hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

الحمرا في زمن كورونا: واجهات "بربر" مسدلة والمواقف مشرعة مجاناً!

الأربعاء ٨ نيسان ٢٠٢٠ - 07:19

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يقارن البعض بين الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982 وكورونا، ويقولون ان الأول لم يقفل شارع الحمرا، في حين تمكن الثاني من ذلك.

يعتبر شارع الحمرا قلب بيروت والمنطقة التي لا تنام في العاصمة العربية المتوسطية. ويقينا، تختصر الحمرا المشهد اللبناني عموما لجهة غياب الحركة وتقليصها الى الحد الأدنى، او الضرورة القصوى. وربما (بعد أسابيع أو اشهر؟) تشكل عودة الحياة الى هذا المنطقة، الاعلان الرسمي عن تغلب اللبنانيين على كورونا.

لطالما شهدت هذه المنطقة تحديدا على أحداث في تاريخ العاصمة اللبنانية، وعرفت طلعات ونزلات، أبرزها «سحب البساط» من تحت اقدام الحمرا، بحسب بعض مناوئي سياسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اذ اتهموه بتعمد إعادة تأهيل البنى التحتية للمنطقة و«نكش» طرقاتها بالتزامن مع فتح وسط بيروت بحلته الجديدة بإدارة شركة «سوليدير» أمام الزوار.

في أي حال، تشهد منطقة الحمرا اليوم عبر شارعها الرئيسي والشوارع الأخرى الفرعية المحيطة به حركة تنقل «سلسة جدا» لقاصديها سواء سيرا على الأقدام او بالسيارات. باختصار، الحمرا مختلفة وتعيش حقبة جديدة لم تعرفها قبل زمن فيروس كورونا.

تستطيع ركن سيارتك في أي مكان. حتى في الشارع الرئيسي، ستجد مكانا ولن تطالعك مخالفة مرور يحررها شرطي. ولعل المواقف الخاصة لركن السيارات تختصر واقع الحال، اذ نراها فارغة ومشرعة بالمجان لمن يريد الدخول. لكن لا حياة لمن تنادي!

تكاد تقتصر الحركة على القادمين الى مستشفى المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت، او مستشفى كليمنصو الممكن ولوجه من بداية الشارع، الى مستشفيي طراد ونجار.

الدكاكين الصغيرة شرعت أبوابها لاستقبال من بقي من زبائنها. ويرابض في بداية الشارع على التقاطع الفاصل بين وزارتي الاعلام والسياحة وبداية الشارع الرئيسي، «دكان العياش» الذي يديره مروان، ابن اقليم الخروب الذي يأتي إلى الحمرا يوميا، ويفتح أبواب المحل الذي تقاس مساحته بالأمتار التي لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة، ويعتمد على ركن قسم كبير من بضاعته على الرصيف. فقد العياش في 2004 قسما كبيرا من الزبائن الثابتين، بعد انتقال مكاتب صحيفتي «النهار» و«لوريان لوجور» الى وسط بيروت والحازمية على التوالي. لكنه استمر مستفيدا من موقعه الاستراتيجي، ويتحدث حاليا عن كسب زبائن جدد «يقصدونه لشرب القهوة، بعد إقفال المقاهي التي اعتادوا ارتيادها داخل الشارع».

صورة الفنانة صباح تستقبل الوافدين الى الشارع الرئيسي، في المبنى الذي ضم سابقا مقهى «هورس شو» وشهد تبدل اسم المقهى، من دون غياب الزبائن.

إقفال تام، وخصوصا للمطاعم التي كان يفاخر من يظفر بكرسي بها ظهرا وليلا وقت الذروة، وكذلك للحانات والمقاهي.

تكفي رؤية أبواب مطعم بربر الواقع في الجهة الأخرى لمسرح البيكاديلي، ليدرك الزائر وجود «خطب ما» في الحمرا. المطعم الذي يحتل شارعا تقريبا بمحلات عدة موزعة على تقاطع كامل، إلى مخازن في الضفة الأخرى، لم يعرف يوما إسدال أبواب الحديد الجرارة.

بربر الذي انطلق من «نصف محل» في بداية تسعينيات القرن الماضي، تحول امبراطورية في عالم المأكولات، وبات له فرع آخر في «سبيرز» أمام المقر الرئيسي للصليب الأحمر اللبناني، الشارع الذي نخرج منه كليا من منطقة الصنائع المتاخمة لشارع الحمرا باتجاه جسر الرئيس الرئيس فؤاد شهاب المعروف بـ«الرينغ».

لم تستسلم إدارة المطعم أمام «أزمة كورونا»، بل لجأت الى خدمة التوصيل «دليفري»، وهي التي اعتادت ذلك منذ التأسيس. أغلقت الأبواب في الحمرا وسبيرز، وبقي المتنفس عبر خدمة التوصيل. والأمر يختلف عن مطاعم مأكولات لبنانية رفعت العشرة لعدم اعتمادها سابقا خدمة التوصيل، واعتمادها أكثر على تأمين مأكولات للمناسبات الى جانب الخدمة اليومية.

وخلافا لأسواق بيروت التي وضعت إدارة «سوليدير» شرائط لمنع الدخول اليها للراغبين القيام برياضة المشي، فإن الحمرا مشرعة أمام من يرغب المشي ليس على ارصفتها فحسب، بل في شوارعها التي غطي القسم الأكبر منها بالحجارة ذات اللون البركاني. المهم ان تمارس رياضة المشي بصيغة «المفرد».

جويل رياشي - الانباء

  • شارك الخبر