hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

الخطيب: لتنازل السياسيين والإسراع في تشكيل حكومة

الجمعة ٣٠ تموز ٢٠٢١ - 13:37

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس والقى خطبة الجمعة التي قال فيها:

"يقول تعالى في كتابه العزيز:( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) صدق الله العلي العظيم ، وكأن الله تعالى بهذه الآية يجيب على سؤال كبير وملح ، فصيغة الخطاب في هذه الآية توحي بذلك لأنها ابتدأت بهذا الشكل اليوم ( اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) الذي يوحي بالقوة والحسم لأمر كان محل معارضة ويعمل على المنع من الاعلان عنه ببيان اهميته، وانه على هذا المقدار من الخطورة منسجما مع الآية التي سبقتها واستدعت الامر للرسول بالمبادرة الى الاعلان عنه والتهديد بعدم التأخير، وان ذلك يساوق عدم ابلاغ الرسالة والتخلف عن اداء هذه المهمة فقال جل وعلا مخاطبا رسوله (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )".

اضاف: "لقد كانت هذه الآية واضحة الدلالة على ان هناك امرا خطيرا يتعلق بالشأن الرسالي العام بحيث ان التخلف عن ادائه يساوي التخلف عن اداء المهمة وهو ابلاغ الرسالة. امر الرسول بتبليغه للناس وانه لم يبادر الى تنفيذه لوجود محاذير لديه يتهيبها وهو متيقن من حصولها عند قيامه بالابلاغ وهو وجود فئة من الناس قادرة على تعطيل مفاعيل هذا الامر، ولكن الله تعالى أمره بعدم أخذ هذه المحاذير بعين الاعتبار وان الله سبحانه سيحبط مخططاتهم وأن الاعلان عن هذا الامر اهم من تآمر المتآمرين".

وتابع: "لقد كان هذا الامر هو الابلاغ عن ولاية علي امير المؤمنين في حفل دعا اليه الرسول بعد ادائه الحج سمي بحجة الوداع، كان الواضح فيه تنفيذ الامر الالهي فهو لم يدع الناس للحج في هذا العام ليودعهم فقط وليخبرهم بدنو اجله وانه مفارقهم في هذا العام، وانما ليقوم باكمال الدين واتمام النعمة امام اكبر عددٍ من الناس (مئة وعشرون الفا من المهاجرين والانصار) الذين وقفوا صفوفا ينتظرون دورهم بالدخول على علي يبايعونه "بخ بخ لك يا علي لقد اصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة"، تأكيدا للحجة عليهم بعد ان اشهدهم على ذلك قولا وخطابا بايقافهم في ساعة حر الظهيرة".

واكد "ان الحاجة للقدوة العملية في الالتزام والاستقامة هي امر بشري طبيعي، فالبشر يتأثرون بالقائد وبالسلوك اكثر مما يتأثرون بالاقوال والتنظيرات، وما اكثر الامثلة على ذلك في حياة البشر وفي تاريخ الاقوام والملل وحتى في حالة الانحراف التي يتسع ويكبر معها الانجراف لفئات كبيرة من الناس، انما يكون بسبب الانجذاب الى الشخص الذي لديه القدرة على ابراز اساليب تعجب المستمعين اليه وليس الى المضمون الفكري للخطاب، ناهيك عن الحاجة الى من يفهم عمق الرسالة ويستوعب دقائقها ويقدر على تفسيرها وتطبيقها على موضوعاتها خصوصا وان الرسول لم يقدر له ان يعيش فترة طويلة مع المسلمين ليقوم بهذه المهمة".

وقال: "لقد اقر الصحابة لعلي بأنه لولاه لما عرفوا احكام القاسطين والمارقين والناكثين وكثيرا ما احتاج الخلفاء الى علي ليبين لهم ما جهلوه من احكام وما عجزوا معه عن اجوبة في الفقه والقضاء والعقيدة حتى قال الخليفة الثاني: لولا علي لهلك عمر، وقد استمر ائمة اهل البيت بعده بالقيام بهذا الدور دون الحاجة الى اعمال القياس والرأي والاجتهاد في مقابل النص. ولقد اثبت علي انه النموذج للعدالة والاستقامة والعلم والفهم الصحيح والعميق للقرآن، فهو الذي كان له دون غيره ان يقول ( سلوني قبل ان تفقدوني .... ) قال احمد بن حنبل ما قال احد من الصحابه سلوني الا علي، لذلك فان يوم الغدير هو يوم العدالة ويوم المعرفة ويوم الشجاعة ويوم التضحية والايثار ويوم الحق ويوم الاستقامة ويوم القيم الانسانية".

اضاف: "نحن حينما نحتفل بهذا اليوم بتنصيب علي، انما نحتفل بهذه القيم والمبادئ التي مثلها علي وتمثلت بعلي ولم تتمثل بأحد غيره بعد رسول الحق رسول الاسلام، رسول الانسانية، ولم يكن بمقدور احد ان يمثل رسول الله غير علي، ولم يكن بمقدور احد ان يطبق الدين كما هو غير علي، ولذلك كان علي نفس رسول الله واخ رسول الله وقد آخى بينه وبينه وتركه لنفسه بعد ان آخى بين المهاجرين والانصار".

وتابع: "ايها المحتفلون بعلي والمحتفون بيوم علي، لصفات علي والموالون لعلي، التزاما بأمر الله تعالى الذي قال جل شأنه ( انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )، وليس لعصبية وليس لمصلحة دنيوية بورك لكم هذا الحب وهذا الولاء، فأنتم تحبون علي لاخلاصه لله ولتفانيه في ذات الله ولعدالته وقيمه الذي كان جديرا بها ولزهده بالدنيا ولحبه للمطيعين لله والقائمين بمسؤلياتهم الدينية والدنيوية تجاه الله اولا والناس ثانيا، علي الذي يقول: أحبوا للناس ما تحبون لانفسكم، وقد فعل ذلك علي الذي احب العدل و كان اعدل الناس، الذي كان يقول: انصفوا الناس من انفسكم وليس هناك أنصف من علي الذي أحب الفقراء ليس بلسانه وانما شاركهم مكاره العيش، وقد قال: "أأقنع ان يقال امير المؤمنين ولا اشاركهم مكاره العيش ولعل في اليمامة او الحجاز من لا عهد له بالشبع ولا طمع له بالقرص".

وقال: "فحينما نقول علي يتجسد خلقا وتواضعا وعلما ومعرفة ونكرانا للذات، فهذا هو قائدنا الذي ننتمي اليه ونفتخر به ونتخذه هاديا ومرشدا ووليا وجبت له في اعناقنا البيعة. ويكون خائنا لله ولرسوله ولآل بيته وللمؤمنين من لا يقتدي به ولا يلتزم نهجه ومن يساوم على الحق ومن يتخلى عن نهجه في التزامه وفي نصرته وفي معاداة الباطل واعوانه".

اضاف: "اليوم حين نحتفل بالغدير، فنحن نؤكد هذا الالتزام للحق في نصرة المظلوم وفي مواجهة الظالم وخط الانحراف والضلال وفي اعانة المحتاج، وحينما نتخلى عن ذلك فنحن نخون علي وولاية علي ونهج علي ونخون بيعتنا لعلي ونقف في صف اعداء علي، فعلي لا يعادي الاشخاص، علي يعادي الباطل، علي يعادي الخيانة، علي يعادي الانحراف عن جادة الحق وعن الصراط المستقيم وعن وحدانية الله والعبوديه لله. الذين يعبدون شهواتهم وغرائزهم وانانيانهم الذين اتخذوا مال الله دولا وعباده خولا والذين يبخلون باموالهم في ايام العسرة ولا ينفقونها في سبيل الله بشرهم الله تعالى بعذاب اليم (الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون )".

واكد "ان محبي علي لا ينامون شبعى وأحد من جيرانهم يتلوى من الجوع، او بيوتهم مشبعة من الدفء ولهم جار يتلوى مع ابنائه من البرد، او منزله مكفي من كل ما يحتاجه وجاره او قريبه محتاج لاكثر الامور الضرورية للمعاش، او جاره بحاجة الى دواء فيبخل عليه بثمن حبة الدواء خصوصا في هذه الايام التي كثر فيها تجار الازمات الذين يأخذون المدعوم من الحاجيات ليبيعونها في السوق السوداء. ان ما يربحونه من مال هو مال حرام لا بركة ولا خير فيه وانهم يساهمون في الخراب وما يسعى اليه الاعداء".

وقال :"لذلك فان اللبنانيين مطالبون بالارتقاء الى مستوى التضحيات الكبيرة التي بذلها شهداء لبنان من جيش وشعب ومقاومة في سبيل دحر الارهابين الصهيوني والتكفيري ، وان يكونوا على وعي وبصيرة ومسؤولية في معرفة عدوهم المتمثل بالفساد والاحتكار والرشى التي دمرت لبنان وانهكت بنيته الاقتصادية واغرقته في مستنقع الفوضى والديون الربوية، فالجميع مطالب بكشف لصوص المال العام ومحتكري السلع الغذائية والدواء والمشتقات النفطية والمضاربين بالدولار على حساب النقد الوطني ، فهؤلاء الفاسدون المستغلون لجوع الناس ومرضهم ينبغي محاكمتهم وردعهم عن جرائمهم، وعلى الدولة ان تحزم أمرها في التصدي للازمات المعيشية المتراكمة التي باتت تهدد المواطنين في عيشهم، فالفساد آفة لبنان الكبرى التي احتضنها نظام المحاصصة الطائفي الذي حذر منه مرارا وتكرارا الإمام السيد موسى الصدر . وهنا نستحضر رؤية الصدر الوطنية في إقامة وطن العدالة والمساواة التي يطمح اليها كل مواطن شريف، محذرا من الطائفية والمحاصصة والظلم والغبن والحرمان الذي أسس له النظام الطائفي و هو القائل: "اعدلوا قبل ان تبحثوا عن وطنكم في مزابل التاريخ".

وطالب الخطيب السياسيين في لبنان بـ"التنازل والتواضع لبعضهم البعض والإسراع في تشكيل حكومة وطنية انقاذية تحظى بثقة اللبنانيين وتخرج وطننا من الانهيار وتجنبنا الانفجار الاجتماعي، فالوقت ليس في مصلحتنا والمطلوب ان يذلل الجميع كل العقبات امام دولة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة اصلاحية همها انقاذ لبنان من الفوضى ولجم الانهيار الاقتصادي ومكافحة الفساد والاحتكار واستعادة المال العام المنهوب والافراج عن اموال المودعين وليس انجاز استحقاق الانتخابات النيابية فقط، وان كنا ندعم اجراءها في مواعيدها".

وشدد على "ضرورة أن تكون معادلة "الشعب والمقاومة والجيش" حاضرة في البيان الحكومي لما تشكله من ضمانة وضرورة وطنية لحفظ لبنان وردع العدوان عنه، اذ كانت ولا تزال مصدر قوة للبنان. ودعا الى "استنفار كل أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع المدني وتعاونها لاطفاء الحرائق في مناطق عكار والهرمل"، منوها بـ"الجهود المبذولة والتضحيات الكبيرة من كل العاملين لاخماد الحرائق، ونشكر الحكومة السورية على مساعدتها ومساهمتها في الحد من تداعيات هذه النكبة البيئية التي أصابت مناطق محرومة من لبنان، وينبغي ان يكون ما حصل من مساعدة الاخوة السوريين، حافزا للتعاون المشترك بين البلدين على مختلف الصعد والمجالات، وان لبنان وسوريا يشكل كل منهما ضرورة حتمية للاخر للاستقرار الامني والاجتماعي وحل الازمات، لا يستغني احد منهما عن الاخر".

وجدد الخطيب تعازيه الحارة بشهداء كارثة المرفأ "التي نعتبرها قضية وطنية كبرى وفاجعة انسانية ينبغي التعاطي معها بروح العدالة البعيدة عن التسييس، فلا يجوز ان تتحول هذه القضية الى فرصة للانتقام وفرض وقائع سياسية جديدة، كما حصل في التعامل مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فان أولى واجبات القضاء الكشف عن الحقيقة التي بها فقط يتم انصاف الشهداء والجرحى والمتضررين، وليس استغلال هذه القضية لمآرب سياسية، الامر الذي يقضي على اخر ما تبقى من مقومات يبنى عليها قيامة الوطن. ونتوجه بهذه المناسبة الى اهالي الشهداء باسمى التعازي معلنين انحيازنا الى قضيتهم ووقوقنا الى جانبهم حتى تظهر الحقيقة ويعاقب المسؤولون والمتسببون بهذه الفاجعة، ونسأل الله عز وجل ان يتغمد الشهداء برحمته ويعافي الجرحى ويحفظ لبنان من كل شر".

وحذر من "موجة جديدة لتفشي وباء كورونا نتيجة الاستهتار في اتخاذ الإجراءات الوقائية التي تحد من تفشي الوباء"، مناشدا "المواطنين توخي الحذر واخذ الاجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتشار الوباء من جديد في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد من نقص في الادوية والمستلزمات الطبية وعجز النظام الصحي عن امكانية استيعاب اعداد كبيرة اذا كثرت اعداد المصابين لا سمح الله، فالمطلوب التزام التوجيهات الطبية باخذ اللقاح وتجنب الاختلاط والازدحام وحفظ السلامة العامة لتجنيب البلد المزيد من الازمات".

وتمنى الشيخ الخطيب "أن يحل السلام والأمن والاستقرار في بلادنا، وان تنعم بالعدالة الاجتماعية المنبثقة من روحية عيد الغدير لتكون بلادنا مستقرة مزدهرة يعيش شعوبها السعة والرغد ، ونسأله تعالى أن يعيد هذه المناسبة بالخير والبركات وقد تخلصنا من الحصار والضغوطات الاستعمارية وتحررت فلسطين من رجس الاحتلال ونعمت أوطاننا بنعمة الأمان والإزدهار".

  • شارك الخبر