hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

"الهندي" يهدّد لبنان... من المطار

الخميس ٢٤ حزيران ٢٠٢١ - 06:36

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هل لبنان مهدّد بهجمة وبائية خطيرة؟

بعدما اقتحم المتحوّل الهندي "دلتا" دولاً عربية كالكويت، ولمّا كان الوضع غير مضبوط في مطار رفيق الحريري الدولي، الذي يُشكّل محطة رئيسة لتسرّب السلالة الجديدة إلى الداخل اللبناني، فقد عاد الخوف والقلق مجدّداً من وصول السلالة الجديدة إلى لبنان، على الرغم من أنّ عدد الذين تسجّلوا على المنصّة من بين مجمل المقيمين في لبنان أصبح 25% تقريباً، بالاستناد إلى أرقام وزارة الصحة.

من أجل الاستيضاح عن هذه المسألة، التقى "أساس" رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية المعدية في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، والمستشار في لجنة "منظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط" البروفيسور غسان دبيبو، الذي اعتبر أنّ "لبنان ليس بأمان من هذا المتحوّل "الهندي" لأنّه يمتلك قدرة على الانتشار والانتقال أسرع من بقيّة المتحوّلات الأخرى. ويتمثّل خطر هذه السلالة في قدرة انتقالها ونقلها للعدوى بنسبة 40% أكثر من السلالة البريطانية أو ما يُعرف بمتغيّر "ألفا"، وبنسبة 70-80% أكثر من السلالة الأولى لكورونا".
ويشرح كيف أنّ "البيانات الصادرة، التي لا تزال قليلة، تكشف أنّ 12% من المرضى المصابين بها تتدهور حالتهم الصحية بعد 3-4 أيام من ظهور العوارض، بحسب البيانات الصينية أخيراً. لذا لديها القدرة على أن تكون فتّاكة وشديدة الحدّة أسرع من السلالات الأخرى. ويبقى المطار هو سبب وصول المتحوّلات الجديدة، ويجب أن يكون التعامل حازماً مع الوافدين للتأكّد من أنّهم لا يحملون أيّ متحوّلات جديدة".

ودعا إلى "توقّع وصول المتحوّل "دلتا" وانتشاره في أيّ وقت"، محذّراً: "نحن في سباق مع الوقت لتلقيح أكبر عدد من السكان. وماراتون اللقاح يساعد على ذلك بتكوين حصانة مجتمعية تجعل الفيروس يواجه صعوبةً في الانتقال والانتشار. وكما دخلت السلالة البريطانية لبنان في شهري كانون الأول وكانون الثاني، خاصة بعد عيد رأس السنة، قد نشهد قريباً دخول السلالة الهندية لبنان مع توافد السيّاح والمغتربين، الذين قد ينقلون عدوى هذه السلالة إلى المواطنين المحليين. وسينشر المغتربون الفيروس المتحوّل بين الأشخاص الذين لم يُصابوا بكورونا وغير الملقّحين. وهنا تأتي مسؤولية وزارة الصحة في الكشف على الوافدين من المناطق الموبوءة، والحجر عليهم مع التشدّد في الإجراءات وسط متابعة دقيقة وبلا أيّ استهتار، لأنّ عكس ذلك يعني العودة إلى نقطة الصفر. وهذا ما نحذّر منه".

وعمّا تشهده بريطانيا من تفشّي المتحوّل وارتفاع عدد الإصابات، وإمكان اللجوء إلى إغلاق رابع، قال: "ما يحصل في بريطانيا قد يحصل في لبنان لأنّنا نعتمد على عدّة أنواع من اللقاحات، وجميعها ذات فعاليّة أقلّ مع المتحوّل الهندي "دلتا"، مقارنة مع الفيروس الأساسي، باستثناء فايزر الذي يمتلك فعاليّة كبيرة ضدّه.

وبالعودة إلى التجربة البريطانية، يبدو واضحاً أنّ انتشار الفيروس كان عند فئة الشباب الذين يعتبرون "ناقلي العدوى". لذا يشدّد دبيبو على ضرورة "التفكير جدّياً في الإسراع في تلقيح هذه الفئة التي تتحرّك في المجتمع أكثر من غيرها. إذ يبقى كبار السنّ الأقلّ تحرّكاً على الرّغم من تلقيحهم. وما جرى في بريطانيا، بالنسبة إلى انتشار متحوّل "دلتا" عند الفئة غير الملقّحة، قد يتكرّر في أيّ دولة أخرى. لذلك الحذر واجب".

وكشف دبيْبو عن دراسة أجرتها وزارة الصحة لمعرفة نسبة المناعة المجتمعية في لبنان على عيّنة من 1250 شخصاً من كلّ المناطق اللبنانية: "وقد تبيّن فيها أنّ 40% إلى 45% منهم كانت لديهم مناعة مرتفعة. هذا الرقم يشجّع ويدلّ على أنّ المناعة المجتمعية نسبيّاً مرتفعة، ويعود ذلك إلى ارتفاع نسبة التلقيح، وأنّنا نسير على الطريق الصحيح. أمّا طريقة احتواء السلالة الهندية "دلتا" فهي الطريقة نفسها التي اُحتُوِيت بها السلالات الأخرى، ومحاربتها تتمّ عبر وضع الكمّامة واتّخاذ تدابير التباعد الاجتماعي، لكنّ ما نراه اليوم أنّ الناس لم تعد تبالي بهذه التدابير، وهنا تكمن الخطورة".
بدوره، كشف رئيس اللجنة الوطنية للّقاحات الدكتور عبد الرحمن البزري لـ"أساس" عن جزء من الخطوات المتّخذة في المطار، والتي لا تقتصر على فحوصات PCR، بل "تتعدّاها إلى التعاون والاتفاق مع الأمم المتحدة على دعم بعض القدرات المخبرية المحليّة الموجودة داخل الجامعات الكبرى والجامعة الوطنية (اللبنانية) كي تُدرَس تركيبة الأحماض الأمينية لجينات الفيروس من أجل التأكّد من عدم وصول المتحوّلات إلينا".

ويجزم البزري: "لسنا بمنأى عن خطر وصول المتحوّل الهندي "دلتا" إلى لبنان، لكن حتى اليوم لا مؤشّرات جدّية إلى دخول هذا المتحوّل، الذي تفشّى في أكثر من 92 دولة".

وتشير البيانات إلى أنّ حوالى 10% من الأميركيين مصابون بهذه السلالة، في حين تتفشّى في بريطانيا بنسبة كبيرة جداً (حوالى 99% من الحالات). حتّى أستراليا، القارّة الوحيدة التي لم تُسجَّل فيها أعداد كبيرة من حالات كورونا نتيجة التشدّد في فرض القيود على دخول الناس إليها، سُجّلت فيها حالات من متحوّل دلتا.

إذاً، تُعتبر سلالة "دلتا" أسرع انتشاراً بـ4 مرات من غيرها من السّلالات، وتؤدّي إلى دخول المستشفى أكثر بمرّتين أو مرّتين ونصف المرّة، بالإضافة إلى أنّها تُسبّب عوارض حادّة ومختلفة عن تلك المتعارف عليها، كالصداع القويّ والتقيّؤ والإسهال وانقطاع الشهيّة وأوجاع الحنجرة... أي تُشبه أعراض الزّكام الشديدة.

ويتابع البزري: "استطعنا ضبط الانتشار الداخلي لكورونا، ولا بدّ من التشدّد أكثر في الإجراءات في المطار والمداخل والمعابر لمنع استيراد المتحوّلات الجديدة. الأمان أمر نسبيّ، لذلك كلما كانت إجراءاتنا صارمة ومضبوطة، ارتفع منسوب المناعة المجتمعية. كلّ المؤشّرات الوبائية تشير إلى تحسّن الوضع محلّياً، سواء بانخفاض نسبة الحالات في العناية الفائقة، حيث بلغت 10% من مجموع المصابين، أو بإقفال أقسام كورونا في عدد من المستشفيات، وهذه نتائج إيجابيّة لا يُمكن إنكارها".

وعن نسبة المناعة التي وصلنا إليها منذ بداية حملة التلقيح حتّى اليوم قال: "17% من السكّان تلقّوا الجرعة الأولى. لكن لا نستطيع تحديد ومعرفة النسبة الحقيقية إلى أن نعرف عدد المقيمين في لبنان من خلال إحصاء فعليّ. إنّما المؤكّد أنّ المناعة المجتمعية لا بأس بها داخل المجتمع اللبناني".

وأمل البزري، بالاستناد إلى الجرعات التي تصل تباعاً من فايزر وأسترازينيكا، أن "نحقّق الهدف المنشود في الشهرين المقبلين، وأن تنجح حملة التطعيم بنسبة عالية في لبنان. لذلك التعويل اليوم على الجامعات، حيث وزّعنا حوالى 400 ألف جرعة، ستساعد في تطعيم هذه الفئة العمريّة من الطلاب، كي لا يتكرّر ما نشاهده اليوم في بريطانيا من ارتفاعٍ في الإصابات بالسّلالة الهندية عند فئة الشباب".

تالا غمراوي - اساس ميديا

  • شارك الخبر