hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

"انقلاب" اميركي ــ اسرائيلي يعطل التدخل الاوروبي: الفوضى تنهك الحزب

الجمعة ٢٥ حزيران ٢٠٢١ - 07:41

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

جاء في "الديار": وفقا لمصادر ديبلوماسية غربية، فقد حصل انقلاب في التقييم الاميركي- الاسرائيلي حيال الفوضى المرتقبة على الساحة اللبنانية. ففي الوقت الذي كانت التقديرات تفيد بان الانهيار سيؤدي الى سيطرة حزب الله على البلاد، انقلبت الصورة قبل اشهر من اليوم وبالتحديد بعد الدخول الفرنسي على خط الازمة، وباتت القناعة لدى الاميركيين والاسرائيليين راسخة بأن انهاك حزب الله في دوامة الازمات الاقتصادية الداخلية وانفجار الاضطرابات على انواعها «ستنهكه» وتجعله يبدل اولوياته ويصبح اكثر ضعفا وتحديا على الحدود، ومن هنا يمكن فهم الاخفاق الاوروبي وخصوصا الفرنسي في ايجاد المخارج المناسبة للازمة، وقد ساهمت واشنطن على نحو مباشر في عرقلة «خارطة الطريق» الفرنسية ولم تبذل اي جهد مع حليفتها السعودية لتخفيف موقفها السلبي ازاء الساحة اللبنانية.

وفي هذا السياق، رفض الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مجاراة الرؤية الاميركية - الاسرائيلية الراغبة في تعميق الازمة. ولهذا «هادن» حزب الله وجعله جزءا من الحل وطلب مساعدته في التسوية رافضا عزله، كما لا يزال مترددا في فرض عقوبات «موجعة» على مروحة واسعة من الطبقة السياسية التي يعرف جيدا انها مسؤولة عن «الخراب» في البلاد، وذلك لوجود قناعة فرنسية بأن دخول لبنان في الفوضى لن يؤدي الى اضعاف حزب الله بل على العكس سيجعل منه «المنقذ» للكثيرين باعتبار انه الاقدر على الصمود، وهو عكس التقديرات في واشنطن وتل ابيب.

وامام هذه المعادلة تبدو الامور مفتوحة على اسوأ الاحتمالات في ظل هذا الانقسام الاقليمي والدولي حول الملف اللبناني. وفيما تبدو باريس عاجزة مع الاتحاد الاوروبي عن فرض اجندتها بفعل ارتباط غالبية وازنة من السياسيين اللبنانيين بواشنطن، تضغط اسرائيل في اتجاه اغراق لبنان اكثر بأزماته كتعويض تعتبره عادلا لخسارتها الاستراتيجية في ظل التوقعات بعودة الادارة الاميركية الى الاتفاق النووي مع ايران. ووفقا لتلك الاوساط، يعتقد الاسرائيليون ان «كسر» حزب الله في لبنان سيكون «نكسة» كبيرة لطهران تضاهي اي ارباح ممكنة في فيينا. ومن هنا سادت اجواء سلبية في الاجتماعات الاوروبية في بروكسل، بعدما تبلغ الاتحاد الاوروبي عدم وجود اي نية اميركية في الوقت الراهن لتقديم مساعدات لاي حكومة لبنانية، واستثناء الجيش اللبناني، وذلك كوسيلة ضغط على طهران من «البوابة» اللبنانية، فيما ابلغت اسرائيل عدة دول اوروبية بضرورة عدم الاندفاع نحو تقديم العون لبيروت اقله قبل تبلور صيغة التفاهمات الجديدة التي تنسجها واشنطن في المنطقة، في ظل رهانات اسرائيلية واضحة على استغلال الوضع الداخلي اللبناني لاغراق حزب الله في مستنقع من الازمات التي ستجعله مشلولا ومكبلا على الحدود الجنوبية.

وتاتي عملية «الاشغال» المقصودة لحزب الله في ظل ضبابية وصعوبة كشفت عنها صحيفة «هارتس» الاسرائيلية في إمكانيه التقدير لدى الحكومة الاسرائيلية بشأن توجهات إيران المستقبلية، خاصة بعد فوز الرئيس إبراهيم رئيسي بانتخابات الرئاسة الإيرانية. وأكدت الصحيفة أنه يصعب على إسرائيل التقدير؛ إذا كانت إيران والدول العظمى قريبة من التوقيع على اتفاق نووي جديد، أو إذا كان انتخاب رئيسي رئيسا لإيران يشير الى زيادة في التشدد سيؤدي الى تفجير المحادثات والتقدم في مخطط طهران لإنتاج سلاح نووي قريبا.

ولفتت الصحيفة إلى أن الجهات الاستخبارية في إسرائيل، بلورت مؤخرا ثلاثة تقديرات مختلفة حول مستقبل المحادثات؛ الأول أن إيران معنية بالتوقيع على الاتفاق، لكنها تريد انتظار تسلم رئيسي لمنصبه في بداية شهر آب القادم لتمكينه من الحصول على فضل هذه الخطوة والحصول على الشرعية الدولية. التقدير الثاني أن «المحادثات بين إيران والدول العظمى قريبة من الانفجار، وتعيين رئيسي يبرهن على نية إيران طرح طلبات متطرفة في المفاوضات؛ طلبات لم يرغب المجتمع الدولي في الاستجابة لها. وأما التقدير الثالث فيحذر من مناورة إيرانية مضللة. وبحسب هذا السيناريو: يتوقع أن تقوم طهران بصورة متعمدة بإبطاء وتيرة المحادثات مع الدول العظمى، الأمر الذي سيؤدي إلى المراوحة في المحادثات لبضعة أشهر، وخلال هذه الفترة تنوي إيران تسريع الجهود لتحقيق أهداف مهمة في المجال النووي، وستستخدم هذه الإنجازات كأداة ضغط في المفاوضات.

ولان التوقعات في هذا السياق، ليست كبيرة بالنسبة للاسرائيليين في الحصول على مقابل بشان الصواريخ البالستية الايرانية، ترغب تل ابيب في ابقاء الضغوط القصوى على حزب الله في لبنان، لان الاعتقاد السائد والمتفق عليه مع الاميركيين هو محاولة الحصول على تنازلات في ملفات اقل اهمية بالنسبة للايرانيين، وهي مفاوضات قد تنطلق على حدة بعد حصول العودة الى الاتفاق النووي الايراني، وهنا يرغب الطرفان في الحصول على تنازلات في ملف حزب الله والاولوية تبقى التخلص من «الصواريخ الدقيقة»، وترسيم الحدود البحرية. ووفقا لمعلومات تلك المصادر، بات انقاذ لبنان اقتصاديا، المقايضة الرابحة التي ينتظرها الاسرائيليون، وينسقون بشأنها مع الاميركيين، مقابل «تقليم اظافر» حزب الله، خصوصا ان واشنطن تضع «خطوطا حمراء» امام اي عمل عسكري اسرائيلي يمكن ان يؤدي الى التدهور في المنطقة.

وفي هذا السياق، لا تعلق مصادر مطلعة على تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بالامس وقوله إن القوات البرية، ستكون جزءا مركزيا في أي قتال مستقبلي مع لبنان، ولفتت الى ان كلامه مجرد نص انشائي القاه خلال احياء مراسم لجنود اسرائيليين قتلوا في لبنان، وقد استخدم تعبيرات حذرة جدا تنم عن عدم القدرة على العودة مجددا الى المستنقع اللبناني، وقال غانتس»بالطبع نتمنى السلام والهدوء، لكننا مستعدون لاستخدام كامل طاقاتنا إذا لزم الأمر، في أي ساحة، بما في ذلك الساحة اللبنانية. واضاف» في العمليات اللاحقة، أو لا سمح الله، في الحروب، عندما يتعين علينا الوصول إلى أعماق العدو مرة أخرى، ستكون قوات الجيش البري القائمة على القوات النظامية والاحتياطية، جزءًا مركزيًا من القتال. فمحاولات انتهاك حدودنا لن تمر مرور الكرام، ونحن نفتح أعيننا ومستعدون لتحرك واسع النطاق...!

وفي هذا السياق، تريد اسرائيل تعويضا من واشنطن على سياساتها غير المتناسبة مع امنها الاستراتيجي في المنطقة، واضعاف حزب الله هو جزء مع التعويض، حيث تسعى إدارة الرئيس جو بايدن إلى خفض وجودها العسكري في منطقة الشرق الأوسط؛ وتركيز اهتمامها على الصين وروسيا. وقد اصدرت القيادة المركزية الأميركية توجيهات بسحب بعض القوات والقدرات من المنطقة حيث خفضت قوتها العسكرية في العراق وأعلنت عن سحب جميع قواتها في أفغانستان. وكذلك بدأ سحب العديد من عتاد الدفاع الجوي من دول في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والعراق والكويت والأردن، وستتم إزالة نحو ثماني بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ إلى جانب النظام الدفاعي المضاد للصواريخ والأهداف الجوية الأخرى...

الديار

  • شارك الخبر