hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

الفاتيكان يتحرك... 300 مليون دولار في طريقها الى لبنان

الثلاثاء ٢٢ حزيران ٢٠٢١ - 11:14

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

على وقع كل الأزمات اللبنانية الخانقة والمعقدة، التي تجتمع سهولتها مع صعوبتها بدءاً من ملف تشكيل الحكومة وليس انتهاء بتفعيل حكومة تصريف الأعمال، لدورها أمام الانهيارات المتلاحقة، ترقب القوى الدولية عن كثب ما يجري وتدون تفاصيل الأحداث علها تستطيع فتح فجوة في جدار العجز اللبناني الممزوج بإصرار الفرقاء بدفع البلد نحو الهاوية، إرضاءً لأحلام الاستحواذ والسيطرة على مفاصل السلطة.

وفق دبلوماسي غربي مخضرم فإن الملف اللبناني عاد للنقاش بشكل جدي في الأروقة الدبلوماسية الغربية، وهناك مجموعة عمل تشكلت منذ فترة من دبلوماسيين غربيين، يجمعهم في الوقت الحالي هدف واحد، هو دعم برامج عاجلة للأمم المتحدة لمساعدة للبنان، حيث ستركز البرامج على الأساسيات الإنسانية كالأمن الغذائي إلى الصحة والتعليم، بتمويل أوّلي قدره 300 مليون دولار للأشهر القادمة.

وفقاً للرجل فإن هذه البرامج تعني أن المجتمع الدولي استبدل تقديم المساعدات التنموية للبنان، التي كانت ستتم عبر مؤتمر "سيدر" للنهوض بالاقتصاد المقرونة بالإصلاحات، إلى تقديم المساعدات الإنسانية لدولة مهددة بالسقوط والانهيار والجوع.

ويرى المرجع الدبلوماسي أن الأمريكيين فوضوا الفرنسيين في الملف اللبناني، حيث إن بايدن بات مقتنعاً بنظرية ماكرون، التي تعني تجنيب لبنان خطر الارتطام الكبير بسبب الصراع الأمريكي مع طهران، وخاصة أن بايدن يعول على توقيع اتفاق مع طهران، ما يعني أن ملفات المنطقة ستعود للترتيب بين الجانبين، وسيكون لبنان أبرز الملفات التي ستؤدي حتماً لإيجاد تسوية بين الأطراف المتناحرة، ولكن حتى ذلك الحين يجب إبقاء لبنان صامداً بالحدّ الأدنى، وقادراً على مواكبة المفاوضات الجارية.

وفقاً للمصدر فإن بايدن أبلغ بعض اللبنانيين المقربين من حزبه ومن دوائر القرار الأمريكية أنه لن يقوم بأي فعل يضر بمصالح لبنان، وأنه سيعمل على سلسلة خطوات إنقاذية مع الفرنسيين والعرب لمنع السقوط اللبناني، ووفق المرجع فإن هؤلاء اللبنانيين فهموا من بايدن عدم اقتناعه بسياسة سلفه تجاه لبنان، أي "الضغط القاسي" الذي سيؤدي بإيران للهزيمة، وأنه ثبت عكسها في النهاية.

يعتقد المسؤول الغربي أن الزيارات للمسؤولين الغربيين ستتكثف في الأيام القادمة، وموفد الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل سيبلغ المسؤولين الأوروبيين ما سمعه من الرؤساء الثلاثة في لبنان، حول معوقات تشكيل الحكومة الإصلاحية العتيدة، وذلك في اجتماع مجلس الاتحاد ظهر الأحد، وأنه أبلغ المسؤولين اللبنانيين أنه يجري التحضير لمؤتمر إنساني عاجل، لكن المساعدات مقرونة في نهاية المطاف بتشكيل الحكومة لتتعامل الدول معها، وفقاً للرجل فإن الفرنسيين سيوفدون باتريك دوريل لبيروت، في إطار إعادة تفعيل مبادرة ماكرون مدفوعة بدعم الأمريكيين والفاتيكان، وسيكون حازماً مع من سيلتقيهم في بيروت.

تعويل على مبادرة بري.. والعقوبات باتت أمراً واقعاً
يعتقد الدبلوماسي المخضرم أن مبادرة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لتشكيل الحكومة اللبنانية لم تتم حتى اللحظة، وهناك أمل كبير فيها، وخاصة أن الرئيس المكلف تريث عن الاعتذار، أو ربما قرر تأجيل هذه الخطوة، وبحسب الرجل فإن بري قادر على إعادة الأمور إلى نصابها، وخاصة أنه يقول إنه مدعوم من حزب الله ووليد جنبلاط والحريري لن يخذله، لذلك فإن المبادرة التي أطلقها بري قد تبصر النور بتشكيل حكومة.

ويعتقد الرجل أن الحلول في لبنان مقرونة دائماً بالتسويات، والطرف الخاسر الدائم هو "الذي يقرر ألا يتنازل"، والتاريخ اللبناني يُثبت ذلك، لا ينفي الرجل أن هناك قراراً جدياً لوضع مجموعة معرقلين لتشكيل حكومة وإجراء إصلاحات على لوائح عقوبات أوروبية قاسية، وأن الموضوع ليس مزحة، إنما الموضوع يأخذ حقه في النقاش داخل الجسم المؤسسي للاتحاد الأوروبي، وأن الرغبة المشتركة الأوروبية متطابقة حول لبنان، وتحديداً بين الفرنسيين والألمان والبريطانيين، وأن الوقت لم يتأخر للخروج من النفق المظلم.

الجيش أساس ودعمه مستمر والفاتيكان يتحرك
وفقاً للدبلوماسي الغربي فإن الجيش اللبناني يمثل للقوى الدولية صمام أمان محلياً، لا يمكن تركه ينهار مع انهيار وتحلل المؤسسات الأخرى، وأن الجيش ومعه القوى الأمنية الملاذ الأخير للمجتمع الدولي: الحفاظ عليها وتقديم المساعدات لها لاستمرار استقرارها، ومنع الأوضاع في البلاد من التدهور، وخاصة أن هناك تخوفاً من انفجار اجتماعي إذا ما بقيت الأوضاع الاقتصادية في الانزلاق، والجيش المتماسك هو الأساس في الدول المنهارة.

ويرى المرجع أنه وتحت هذا العنوان انعقد مؤتمر دعم المؤسسة العسكرية، والموضوع يشغل بال دول أساسية، على رأسها الولايات المتحدة والفرنسيون والبريطانيون وغيرهم، وتتوافد حمولات المساعدة من عربية وغربية، لأن القيادة الحالية في الجيش تمثل عامل الثقة الوحيد للشعب اللبناني والإرادة الدولية. وفي كل اللقاءات الجماعية أو الثنائية تؤكد الدول أنها تحرص حرصاً كبيراً على الجيش اللبناني، وترى أن إضعافه يخدم الجهة التي تود أن تبقى أقوى منه في المعادلة الميدانية، وهذا ما لم يمكن أن يسمح به.

ووفقاً للرجل فإن واشنطن قررت وضع خطة تحرك حيال لبنان، تتعلق بدعم الجيش ومنع تعرض اللبنانيين للجوع والهجرة، وذلك قبيل إتمام الاتفاق النووي الجديد مع الإيرانيين، لأن انهيار لبنان لن يكون سوى إعلان هزيمة مدوية للدول التي قررت التعامل معه بمنطق العقاب، فيما الفريق المسؤول عن العقوبات لا يزال يتمتع بنفس القوة والحضور.

ويعتبر الدبلوماسي أن هذا الهاجس من تحلل لبنان الدولة والمؤسسات والنموذج تتقاسمه المرجعية الروحية المسيحية الأولى في العالم -أي الفاتيكان- مع باقي الدول، وخاصة أن البابا فرنسيس أبرق للرئيس الأمريكي بايدن، طالباً منه إنقاذ لبنان والعمل على استدراك الواقع فيه، وإبعاده عن الصراعات التي نشبت في المنطقة، وأن يوليه اهتماماً في لقاءاته مع قادة الدول الحاضرة في المنطقة، مؤكداً لبايدن أنه سيقيم في بداية الشهر القادم لقاءً لبنانياً جامعاً للمرجعيات الروحية، وأن هذا اللقاء سيكون باكورة سلسلة تحركات يعمل الفاتيكان بالتوازي عليها مع دول مهتمة بمساعدة لبنان، ولدعم مبادرة البطريرك الماروني في لبنان مار بشارة بطرس الراعي حول الحياد الإيجابي.

الانتخابات مؤشر والتأجيل ضرب للعهود
لا ينفي المرجع الدبلوماسي خشيته من محاولات تجري لتأجيل الانتخابات البرلمانية العام المقبل، وأنه يسمع بعض الأحاديث في الأروقة السياسية عن سعي بعض القوى لتأجيل الانتخابات المنتظرة، لكنه يؤكد في الوقت نفسه أن معظم القوى السياسية أكدت للفرنسيين والأمريكيين والقطريين أنها لا تفكر في ذلك، وأنها بدأت التحضير للمعركة الانتخابية، وأن بعض القوى السياسية قطعت عهوداً أنها ماضية بإجراء الاستحقاق الانتخابي في وقته، أي ربيع العام 2022، وأن أي محاولة لتعطيل الانتخابات لن تمر مرور الكرام، وتخالف بشكل واضح إرادة اللبنانيين والمجتمع الدولي، الذي يعول على إجرائها في موعدها دون تأجيل، لا يعتقد الرجل أن نتائج الانتخابات ستكون تغييراً جذرياً في التركيبة السياسية، لكنها ستحمل وجوهاً جديدة ونظيفة الكف للمشهد، كتعبير عن الناس الذين خرجوا للتغيير، وأن هذا شيء طبيعي، لأن هناك جماهير للأحزاب التقليدية حاضرة، وتخشى التغيير الجذري، وعلينا احترام إرادة الناس في نهاية المطاف.

في الإقليم: السياسة نفسها مع تقليم أظافر
لا يعتقد الدبلوماسي أن باستطاعة جو بايدن تغيير كل الأداء الحاصل منذ أيام ترامب، لأن الواقع على الأرض بحاجة لمعالجات كبيرة، بعد تموضع العديد من القوى في معسكرات وفرض إرادات على أرض الواقع بين سوريا والعراق وليبيا والبحر المتوسط، لذا فإن بايدن أمام تحديات كبرى، لكنه سيكون حازماً مع حلفاء واشنطن التاريخيين -الأتراك والسعوديين والإسرائيليين- وقد أبلغ السعوديين بضرورة وقف الحرب باليمن، وإنهاء النزاع الدائر عبر التفاوض، فيما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو أصعب حلفاء واشنطن بات يشعر أن التمدد والحضور في المنطقة لن يكون بالسهولة التي أمنها ترامب لصديقه، وأن طموح التوسع لم يعد يحظى بنفس الدعم والغطاء، كما أن بايدن كان أحد عرّابي الإطاحة ببنيامين نتنياهو عقب انتهاء الحرب في قطاع غزة.

يعتبر الدبلوماسي أن جنوح السعوديين للحوار مع إيران برعاية مصطفى الكاظمي، بالإضافة لسعي الرياض لمصالحة الأتراك والقطريين، والرغبة التركية بمصالحة الفرنسيين والمصريين تندرج في إطار أساسي، وهو الخوف من أن يتركوا في المعركة وحدهم كما جرى في العام 2015، بعد اتفاق واشنطن وطهران، الذي كان على حسابهم، كما أن السعوديين يريدون العودة كمركز ثقل أساسي متوازن في المنطقة، عبر لعب دور تصالحي ومتفاعل مع مكونات الإقليم.

لكن بايدن في الوقت نفسه حريص على عدم الانغماس المباشر في صراعات الشرق الأوسط، لأنه يعرقل جهود بلاده على ملفات أكثر أهمية، وتحديداً الوقوف في وجه التنين الصيني، الذي يجتاح الشرق والغرب، وأحلام موسكو بالسيطرة على شرق المتوسط من بوابة سوريا ولبنان.

يعتقد الدبلوماسي في نهاية المطاف أن دولاً صديقة لبايدن ستعاود تفعيل دورها في المنطقة كقطر والكويت والأردن، لكونها الأكثر معرفة بظروف المنطقة، وتتمتع بعلاقات جيدة مع المتخاصمين في الشرق الأوسط وأوروبا.

رويترز

  • شارك الخبر