hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

المسيحيون خارج المعادلة الوزارية.. بكركي و"القيادات" في موقع "المتفرج"

الأحد ٢٠ أيلول ٢٠٢٠ - 06:54

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يخال من يتابع مسار تأليف الحكومة العتيدة أن الأجندة الأميركية - السعودية انتصرت في المنطقة، وكأن العدو الاسرائيلي نجح باقتلاع المقاومة في حرب تموز 2006، وكأن المقاومة خسرت معركة القلمون والقصير والجرود اللبنانية - السورية وجبهة النصرة وأخواتها اجتاحوا لبنان وحاصروا الضاحية الجنوبية، وكأن الحكومة السورية خسرت الحرب مع الجماعات المسلحة والتنظيمات الارهابية داخل سوريا.

يتصرف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ومعه نادي رؤساء الحكومات السابقين وكأن مسار الأمور في المشرق العربي في العقود الأخيرة أخذ منحى مغايراً لما ذكرناه أعلاه، فهم يحاولون فرض أسماء الوزراء الشيعة والمسيحيين في الحكومة العتيدة وكأن الساحة في لبنان خلت لهم من كل القوى السياسية، وكأن باستطاعتهم فرض أسماء باقي وزراء «الطوائف» في لبنان دون مراجعة أحد، مستغلين الضغط الدولي والفرنسي لتشكيل حكومة لبنانية اضافة الى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها لبنان والتي يتحملون مسؤوليتها بجزء كبير (رؤساء الحكومات السابقون) نتيجة سياسات اقتصادية ومالية تعود الى ثلاثين عاماً مضت. لقد أمسى واضحاً أن الرئيس سعد الحريري هو من يشكل الحكومة العتيدة وليس الرئيس المكلف مصطفى أديب، اذ أن التفاوض مع رئيس مجلس النواب نبيه بري جرى مباشرة مع الحريري كما أن اتصالات الرئيس الفرنسي ماكرون طالت الحريري نفسه ما يدل على الدور الرئيسي الذي يلعبه الاخير في تشكيل الحكومة. كما بات واضحاً أن الحريري استغل المبادرة الفرنسية (ونسب الى الفرنسيين فكرة المداورة والتي لم يأتي على ذكرها ماكرون) والوضع الضاغط على لبنان لتمرير أجندة أميركية-سعودية تقضي بإقصاء حزب الله عن السلطة التنفيذية واخراجه منها مرة لكل المرات. والقضية لم تعد فقط اقصاء الثنائي الشيعي عن وزارة المالية بل اتسعت لتشمل تسمية الوزراء الشيعة في الحكومة القادمة تحت ذريعة تشكيل حكومة اختصاصيين.

الاتصالات والوساطات على حالها

لا تزال حتى الساعة المساعي بين الثنائي الشيعي والرئيس المكلف ومن خلفه قائمة لحلحلة عقدة حقيبة المالية، غير أن الطروحات لم تصل الى نتيجة كما انها لم تتعد ما سرب في الايام الماضية عن اسناد الخارجية أو الدفاع او الداخلية الى «الثنائي» بدل المالية، اضافة الى الطرح المستجد بالحاق حقيبة المالية بأديب على ان يكون وزير الدولة لشؤون المالية العامة من حصة «الثنائي» والذي جوبه بالرفض ايضاً كونه يجعل من وزير الدولة «باش كاتب» اي دون اي صلاحية تذكر. هذا وتشير مصادر بعبدا الى أن الرئيس عون مستمر باتصالاته من أجل ايجاد حل للعقدة الحكومية غير أنه لم يحصل خرق نتيجة تمسك الفرقاء المعنيين من الجهتين بحقيبة المال. وتضيف المصادر «قد يكون الحل ان تعطى الحقيبة الى وزير مسيحي يوافق عليه الثنائي الشيعي» غير انها تؤكد ان الطرح لم يلق تجاوباً حتى الساعة. وفي السياق نفسه، أكدت مصادر التيار الوطني الحر أن مسار الامور لا يبشر بالخير نتيجة الادارة السيئة لملف التأليف واصرار البعض على الهيمنة على حصص القوى السياسية الاخرى.

الخطة الاميركية - السعودية

للولايات المتحدة خبرة طويلة في التعاطي مع التنظيمات السياسية المسلحة حول العالم، خصوصاً في أميركا اللاتينية مع التنظيمات اليسارية، حيث عملت ضمن خطة وعلى المدى الطويل لاقصاء هذه التنظيمات عن السلطة السياسية وصولاً الى تقليب المجتمع المضيف عليها وجعلها غريبة في قلب بيئتها الحاضنة. هذا بالضبط ما يحصل في لبنان مع المقاومة، ورغم الفرق الكبير في الشكل والمضمون بين المجموعات اليسارية في اميركا اللاتينية وحزب الله في لبنان، الا ان الولايات المتحدة تمارس الاستراتيجية ذاتها على الحزب في لبنان، اذ بدأت اولاً في تقليب حلفائه عليه عبر فرض العقوبات عليهم ثم راحت تحاول شق البيئة الحاضنة للحزب وايجاد رأي مخالف له ضمن البيئة نفسها عبر ايذائها اقتصادياً ومالياً، واليوم وبالتنسيق مع السعودية وحلفائها في لبنان تريد واشنطن وضع المقاومة في خانة المعرقل لخطة ومبادرة ماكرون الانقاذية للبلاد، كي يصار الى القول ان لا خلاص للبنان في ظل وجود حزب الله في الحياة السياسية اللبنانية.

المسيحيون خارج المعادلة

في ظل هذا التخبط الحكومي، بدا فاقعاً خروج المسيحيين من المعادلة الوزارية، اذ ان التصارع اليوم يحصل بين نادي رؤساء الحكومات السابقين و الرئيس المكلف من جهة والثنائي الشيعي من جهة ثانية. ففي حين يرفض «الثنائي» أن يسمي الحريري ومعه السنيورة وزراءهم في الحكومة، يغيب القادة المسيحيون كلياً عن الساحة مستسلمين للضغوط المحلية والدولية خوفاً من اتهامهم بالتعطيل كما يجري مع الثنائي الشيعي، في حين أن الذي يعطل هو من يحاول الاستئثار بتسمية الوزراء من الطوائف الاخرى. والمستغرب في هذا المجال، صمت بكركي المدوي، التي تقف في موقع المتفرج، تجاه تسمية الوزراء المسيحيين من قبل رئيس الحكومة ومن خلفه دون العودة الى الكتل النيابية المسيحية. كما بدا لافتاً تساهل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع هذا الامر، اذ لم يعترض حتى الان على اسلوب اديب الاحادي في تشكيل الوزارة. ويُفسر موقف عون كالتالي : اما ان عون يرى ان على الرئاسة الاولى ان تقف جانباً في الصراع السني - الشيعي على الحكومة وان يجبر «الثنائي» أديب الى تصحيح مسار التأليف كي لا يقال ان عون يعرقل، اما ان عون يعتبر مبادرة ماكرون تمثل قارب النجاة لعهده لذا عليه تسهيل المبادرة مهما كان الثمن، وقد يكون الرئيس عون يعتمد المقاربتين معاً.

الانزعاج الفرنسي من الحريري والسنيورة

أشارت مصادر مطلعة على أجواء الدبلوماسية الفرنسية في باريس، أن الرئيس ماكرون وفريقه المعني بالملف اللبناني منزعجون للغاية من طريقة ادارة الرئيس الحريري ومعه الرئيس السنيورة لملف تشكيل الحكومة، اذ تشير المصادر ان ماكرون طلب في الاجتماع الاخير في قصر الصنوبر مع رؤساء الكتل والاحزاب وعداً بتسهيل ولادة الحكومة كي تقوم بالاصلاحات المطلوبة وهذا ما حصل، غير انه لم يتطرق الى اسلوب تشكيل الحكومة كما انه لم يعط شيكاً على بياض لاديب وفريقه بتسمية كل الوزراء. وتضيف المصادر ان الفرنسيين لم يتدخلوا في تسمية الوزراء ولن يفعلوا ذلك. وتتابع المصادر أن المعلومات تشير الى ان الحريري والسنيورة يقومان باسقاط اسماء الوزراء على الحقائب، في حين يؤدي المستشار الاقتصادي للحريري مهمة الاتصال بالمستوزرين لاستطلاع قابليتهم. وانزعج الفرنسيون من هذا المسار بالاخص اسناد الاتصالات الى المستشار الاقتصادي الذي «قطعولو ورقة» ولم يعد مرحباً به في باريس بعد مصارحته احد المسؤولين الفرنسيين باقتسام عمولة 20 % من اموال سيدر1.

الحريري والخيارات الخاطئة

وتكمل المصادر ذاتها، أن الحريري يخطئ بتبنيه الاجندة الاميركية - السعودية في تشكيل الحكومة، مذكرة أن هاذين الطرفين كانا يريدان رأسه عندما حصلت الاستقالة الشهيرة في الرياض، وانه لولا تدخل فرنسا وبالاخص الرئيس مكرون لكان اصبح الحريري في خبر كان ومن ماضي لبنان السياسي. كما ان هذه المصادر تشير الى ارتكاز الحريري على ارضية اميركية هشة، وان الاجندة الاميركية سوف تلين تجاه حزب الله وايران في المنطقة في حال انتخب المرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية جو بايدن، خصوصاً بعد تصريح مستشاره جاك سوليفان حيث قال «سنعمل مع الشركاء الاقليميين للحد من التوترات وتخفيف حدة النزاعات، ونزع فتيل الأزمات، وهذا يعني دفع كل من أصدقائنا وخصومنا في المنطقة الى طاولة المفاوضات».

اتصالات فرنسية - أميركية

قال مصدر في حزب الله للديار، أن أمام أديب خيار وحيد للخروج من الأزمة الحكومية وهو القبول بلائحة أسماء من الطائفة الشيعية يقدمها الثنائي الشيعي للرئيس المكلف على أن يختار هو، أي أديب، الشخصيات المناسبة من هذه اللائحة للمراكز الحكومية وضمنها وزارة المالية. واستغرب المصدر اصرار نادي رؤساء الحكومات السابقين على تعطيل المبادرة الفرنسية وتشكيل الحكومة عبر تمسكهم بوزارة المالية، مؤكداً أن الحريري كان قد وافق على اسناد المالية للثنائي الشيعي غير أن نادي «رؤساء الحكومات السابقين» أخذه باتجاه التخلي عن هذا الامر.

وأشار المصدر الى ورود معلومات عن اتصال الفرنسيين بالاميركيين في محاولة منهم لاقناع الجانب الاميركي بتأجيل العقوبات على لبنان والحزب وتخفيف حدة الموقف تجاه الحزب، كما ان الفرنسيين لمسوا وجود كلمة سر أميركية بعدم اسناد المالية للشيعة، لذا المساعي الفرنسية مع الاميركيين تهدف ايضاً الى حلحلة عقدة المالية عبر اقناع واشنطن باسناد الحقيبة للشيعة.

أما عن تسريب اوساط الحريري أن «الثنائي» قبل بالمداورة بين الوزارات ثم تراجع عنها، يؤكد المصدر ان المداورة لم تطرح في قصر الصنوبر كما ان الثنائي لم يقبل بها منذ البداية ، وان هدف الحريري من هذه التسريبات احراج الحزب امام الفرنسيين واللبنانيين.

الخارجية الفرنسية

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنييس فون دير مول في إفادة صحافية يومية: «في الوقت الذي يواجه فيه لبنان أزمة غير مسبوقة، فإن فرنسا تأسف لعدم التزام الساسة اللبنانيين بتعهداتهم التي أعلنوها في الاول من أيلول الماضي، وفقا للاطار الزمني المعلن».

وأضافت : «نحض كل القوى اللبنانية على الاضطلاع بمسؤولياتها والموافقة من دون تأخير على التشكيلة التي رشحها مصطفى أديب لحكومة مهام تقدر على تنفيذ الإصلاحات اللازمة للوفاء بتطلعات الشعب اللبناني».

بيان رؤساء الحكومة السابقين

هذا واجتمع أمس رؤساء الحكومة السابقون حيث أكدوا أن «مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تشكل فرصة مهمة يجب تثميرها بالاسراع في تشكيل الحكومة، لابعاد لبنان عن الانهيار والفتن والشرور المحدقة به».

واعتبروا أن «فرنسا، التي استشعر رئيسها حجم الاخطار المحدقة بلبنان، بادرت مشكورة الى تقديم الدعم والمساعدة واطلاق مبادرة سياسية متكاملة للحل ترجمت بتكليف الدكتور مصطفى أديب تأليف حكومة وفق تفويض محدد بالشكل والمضمون وينبغي العمل على إنجاحها».

وحض الرؤساء الاربعة الرئيس المكلف مصطفى أديب على «التمسك بصلاحياته كاملة لجهة تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن بالتشاور مع فخامة الرئيس وتحت سقف القواعد المنصوص عليها في الدستور».

حنا ايوب - الديار

  • شارك الخبر