hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

بهيّة المفوّضة العليا في غياب سعد… لكنّ!

الجمعة ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢١ - 06:48

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

وحده الرئيس سعد الحريري يعرف ما اذا كان سيشارك وتياره في الانتخابات النيابية أم لا.

هذا الانطباع هو السائد لدى المقربين منه وعند اعضاء كتلته وكبار المسؤولين في «المستقبل». لكن الاعتقاد السائد ايضاً هو ان العمّة السيدة بهية الحريري هي المؤتمنة على كلمة السرّ او على الأقل على كل ما يتصل بقرار الانتظار الذي اتخذه الشيخ سعد ولم يحسمه حتى الآن، وهي «المفوّضة العليا» في التعاطي مع هذا الموضوع الى حين عودة ابن شقيقها الى بيروت.

وتتولى النائب الحريري ونجلها أحمد. التشاور والتواصل الدائم مع الرئيس الحريري المقيم حاليا في الامارات العربية المتحدة برعاية خاصة من ولي العهد الشيخ محمد بن زايد.

وتحرص على عدم الحديث عن موضوع عودته او قراره النهائى في شأن موضوع الانتخابات، لكنها تؤكد لاعضاء الكتلة وبعض المقربين والأصحاب ان كل ما يكتب في الصحف عن هذا الموضوع هو مجرد تكهنات و«حكي جرايد»، نافية عزم ابن شقيقها عدم المشاركة في الانتخابات أو تأكيد مشاركته في الوقت نفسه.

ويقول أحد اعضاء الكتلة «نحن على وعد بعودته قريباً الى بيروت، فقد سمعنا بطرق عدة منذ اسبوعين ان الشيخ سعد سيعود الى لبنان في غضون ايام، وما زلنا ننتظره بفارغ الصبر».

ويضيف «الرئيس (سعد) لا يفسح في المجال امام من يحادثه هاتفيا للاستقصاء عن موعد العودة او التوجه المتعلق بموضوع الانتخابات، لا بل يتعامل مع هذا الموضوع على أنه سرّ لا يمكن البوح به إلا في الوقت المناسب».

وبرأي المصدر «ان التأخر في حسم القرار يحدث نوعا من الارباك داخل صفوف التيار لا سيما في الشأن الانتخابي، لكن هناك شعور لدينا جميعا انه لا يمكن ان نصدق حصول الانتخابات النيابية في غياب تيار المستقبل».

منذ حوالى اسبوع ابلغ الحريري او قيل عن لسانه انه عائد الى بيروت في غضون ايام قليلة، لكن سرعان ما تبيّن انه فضل التريث ربما بناء لنصائح من جهات خارجية او بسبب حاجته لمزيد من التشاور والبحث لحسم موقفه النهائي حول الانتخابات.

يقول أحد المطلعين على أحوال الحريري ان هناك اسباباً عديدة وراء تخبطه او تريثه في اعلان موقفه النهائي من الاستحقاق الانتخابي، فالى جانب قضية العلاقة المعلقّة مع السعودية على صفيح التأزم يبرز العامل المادي الذي يلعب دورا مهما في اتخاذ مثل هذه القرارات خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها اللبنانيون، وفي ضوء تراجع التواصل بين القيادة والقاعدة في مناطق عديدة.

ويستدرك المصدر قائلا ان هذه الازمة، اي الازمة المالية والتواصل مع القواعد، هي ازمة عامة تشمل معظم القوى والاحزاب باستثناء قلة لا تتجاوز الحزبين او الثلاثة وبعض الميسورين الجدد من المحظوظين في هيئات المجتمع المدني. لكن الحريري يعوّل على العامل المادي لاستنهاض تياره، خصوصاً في ظل المزاحمة والمضاربة من اهل البيت، قاصدا ما يصرفه شقيقه بهاء منذ فترة غير قصيرة تمهيداً للدخول بقوة على خط المعركة الانتخابية وانتزاع دور سياسي في الشارع السنّي.

وحول تحالفات المستقبل يقول المصدر نفسه ان الحريري واوساطه لا تعتقد ان هناك اشكالية او مشكلة في عقد تحالفات المستقبل الانتخابية، فالتحالفات التي حصلت في الانتخابات السابقة يمكن ان تحصل في دوائر معينة مثل الشوف وعاليه وان تتعدل في دوائر اخرى مثل البقاع الغربي وربما طرابلس.

ويشير ايضاً الى ان من بين اسباب التشويش والارباك اللذين يعيشهما الحريري هناك اسباب شخصية ناجمة عما تعرض له من ضغوط قوية في السنوات الأخيرة وتحديداً منذ احتجازه في السعودية ومصادرة وتصفية شركاته وامواله واملاكه.

وفي ظل هذا الانتظار، الذي يحاصر ابناء «المستقبل» قيادة واعضاء وانصارا وجمهورا، يطرح المزيد من علامات الاستفهام حول خارطة توزع القوى والتيارات السياسية السنيّة اذا ما شارك الحريري وتياره أم لم يشارك في الانتخابات.

وبتقدير مصادر سياسية مطلعة ان «المستقبل» رغم كل الاوضاع الصعبة التي يمر بها ما زال يمثل القوة الرئيسة في الشارع السنّي رغم المزاحمات المستجدة التي اخذت تتعزز مع دخول بهاء الحرري على خط العمل السياسي في لبنان واستمرار محاولات بعض «الصقور» الذين خرجوا عن طاعة آل الحريري وشكلوا حالات محدودة في مناطقهم مثل اللواء أشرف ريفي وغيره.

وتقول المصادر ان الحريري فقد عناصر قوة مهمة مثل المال والغطاء السياسي والدعم الخارجي، لكنه ما زال يمثل العصب الأساسي «للسنيّة السياسية» في لبنان نتيجة التراث والدور الذي لعبه المستقبل منذ انشائه على يد والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وترى انه على الرغم من تراجعه الملحوظ في المناطق كافة مثله مثل باقي الاحزاب او اكثر نسبيا، الا ان القوى السنيّة الاخرى التي تحاول ان تحلّ محله او تلعب دوراً قيادياً في الشارع السنّي ضعيفة وعاجزة على ملء الفراغ الذي قد يحدثه انسحابه وعدم مشاركته في الانتخابات، وهي عاجزة ايضاً على منافسته وتحقيق نتائج مهمة في الانتخابات.

واذا ما قرر المشاركة في الانتخابات يضمن الحريري دعما مؤثرا من قوى عديدة قد يتحالف معها في بعض الدوائر ويتنافس معها في دوائر اخرى مثل الثنائي الشيعي الذي لا يستبعد ان يتحالف معه في البقاع الغربي.

اما في بيروت فالوضع ما زال معقداً للغاية حيث يقول احد نواب المستقبل ان المناطق والدوائر الاخرى يبدو التعامل معها اكثر سهولة من العاصمة، حيث لم يتضح كيف سيخوض الرئيس الحريري المعركة، ومن سيرشح للنيابة، وهل سيترشح شخصياً ام يفضل عدم الترشح؟ عدا عن ان رسم تحالفاته في بيروت لم يكتمل او يأخذ مداه بعد.

وفي الشمال يريد الحريري وتياره خوض معركة من دون مخاطرة او حسابات خاطئة، لذلك سيحرص على المحافظة على تحالفاته وتوسيعها ليستفيد من الصوت المسيحي في عكار وطرابلس اكثر من المرة السابقة خصوصاً في ظل تقاربه مع سليمان فرنجية.

لكن كل هذه الحسابات هي مجرد توقعات طالما لم يحسم الحريري موقفه ويقرر المشاركة في الانتخابات. اما في حال حسم سلبيا وامتنع عن المشاركة في هذا الاستحقاق فان الشارع السياسي السنّي سيشهد تشظيا ملحوظا. فاذا كان تيار العزم بقيادة الرئيس ميقاتي في وضع جيد في طرابلس والمحيط فانه لن يتمكن من التوسع الى مناطق اخرى خصوصا جنوبا باتجاه بيروت. اما الوزير فيصل كرامي وتياره فهو يحافظ على رصيده الشعبي الذي يؤهله للفوز بمقعد نيابي، وليس مؤهلا لتعزيز هذا الرصيد. وفي غياب الحريري وتياره عن الانتخابات يتوقع ان يتعزز وضع بهاء وانصاره في الشمال، خصوصا في ظل المعلومات عن ان الشقيق المنافس يحاول التركيز على هذه المنطقة التي تعتبر الخزان الاكبر للسنّة فمن يضمن حصة وازنة فيها يستطيع ان يلعب دورا مهما في المعادلة السياسية السنيّة في البلاد.

ويكثر الحديث في هذا المجال عن رغبة بهاء في تشكيل لوائح ورسم تحالفات انتخابية في كل الدوائر شمالا وجنوبا وبقاعا وفي بيروت العاصمة.

محمد بلوط - الديار

  • شارك الخبر