فيما كان الجميع يترقب فحوى كلمة الرئيس المكلف سعد الحريري في الذكرى الـ 16 لاغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري امس، والذي يصادف ايضا بمناسبة عيد العشاق، انقسم المراقبون بتحليلاتهم الى شقين فمنهم من راى ان الحريري ترك الباب مفتوحا لامكانية التفاهم مع رئيس الجمهورية حتى ولو اتت مواقفه عالية النبرة، فيما راى اخرون ان كلامه حمل تصعيدا كبيرا باتجاه بعبدا والبياضة معا ولاسيما بتصويب الحريري على الوزير جبران باسيل من دون ان يسميه باشارته الى ان المسؤول عن خراب البلاد هو من يفضل مصلحته على مصلحة الوطن وكذلك على الرئيس عون متهما اياه بعرقلة التأليف وبالسعي للثلث المعطل الذي من «المستحيل» القبول به بحسب الحريري.

رد بعبدا لم يتأخر، اذ ما هي الا ساعة حتى صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بيان يؤكد وجود مغالطات عدة بكلمة الحريري واقوال غير صحيحة ليست بعبدا بوارد الرد عليها مفصلا لتعذر اختصار 14 جلسة ببيان.

وتابع بيان مكتب الاعلام بان ما اقر به الحريري في كلمته يؤكد بانه يحاول من خلال تشكيل الحكومة فرض اعراف جديدة خارجة عن الاصول والدستور والميثاق.

والسؤال ماذا بعد الردود والردود المضادة؟ وهل ولادة الحكومة قريبة؟

على عكس ما ختم به الحريري من ان الحكومة ستتشكل ورده على سؤال الصحافيين لاحقا بالقول انها قريبة، رات اوساط مطلعة على ما يحصل في الكواليس بان الطبخة الحكومية لم تنضج بعد وما السقوف العالية الا محاولات لتحصيل ما امكن تحصيله من مكاسب.

وفي هذا السياق، رات مصادر بارزة مطلعة على جو بعبدا عبر الديار ان كلام الحريري اتى خارج اطاره الواقعي والدستوري، سائلة: متى نكرت بعبدا انها سلمت لائحة للحريري باسماء ملونة ومن قال ان رئيس الجمهورية يريد ان يختار اصلا من خارج الاسماء وانه لا يتعاون في هذا الامر ويعرقل التأليف لتضيف : عندما يسلمه لائحة اسماء الا يكون يتعاون معه؟ نستوقف هنا المصادر لنسأل: لكن رئيس الجمهورية قال في الفيديو المسرب انه لم يسلمه اي لائحة فترد بالقول: صحيح فرئيس الجمهورية لم يسلم لائحة بالحكومة او باسماء محددة لحقائب معينة وطوائف محددة انما لائحة اسماء تنطبق عليها مواصفات وتضيف : كل الوساطات التي جرت اخيرا من قبل كثر تحدثوا ايضا مع الحريري عن اسماء تنطبق عليها مواصفات.

وتكمل المصادر بان تأليف الحكومة يتطلب توافقا ثنائيا على كل تفصيل من اسم وتوزيعة.

وردا على ما كشفه الحريري بقوله انه اقترح في التشكيلة نفسها لوزارة الداخلية اسم قاض معروف(غامزا من قناة القاضي زياد ابو حيدر) مشهود لكفاءته وسبق و«حكم ضد تيارنا السياسي» في القضاء ومقرب من بعبدا وسبق لوزير الذي هو مستشارك (في اشارة الى سليم جريصاتي) ان عينه مدعيا عاما، وبدل ان يعطي فخامته ملاحظاته على التشكيلة وفق الدستور ومصلحة البلد اتى الجواب بالاعلام بالخطابات والبيانات، ردت مصادر مقربة من جريصاتي عبر الديار بالقول: صحيح ان جريصاتي عين القاضي زياد ابو حيدر الذي قصده الحريري بكلامه، مدعيا عاما بيروت في لكن جريصاتي ليس رئيس جمهورية لبنان ليعينه وزيرا للداخلية وتضيف: عدا عن ان مشروع المناقلات الجديد كان يتضمن نقل القاضي ابو حيدر من مدعي عام ببروت لقاضي تحقيق اول بجبل لبنان.لتسأل : ما هذا المثال الذي اعطاه الحريري؟ فهل جريصاتي الذي هو مستشار رئيس الجمورية هو من يعين وزراء الداخلية؟ اما حديث الحريري عن توزيعه الوزراء من حيث العدد واشارته عن انه اعطى 6 لرئيس الجمهورية من ضمنهم الوزير الارمني للطاشناق الذي يعتبر من ضمن حصة تكتل لبنان القوي ، فسارع امين عام حزب الطاشناق للرد عليه وهو جدد ما قاله في اتصال مع الديار داعيا لعدم تحميل مسؤولية عدم امكان تشكيل حكومة للطاشناق ومشددا على اهمية المعايير المعتمدة لتمثيل كل طرف سياسي.

اما رئيس التيار الوطني الحر، وعلى قاعدة الاحد بالاحد يذكر، فسيقول ما لديه في كلمة يتوجه بها للبنانيين الاحد المقبل، فيما تتجه الانظار لكلمة امين عام حزب الله الثلاثاء.

في الخلاصة؛ وكما ترى مصادر بارزة مطلعة على جو 8 اذار عبر الديار فكلام الحريري عمّق الهوة بينه وبين رئيس الجمهورية، مشيرة الى ان صلابة الرئيس عون من جهة ثانية لن تتساهل برأيها مع ما قيل.

وتختم المصادر وهنا الاهم: واضح الا حكومة قريبة!

جويل بو يونس - الديار