hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

الخطيب: لحكومة إنقاذية إصلاحية تعيد ثقة الخارج بالدولة

الجمعة ٢ نيسان ٢٠٢١ - 14:08

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة الجمعة التي قال فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين ومن أتبعهم بإحسان الى يوم الدين وعلى الشهداء الذين بذلوا أرواحهم الطاهرة في سبيل الدفاع عن الكرامة الإنسانية وعن القيم الأخلاقية التي تمثل الجوهر الحقيقي للمثل الدينية التي أكدت عليها دعوات الانبياء وكانت تضحياتهم وجهادهم ومعاناتهم في سبيلها ومن أجل ترسيخها في النفوس والافكار ومثلت الحافز والدافع الحقيقي لكل موقف حر في وجه الباطل مهما كان الثمن الذي يترتب عليه ولو أدى الى بذل النفس والروح وكلف أغلى التضحيات، لان أي قيمة أخرى بما فيها وجود الانسان وحياته، إنما تقاس على أساس هذه القيم وبهذا المعيار وهي تأخذ قيمتها منها، وبالتالي فإن خلو أي عمل أو جهد أو تضحية من هذا الاعتبار بالغا ما بلغ ليس له أي قيمة وهو جهد ضائع طالما لم يأخذ في الاعتبار هذا الهدف ولم يكن له هذه الغاية ولم يتجرد عن الأنانية والمصالح الخاصة، وما لم تكن محكومة بهذه القواعد وهذه المفاهيم ومراعية لهذه المقاييس والاعتبارات سواء منها المصالح الخاصة بمعناها الضيق والفردي أو بمعناها الاوسع كالجماعة والعشيرة والقوم والطائفة والمذهب". فالقاعدة هي اتباع الحق وموازينه وقاعدة الانصاف وأن نحب للناس ما نحب لانفسنا، وقد ركز الائمة من اهل البيت على تثبيت هذه المفاهيم في أذهان اتباعهم ومريديهم تركيزا شديدا سواء عبر أحاديثهم أو عبر أسلوب الدعاء الذي يعتبر من أهم وسائل التأثير النفسي والتربوي والتهذيب الروحي وباعتباره من أهم العبادات ووسيلة من أهم الوسائل التي تربط المؤمن بالله سبحانه وتعالى ويزكي بها نفسه وتخلص من التعلق بالتراب وتسمو به نحو الله سبحانه وتعالى".

أضاف: "وقد حاولت الاتجاهات الفكرية المعاصرة والتي تبنت مفاهيم فكرية لا ترتبط بالدين بل هي في غالب الاحيان تتبنى مواقف فكرية معادية للدين تحمله ظلما كل أوزار التخلف والانحطاط وهي بين ما يدعو الى محاربته واستئصاله وبين ما يدعو الى عزله عن صناعة الحياة وسجنه بين جدران دور العبادة واختصار دوره على القضايا ذات البعد الميتافيزيقي رافعة شعار المدنية بديلا عن الدينية وشعار الديمقراطية عن خبث ووعي وبقصد الترويج لافكارها المادية والتي هي نتاج الحضارة الاستعمارية الحديثة تمهيدا لإنجاز سيطرتها على العالم وخيراته وبالأخص العالمين العربي والإسلامي لما يشكلانه من موقع استراتيجي ويمتلكانه من ثروات هائلة من بترول وغاز تحتاجه في بناء قدراتها اللازمة لتحقيق سيطرتها ومصالحها، احتاجت معها الى خلق ثقافة بديلة تمهد لملء الفراغ الثقافي الذي أحدثته بعد تمكنها من إحداث التشويه الفكري والثقافي في البيئة العربية والإسلامية وإيجاد القناعة لدى النخبة، وهي من صنيعتها، إن الخلاص من التخلف مرهون بانتهاج ثقافة الغرب في أكبر عملية خداع للنفس واستدراج ثقافي تبعتها عملية تشويه ممنهجة للقيم والمفاهيم الإسلامية ما أدى الى خلق انطباع مشوه عن الدين لدى نخبه من أبنائهم سواء على مستوى مفاهيم الحقوق والحريات والمساواة بين الرجال والنساء وايجاد جو من الخلط بين الدين والعادات والممارسات وانعدام الرؤيا التي توضح الفرق في المنطلقات الفكرية للرؤيا الدينية عن المنطلقات للرؤيا المادية للحقوق، مما أعطى مجالا واسعا للعب والتشويه، وهذا أحد وجوه الحروب الثقافية التي ابتلي بها الاسلام وسخر الغرب فيها إمكانيات هائلة ووسائل متقدمة لم يكن المخلصون من أبناء هذه الامة يمتلكون في هذه المواجهة الا القليل من أدواتها، فالإعلام والمال ووسائل التأثير في الرأي العام كانت ملكا لأصحاب المشروع التشويهي ومع ذلك تمكن هؤلاء من خوض هذه المواجهة بجدارة وان يفضحوا المؤامرة، وما زالت هذه المواجهة مستمرة ومستعرة وآخر وجوهها ما جرى في العراق وسوريا وما يجري في لبنان".
وتابع الخطيب: "ولقد ابتليت رسالات الانبياء بأهل النفاق الذين أرادوا حينما لم يستطيعوا مواجهتها وضعفوا عن مقابلة موقف الحق بالمنطق والحجة أن يستفيدوا من المساحة التي أعطاها الدين بإظهار الالتزام بدعوته للانقلاب عليه من الداخل وممارسة عملية التضليل باسمه، كما نشأت فئات أخرى من داخله أهمتهم أنفسهم واستهوتهم الدنيا فاستخدموا نفوذهم الديني للمزيد من المكاسب الدنيوية، وقد كانت هاتان الفئتان أشد العوامل خطورة على الرسالات ودعوات الأنبياء، وفي مواجهة الايمان واتباعه وكان اسلوب التحريف والبدع والكذب على الله ورسله من جملة ما واجه به خط الانحراف هذه المسيرة.
ولم تقتصر هذه الخطورة وهذه الاساليب على دين معين ولا في وجه نبي واحد من انبياء الله تعالى كما انها ليست خاصة بدعوات الانبياء والرسل، بل هي ظاهره بشرية ان يتسلق بعض المنتسبين لاي دعوة الى المواقع المؤثرة او ان يحاول الاستفادة منها للحصول على مكاسب خاصة او محاولة اعتبارها مواقع وانها املاك خاصة لأفراد او عائلات او ان تتحول المواقع الدينية ومؤسساتها الى مواقع طائفية يحبس فيها الدين ليستخدم لمصالح فئوية وطائفية وبدل أن يقوموا بوظيفتهم في الدفاع عن مصالح الوطن وإنصاف أبنائه والعمل على توطيد اللحمة الداخلية بين أبنائه يعملون على النيل من أبنائه الشرفاء الذين اعطوا وطنهم بلا حساب أغلى ما يملكون ويتهمونهم بشتى التهم الباطلة والمجحفة والبعيدة عن الحقيقة والخالية من الانصاف مع ما في ذلك من ظلم ليس لهؤلاء الشرفاء فحسب بل للعدالة والحقيقة وللمبادئ الدينية والوطنية التي يدعي هؤلاء الانتماء اليها".

وقال: "إننا وبكل المحبة ومن واجب النصيحة ومن مبدأ الالتزام بالمصالح الوطنية ندعو الى الخروج من منطق المصالح الفئوية الضيقة الى فضاء المصالح الوطنية الكبرى ومن منطق الطائفية العشائرية التي تلبَّس لبوس الدين والوطنية وتخلع على نفسها إرفع الالقاب وتسلخها عن الآخرين ان تتقي الله وان تتعاطى مع المسائل الوطنية والإنسانية ما يفرضه عليها موقعها الديني والوطني وان تخرج نفسها من التعاطي مع هذه المسائل بمنطق السياسي والفئوي وصاحبة الحق الحصري الذي له ان يقرر مصير لبنان ومصالح لبنان وأن يحدد من هم اللبنانيون ويتكلم باسمهم .
لقد توافقنا جميعا على أن لبنان لا يحكم الا بالتوافق وعلى ان لبنان بلد نهائي لبنيه وعلى منع التوطين وعلى اتفاق الطائف، فلماذا نتهرب من هذه الالتزامات عند التطبيق ومن هو المسؤول عن الانهيار ومن الذي أمَّن الأرضية لتحقيق النمو الاقتصادي وهيأ الاجواء اللازمة لجلب الاستثمارات، لقد قلنا لبعض من التقيناهم بالأمس ذلك وطرحنا عليهم هذه الأسئلة، أليست المقاومة مع الجيش اللبناني وبدعم من الشعب حققت كل ذلك الى جانب انجاز تحرير لبنان من العدو الاسرائيلي، أليس التهديد من جانبه ما زال ماثلا؟ أليست المقاومة ما زالت تمثل السياج الى جانب الجيش اللبناني للحدود من أي اعتداء اسرائيلي جديد، وان ما حدث من انهيار تتحمل مسؤوليته القوى السياسية التي أثبتت عجزها عن إقامة دولة حقيقية، فلماذا تحمَّل المقاومة مسؤولية ذلك وأي انصاف وبأي منطق وكان الجواب بالتسليم".

وأضاف:"إننا نكرر اليوم ما قلناه بالأمس ان الامر يتوقف على توافق القوى والاحزاب السياسية على بناء دولة حقيقية قوية وقادرة على الدفاع عن أرضها وشعبها وليس على أساس مزارع بادعاء انها دولة ثم انتم انفسكم الذين جعلتم الدولة دويلات اقتسمتم مصالحها وتوزعتم مغانمها ثم تضعون الخطوط الحمراء لمنع محاسبة ومساءلة مسؤول بحجة التوازن الطائفي فمن الذي يريد السيادة؟ أنتم الذين تحمون المتهمين والمرتكبين والفاسدين ثم تتدخلون في القضاء وتخرجون المحكوم عليهم بجرم العمالة او غيره ام من يدفع ودفع التضحيات ومن الذي يشكل دولة ضمن الدولة ويسيطر على القرار، كفى ظلما واستخفافا بالعقول. ولن تستطيعوا ان تقلبوا الحقائق ولن تستطيعوا ان تؤثروا على البيئة الحاضنة للمقاومة أو تدقوا إسفينا بين ابناء الامام موسى الصدر للقضاء على ما كتبوه بتضحياتهم ودماء أبنائهم ومعاناة أسرهم وعوائلهم ليعيدوا لبنان سائبا للعدو الاسرائيلي يدخل ويخرج ساعة شاء ويعطي ويمنع متى شاء ومزرعة تقسم مغانمها بين بعض اللصوص الذين لا يخجلون مما اقترفته أيديهم ليلقوا التبعة على المقاومة وليدعوا براءتهم من دم يوسف".

وتابع الخطيب: "إننا نتعهد بالبقاء على التزامنا المبادئ التي قام عليها المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وبنهج الامام السيد موسى الصدر من الدفاع عن لبنان وحماية السلم الاهلي والعيش المشترك ولسنا بحاجة أن نقدم لاحد شهادة في الوطنية او نقدم تبريرا للدفاع عن أرضنا وشعبنا ووطننا، بل الاخرون الذين يطالبون بنزع السلاح هم المطالبون بتبرير أنفسهم وتقصيرهم عن القيام ببناء الدولة العادلة والقادرة على الدفاع عن أرضها وشعبها وانشغالهم بالتنازع على اقتسام المغانم دون ان يكون لديهم ادنى استعداد لتقديم الحد الادنى من التنازلات في سبيل اخراج بلدهم من القعر الذي أوقعوه فيه بالإقدام في أقرب وقت على تأليف حكومة وحدة وطنية تضع حدا للانهيار وتشكل بداية للحلول والاصلاحات اللازمة والضرورية للنهوض وإعادة أموال المودعين والاهتمام بلقمة عيش المواطنين الذين تركوا نهبا لاولاد الحرام الذين يستغلون الظروف الصعبة التي وفرها هؤلاء لهم ليتقاسموها معا.
إننا وبكل صراحة وموضوعية نقول أن منظومة الفساد والعقوبات الاقتصادية الأميركية والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان هي المسؤولة عن الانهيار الاقتصادي، وعلى المسؤولين في لبنان ان يصوبوا البوصلة باتجاه تحديد الصديق من العدو، فلبنان وطن عربي مقاوم التزم قضايا العرب الكبرى وليس له عدو الا العدو الإسرائيلي، وبدل وضع فيتو على المساعدات من الدول الصديقة والشقيقة التي لم تتوان عن مساعدة لبنان في الازمات والمحن التي تعرض لها، فاننا نطالب المسؤولين ان ينتهزوا فرص الخير لانها تمر مر السحاب، ويبادروا الى قبول المساعدات من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ويفعلوا علاقات التعاون المشترك مع سوريا وينفتحوا على إقامة علاقات تعاون وتبادل تجاري واقتصادي مع كل دول العالم باستثناء الكيان الصهيوني، ونحن اذ نثني على موقف الحكومة العراقية على مساعدتها الأخيرة فإننا نتوجه بالشكر من كل دولة قدمت الدعم والعون وتريد مساعدة بلدنا، وفي الوقت عينه نطالب المسؤولين بتحمل مسؤوليتهم بالإسراع في تشكيل حكومة إنقاذية إصلاحية تعيد ثقة الخارج بالدولة وتردم الهوة العميقة من انعدام الثقة مع المواطنين".

وختم: "إننا نأمل ان تثمر المساعي التي تجري حاليا تأليف حكومة وباقصى سرعة تعطي أملا للبنانيين الذين لا يحسدون على ما هم فيه من هم ، ولا سيما إننا على أبواب شهر الله شهر رمضان المبارك".

  • شارك الخبر