hit counter script

ليبانون فايلز - أخبار محليّة أخبار محليّة

آخر صيحات الموضة.. التنقّل عبر الدراجات الهوائية والـ TUK TUK!

السبت ١٦ تشرين الأول ٢٠٢١ - 06:25

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ضاقت الدنيا بفسحات أملها العديدة في وجه اللّبنانيين جميعاً بعد موجة انهيار اقتصاديّ قلبت الموازين، وبدّلت معها أحوال العيش وسبلها في كافة مجالاتها، ولمّا كان المثل الشائع «ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل»، أطاحت الأزمة اللبنانية العيش وفسحات أمله معاً ، فبات المواطن يبحث عن حلول بديلة «وفيرة» يستطيع تكبّد مصاريفها في الأيام السوداء التي لم يحسب يوماً أن يمرّ بقساوتها.
بعد ارتفاع سعر صرف الدولار وأزمة المحروقات التي شلّت البلد برمّته، أصبح اللّبنانيّ يعاني من ارتفاع سعر تنكة البنزين، إضافة الى تكاليف صيانة السيارات التي فاقت التصورات والمداخيل على حدّ سواء، فراح يبحث عن حلّ بديل يسمح له متابعة سير حياته اليومية بميزانية مقبولة تُسيّر أعماله ولا تشلّ تحركاته.

تجوب شوارع المناطق اللّبنانية، تلحظ ازدياد أعداد الدراجات الهوائية والنارية التي أصبحت بمتناول معظم اللّبنانيين كونها تساهم في عملية التوفير إن من ناحية البنزين والصيانة سويّاً، وما البدعة الجديدة إلاّ الـ «توك توكTUKTUK» وهي ما كان يُعرف بال»فيسبا VESPA قديماً، عادت «الفيسبا» من جديد لتعيد أيام الماضي الذي كان يقتصر على البساطة المطلقة.

عدنان خبّاز لبنانيّ في العقد الثاني من عمره، عمد عام 2018 الى تأسيس عمل خاصّ في البترون يعتاش منه، فكان الأوّل في لبنان في استثمار «التوك توك»، حينها اشترى عدنان آلية واحدة لتقديم خدمات «التاكسي» والجولات السياحية ضمن مدينة البترون.

يقول خبّاز لـ «الديّار»: «لطالما عانى جيل الشباب في لبنان من البطالة، فكان من الضروريّ بالنسبة لي البدء في تأسيس نفسي وحياتي العملية، وحين فكّرت في إيجاد حلول، انطلقت من أزقّة البترون التراثية الضّيقة التي هي بأمسّ الحاجة لآليات صغيرة تجوبهاوتتنقّل فيها، كما وأنّ المدينة يليق بها التعريف عنها بجولات سياحية، فباشرت بشراء «توك توك» واحدة، ونظّمت الرحلات السياحية داخل شوارع البترون للتعريف عنها وعن تراثها وآثارها، وحين وجدت أنّ الإقبال أكثر من ممتاز، بتّ أملك ثلاث آليات «توك توك» للسياحة الداخلية في بلدتي البترون».

اضاف: «بعد عام اندلعت «ثورة تشرين»، وبدأ الوضع الإقتصاديّ يتدهور، ثمّ أتت جائحة كورونا لتفرض سيطرتها و الحجر والتعبئة، مما ساهم في زيادة الطلب على الخدمة التي أقدّمها لجهة حاجة الناس لشراء الأغراض والمستلزمات، فقدّمت حينها خدمة جديدة وهي «الديليفري» للمنازل، وبعد ثلاث آليات ها أنا اليوم أملك 10 «توك توك»، أستثمرها في كافة القطاعات المرتبطة بالنقل والتنقل،خاصّة في الآونة الأخيرة مع أزمة المحروقات وفتح المدارس أبوابها، نقدّم خدمة النقل من والى المدرسة للتلاميذ، والإقبال كثيف جدّاً ،والأهل مطمئنون ومرتاحون من كافة النواحي».

وعن خلق الحالة الإستثنائية التي كانت الوحيدة في ازدهارمستمرّ في ظلّ الإنهيار الإقتصادي الذي عمّ البلاد، يقول خبّاز: «بالطبع عمل الظرف الإقتصاديّ الصعب لمصلحتي ومصلحة عملي، وساهم في رفع أسهم المشروع الذي قد بدأت به، إضافة الى أنّه سرّع العجلة الإقتصادية في المنطقة لناحية خلق فرص عمل للشباب البتروني، فلكلّ آلية سائق من المنطقة. إلّا أننا نطمح للإقتصاد المزدهر والمستقرّ في كافة المجالات، لأننا اعتدنا على لبنان الجميل الذي تليق به الحياة وبشعبه».

أحد أصحاب شركة لبيع الدراجات النارية في منطقة طبرجا وصف الوضع بالممتاز، وقال «الديار»: «أستطيع تصنيف هذه الفترة أنّها من أكثر الفترات التي ترتفع فيها نسبة المبيعات في شركتنا، لأنّ الشعب يبحث عن حلول بديلة تساهم في تقليص مصاريفه خاصّة في التنقلات، وبعد أزمة البنزين التي لا نزال نعاني منها حتّى اليوم، فإن فتحت المحطات أبوابها وتوفّر البنزين، لا يملك الناس القدرة الشرائية له، فيقتصدون في مشاويرهم بالسيارات ويلجأون الى ركوب الدراجات النارية والهوائية للتوفير.»

أمّا إيلي، وهو ربّ أسرة وأب لولدين، يقول لـ «الديار»: «نملك سيارتين نستقلّهما أنا وزوجتي، أتت الأزمة الإقتصادية لتحدّ من تحركاتنا وتنقلاتنا، وبعد اندلاع أزمة البنزين التي لم تنته حتّى اليوم في ظلّ الإرتفاع المتزايد في اسعارالنفط ورفع الدعم، كان من الضروريّ إيجاد وسيلة نقل تخفف من وطأة الأزمة، فاشترينا درّاجة تعمل على الطاقة الكهربائية، نشرّجها في اللّيل وأقودها في النهار، وأتنقل بها في عملي، خاصّة وأن بقعة عملي تقع ضمن نطاق المنطقة التي أسكن فيها، ونحن مرتاحون، إلاّ أنّ الشتاء قادم وزخّات المطر لا ترحم، يُضيف ممازحاً!

هو اللّبنانيّ الذي مشى درب الجلجلة منذ القدم حتّى اليوم، فكما تكونوا يولّى عليكم، حُكم على الشّعب اللّبناني أن يلد من رحم الأزمة طاقة فرج يُدخل من فجوتها بصيص أمل ويفعل المستحيل بدل أن يقف مكتوف الأيدي يبكي على الأطلال...!

باميلا كشكوريان السمراني- الديار

  • شارك الخبر