمات أبناء البلدة والجنوب».

وأكد شقير «ان الموقع الجغرافي لميس الجبل، يجعلها عرضة لتلك الاعتداءات. تقع المواقع العسكرية الإسرائيلية عند الأطراف الشرقية من البلدة: العباد والمنارة والعاصي والبغدادي، وهي مشيدة على أرض تقع في نطاق البلدة العقاري. نتعرض لاعتداءات يومية من تلك المواقع، إضافة إلى الاعتداءات بالطيران الحربي والمسيرات».

ولفت شقير إلى «وجود دمار كبير لحق بالمنازل. وسجل تدمير 80 وحدة سكنية في شكل كلي، وتعرض 700 منزل للدمار الجزئي، من أصل 4800 وحدة سكنية»، وأشار إلى «أن كشافة المهدي والرسالة الإسلامية، يؤمنان المواد الغذائية والأدوية وكل الحاجات للأهالي المتواجدين في البلدة».

ولفت إلى انه «تم إحصاء تضرر وهدم اكثر من 100 مؤسسة غذائية وتجارية بفعل القصف الإسرائيلي. وهناك 65 مؤسسة (التعاونيات والسوبرماركت والصيدليات..) تتوافر فيها المواد الغذائية والأدوية، وقد انتهت تاريخ صلاحيتها لعدم استهلاكها وبقائها على الرفوف منذ بداية الحرب العام الماضي (اعتبارا من الثامن من أكتوبر 2023)، إضافة إلى اجتياح الجرذان لتلك المؤسسات والبيوت الخالية من اصحابها، المخلعة الأبواب، والتي تحولت إلى أوكار للجرذان فبعثرت محتوياتها من مواد غائية وحبوب».

وأضاف رئيس البلدية «تم تسجيل اكثر من 70 غارة للطيران الحربي الإسرائيلي على البلدة، واستهدفت المنازل والأحياء السكنية والأراضي الزراعية، بالإضافة إلى القنابل العنقودية. وأحصينا أيضا سقوط 1000 قذيفة على البلدة وضواحيها، من العيار الثقيل (120 و175 والقذائف الفوسفورية)، ما منع الأهالي من الوصول إلى محاصيلهم ومزروعاتهم، من قطاف مواسم الزيتون والقمح والدخان وغيره، بفعل القصف الذي يتعرضون له».

وحذر شقير من «خطورة القذائف الفوسفورية المحرمة دوليا إلا على إسرائيل»، مشيرا إلى «ان مفاعيل وأضرار تلك القذائف تسربت إلى باطن الأرض والمياه الجوفية، بفعل غبار تلك القذائف وانتشارها على أسطح المنازل البلدة واختلاطها مع مياه الامطار التي تصب عادة في آبار المنازل والآبار الإرتوازية، والتي تستخدم للشرب والاستهلاك المنزلي»، وقال «ان الأمراض السرطانية في جنوب لبنان تسجل ارقاما مرتفعة اكثر من بقية المناطقة، نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية والقصف واستخدام المحرمات».

وأوضح شقير ان الاعتداءات الإسرائيلية أسفرت عن سقوط سبعة ضحايا من أبناء البلدة، إضافة إلى عشرات الجرحى. وحذر من «التوسع الإسرائيلي في جنوب لبنان وفلسطين والأراضي العربية»، لافتا إلى «ان القرى الجنوبية ومنذ العام 1948، تاريخ قيام الكيان الصهيوني، تتعرض للقصف والغارات الإسرائيلية، حيث تدمر منازلنا وتقتل اطفالنا»، لافتا إلى «ان الحرب هذه المرة تختلف عن سابقاتها. نحن نتمسك بالأرض المجبولة بالدم، وحمايتها لا تكون إلا بالدم والمقاومة وفق ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة»، مؤكدا «ان الهدف (الإسرائيلي) هو تهجير أبناء القرى الحدودي. وعلى كل الاوضاع الصعبة، هناك من بقي في البلدة تحت القصف والدمار، للتأكيد على تمسكنا بالأرض، وهذا ما بدا واضحا من خلال اصرارنا على البناء على الحدود وشرفات المنازل التي تطل على حقول الألغام الإسرائيلية. وهذا دليل قاطع على عدم تخلي الاهالي عن ارضهم مهما بلغت التضحيات والأثمان».

بلدة حولا الحدودية التي يبلغ عدد سكانها 4000 نسمة، تعرف عبر التاريخ بأنها بلدة «أم الشهداء»، وهي التي تعرضت لمجزرة اسرائيلية في العام 1948 ذهب ضحيتها أكثر من 90 شهيدا من أبناء البلدة.

ولاتزال حولا عصية على الإسرائيلي، الذي يسعى من خلال قذائفه وصواريخ طائراته اليومية المكثفة، إلى التأثير على التلاحم والوحدة في مواجهة اعتداءاته.

وفي هذا الإطار، قال رئيس بلدية حولا شكيب قطيش لـ «الأنباء»: «تعودنا على هذه الحروب في الجنوب. ليست المرة الأولى، ومن الطبيعي ان يكون لأي حرب عدة أثمان. نحن ندفع اليوم ثمن التشبث بأرضنا وبعقيدتنا، دفاعا عن البلدة والوطن في وجه الإسرائيلي».

وأشار إلى «ان القسم الأكبر من اهالي البلدة نزحوا عنها، وان من بقي في البلدة 60 شخصا، الذين لم تسمح لهم أوضاعهم بالمغادرة».

وأكد «أن إسرائيل تستهدف كل احياء البلدة، وتلفها بزنار من النار كل الطرقات لنشر الخوف والهلع والرعب. الهدف من القصف والغارات التدمير والتهجير. ولن نسمح للإسرائيلي بأن يحقق مشروعه التوسعي في أرضنا ووطننا مهما كانت التحديات. يستهدف العدو البيوت المحاذية والمقابلة لموقع العباد في الطرف الشرقي من البلدة، ويقوم بتدمير كل المنازل في المنطقة لتصبح البلدة أرضا مكشوفة للمواقع الإسرائيلية المقابلة للبلدة».

وتحدث رئيس البلدية عن «سقوط 8 شهداء بالقصف الإسرائيلي على البلدة، حتى أنها لم توفر مسجد البلدة من اعتداءاتها»، مشيرا إلى «ان العدوان الإسرائيلي على حولا ليس جديدا، بل هو مسلسل تاريخي، منذ العام 1948 تاريخ الإعلان عن قيام دولة إسرائيل».

وتابع قطيش «تربينا على مواجهة إسرائيل، ونعتبر هذا العدو الغاشم، غدة سرطانية يجب إستئصالها، ويتطلب أثمانا كبيرة. وما يجري اليوم هو دفع ثمن البقاء في أرضنا والحفاظ عليها وعلى كرامتنا وأرزاقنا وممتلكاتنا».

وختم قائلا «ان شاء الله ننتصر على إسرائيل لأننا أصحاب حق. وسنبقى نطالب باسترجاع هذا الحق ولو استمر عبر الأجيال القادمة، وسنعمل على تحقيق هذا الهدف. نحن في انتظار اعلان الساعة صفر لوقف اطلاق النار، للعودة إلى قرانا وبلداتنا وممارسة حياتنا الطبيعية، فمن تربى وصمد في أرضه أكثر من 40 و50 سنة، وأصبح جزءا منها، من المستحيل أن تسلخه عنها الشدائد في أي ظرف من الظروف او أي سبب من الأسباب. بات هناك توأمة بين المواطن ومنزله وأرضه ورزقه».

أحمد منصور - الانباء

  • شارك الخبر