على ما يبدو حسم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل توجهاته الانتخابية، ووضع الخطوط العريضة لتحالفاته الانتخابية وحتى السياسية، فبالاضافة الى تثبيت موقعه الى جانب حزب الله وتثبيت التحالف معه، يسعى باسيل الى تحديد خياراته الاقليمية والدولية على بعد اشهر من الانتخابات النيابية، كما تقول اوساط قيادية في «التيار الوطني الحر».

وعلى غرار ما فعل العماد ميشال عون في 3 كانون الاول 2008 ، وقبل اشهر من العام 2009 والذي حقق فيه «التيار» نتائج انتخابية جيدة، عندما زار سوريا والتقى الرئيس السوري بشار الاسد، وجال على المعالم المسيحية التاريخية والكنائس والاماكن المقدسة في يبرود وحلب وغيرهما، لا تستبعد الاوساط نفسها ان يقوم باسيل بزيارة مماثلة الى سوريا قبل اشهر من انتخابات العام 2022.

وفي خطوة سياسية لافتة في التوقيت والمضمون، قد تكون تمهيدية لزيارة باسيل الى سوريا، قام وفد من «التيار» برئاسة الوزير السابق طارق الخطيب، بزيارة العاصمة السورية بدعوة من الامين العام المساعد للحزب البعث العربي الاشتراكي هلال هلال، والتقى الوفد ايضاً، وزير الخارجية السورية فيصل المقداد.

وتشير الاوساط نفسها الى انها الزيارة الرسمية والحزبية والعلنية الاولى لوفد من «التيار» الى سوريا منذ العام 2008، وتؤكد الاوساط التي شاركت في الزيارة، انها هامة وناجحة، وتحدث فيها الجانبان عن كل الامور التي تعني البلدين وكل اوجه التعاون، من استجرار الطاقة ، الى ضبط الحدود، وعودة آمنة وكريمة للنازحين، مع استعداد «التيار» لتقديم كل ما يمكنه من مساعدة لانجاز هذا الامر.

وتكشف الاوساط ان زيارة باسيل الى سوريا كانت حاضرة، ولكن لم يحدد موعدها او شكلها او توقيتها بعد، وقد تحصل بشكل مفاجىء ويعلن عنها في حينها، وتشير الاوساط الى ان اللقاءات بين الجانبين اي «التيار» وسوريا، لم تنقطع وهي مستمرة بأشكال متعددة، وآخرها لقاء للخطيب مع وفد حزبي في السفارة السورية في اليرزة، وكانت للمعايدة بالسنة الجديدة للسفير علي عبد الكريم علي.

هذا الحراك باتجاه سوريا، يقابله علاقة جيدة ومستقرة مع حزب الله، فبعد التوتر الشعبي والسياسي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، عادت الامور الى مجاريها بعد تواصل انتخابي وسياسي بين باسيل وحزب الله. وتكشف الاوساط ان ورقة التفاهم التي تخضع للدراسة والتعديل لبعض موادها مطروحة من جديد على الطاولة، ومنذ اسبوع كان هناك لقاء جديد لوفدين من «التيار» و»الحزب» وتناول موضوع التحالف وورقة التفاهم، فبالاضافة الى تثبيت التحالف بين البرتقالي والاصفر، لم يحسم التيار الوطني الحر كل تحالفاته الانتخابية وحتى مرشحيه بعد.

ولا تجد الاوساط ان «التيار» سيتأثر انتخابياً مع عزوف الرئيس سعد الحريري الانتخابي والسياسي، وتقول انه باستثناء دائرة الشمال الثالثة، وفي البترون تحديداً لم يتحالف «التياران»، رغم ان مناصري «المستقبل» لم يصوّتوا كما يجب للوزير باسيل، وبالتالي قد يكون هناك تحالفات جديدة لـ «التيار» على المستوى السني والانتخابي.

علي ضاحي -الديار