hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

بو جوده: اللبناني يشعر بأنه متروك في بلده

الأحد ٩ شباط ٢٠٢٠ - 13:12

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ترأس راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، قداسا احتفاليا في عيد القديس مارون شفيع الطائفة المارونية، في كنيسة مار مارون في طرابلس، بمشاركة راعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، النائب العام على أبرشية طرابلس المارونية الخورأسقف أنطوان مخائيل، المونسنيور نبيه معوض والكهنة جوزيف فرح ونيقولا كورتوا وراشد شويري، في حضور نائب رئيس الرابطة المارونية مطانيوس الحلبي ممثلا الرابطة وحشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى بو جوده عظة تحدث فيها عن المناسبة. وقال: "على مثال السيد المسيح سار القديسون عبر الأجيال وبصورة خاصة أولئك الذين، بعد أن انتهى عصر الاضطهادات الدموية في القرون الثلاثة الأولى من تاريخ الكنيسة وبعد حال الانحطاط التي مر بها الكثيرون وعدم الالتزام الإيماني، ابتعدوا عن مغريات العالم وكرسوا حياتهم لعيش كلام الله بعمق، وكان أولهم القديس أنطونيوس الكبير، تلاه الكثيرون ومن بينهم القديس مارون، الذي عاش في العراء في جبل قورش، فتحولت حياته إلى مدرسة في التجرد والإماتة، وتوافد إليه الكثيرون للاقتداء بمثل حياته والسير على خطاه. وهكذا، بعد وفاته في العام 410 على ما يعتقد، تحول قبره إلى محج للكثيرين، وبنيت الأديار على اسمه وتحول أتباعه تدريجا، بعد أن تعرضوا للاضطهاد والملاحقات والمضايقات، إلى جماعة منظمة سميت أهل بيت مارون، ثم ما لبثت في القرن الثامن أن تحولت إلى كنيسة قائمة بذاتها، لها بنيتها وهيكليتها الخاصة، وانتقل أبناؤها تدريجيا، بسبب هذه الاضطهادات إلى جبال لبنان الوعرة، مفضلين شظف العيش وصعوبته من أجل المحافظة على الإيمان بدلا من عيش الرخاء والبحبوحة ونكران الإيمان والتخلي عن المسيح".

وقال:" إننا اليوم، ونحن نحتفل بعيد أبينا القديس مارون، نود أن نوجه نداء حارا إلى أبنائه الموارنة في لبنان والعالم، وبصورة خاصة إلى المسؤولين من بينهم، إن على الصعيد الاجتماعي أو الوطني أو السياسي، عودوا إلى أصلكم وأصالتكم. عودوا إلى روحانية أبيكم القديس مارون".

وشدد على أن "لبنان السيد الحر المستقل، خيارنا مهما تكاثرت العواصف والمكائد، ومهما تعاقب علينا رجال سياسة فاسدون. واقع الحال اليوم مؤسف للغاية كما كتب بسام ضو في جريدة النهار أمس، تختلف وجهات نظر من تولوا ويتولون السلطة فنراهم يساومون ويسايرون ويتراخون ويبيعون ويشترون، الموارنة معرضون للخراب الحتمي. تصدعت علاقات الناس بعضهم ببعض، الى درجة ضياع روح الود والالفة ومعاني الالفة والوفاء والتراحم. أصاب الموارنة اليوم الانهيار فتحولوا الى اخوة أعداء يتربصون ببعضهم البعض وأصبحوا في حال انشقاق، فتحاول الكنيسة ترتيب البيت الداخلي، لكنهم لا يسمعون لها، معرضين بذلك الحضارة المارونية كي تكون حضارة في طريق الزوال".

أضاف: "الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، مع انعدام لاي رؤية اقتصادية واضحة للمسوؤلين عن ادارة شؤون البلاد من اجل انقاذه، دفعت باللبنانيين الى حافة اليأس، وباتوا يشعرون بأنهم متروكون في بلدهم. فالتقارير التي تنشر يوميا، تشير جميعها الى ان الآتي من الأيام سيكون أصعب بكثير مما نعيشه اليوم، من هنا دعوتنا الى المسؤولين إلى أن يشعروا بالواقع الأليم الذي يمر به الناس، وان يباشروا إجراءات سريعة، تسهل حياة المواطنين اليومية، وتساعدهم في تخطي هذا الواقع المرير، بعدما كفروا بالبلد واصبحوا على شفير الانهيار. وما يزيد الازمة تفاقما هي السياسات المصرفية الضيقة، التي باتت تمارس ضغطا كبيرا على المودعين، الذين ادخروا مالهم وجنى عمرهم، وحفظوه في المصارف لكي يعتاشوا منه في الأوقات الصعبة، باتوا الأن عاجزين عن استعماله بعدما حجزتهم المصارف، وانقلبت على كل ما كانت وعدتهم به، عبر تلك الحملات الإعلانية والشعارات الرنانة والطنانة التي حفزوا بها المواطنين لإيداع أموالهم في مصارفها".

وسأل: "أين هي اليوم من تلك الشعارات، وعند أول أزمة حصلت رأينا كيف تلك المصارف تركت زبائنها تتخبط، ولم تقف بجانبهم، بل مارست عليهم سياسات ظالمة، طالتهم في أغلى ما يملكون وهو جنى عمرهم. ان الانهيار المالي الحاصل وعدم استقرار سعر صرف الليرة، وتراجع القدرة الشرائية عند المواطنين بشكل خطير، وباتت تتقلص يوما بعد يوم، نتيجة ارتفاع اسعار المواد الغذائية، واصبح المواطن غير قادر على تأمين المستلزمات الضرورية لمعيشته، وهو اليوم يعيش تحت رحمة بعض التجار الكبار الذين لا شفقة لهم ولا رحمة، يستغلون تلاعب أسعار العملات، لكي يتحكموا برقاب الناس، الذين باتوا غير قادرين على تأمين أدنى مقومات الحياة. من هذا المنطلق، أصبح واجب علينا جميعا، ان نساعد بعضنا البعض، ونقف بجانب بعضنا البعض، ونساند المحتاج بيننا، لكي نستطيع معا تخطي هذه المرحلة الصعبة، ونصل جميعا الى بر الامان".

وختم بو جوده: "النداء نفسه نوجهه اليوم إلى جميع إخوتنا في المواطنية، من جميع الأديان والطوائف والمذاهب. إنكم جميعا أبناء هذا الوطن الواحد. الوطن الرسالة كما قال عنه السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني، الوطن الرسالة للشرق والغرب في مثل عيش أبنائه المشترك عبر القرون الطويلة. فلا تشلعوا أطرافه وتمزقوا أعضاءه وتتجاذبوها وتوزعوها. لا تجعلوا من كلمة لبننة كما كتبت عنها القواميس لسوء الحظ، عنوانا للتشرذم والانقسام، بل عودوا إلى رشدكم وأعيدوا إلى لبنان أصالته ليعود فيصبح الكلام الذي قيل عنه في السابق، مرتعا لكل طالب حرية وأمان".

بعد القداس، تقبل بو جوده تهاني العيد في قاعة الكنيسة.

  • شارك الخبر